بعدما كانت تحتل المراتب الأولى في سلم ترتيب المدن من ناحية المساحات الحضراء وراء مدينة إيفران وفاس في عهد الحماية الفرنسية، سيأتي زمان غريب على سيدي قاسم ستتيبس فيه أشجارها وتتساقط أوراقها وستذبل أزهارها وأعشابها وستدمر حدائقها، جنان السبيل كنموذج، وستختفي هذه النظارة والبها والجمال وسيحل محله القبح والاصفرار بعد أن هجمت صناديق الأجور الأحمر على العديد من حقولها وجنانها. وكان علينا انتظار 2020، ليهل علينا مجلس جماعة سيدي قاسم، بقيادة رئيس السيد محمد الحافظ، بمشروع بناء حديقة بمدخل المدينة على مستوى طريق طنجة حملت من الأسماء المباركة اسم الأمير " المولاي الحسن"، في محاولة منه لإعادة الاعتبار للمدينة على هذا المستوى، واسترجاع ذكرياتها مع الخضرة والترفيه. وقد استطاعت أن تتحول إلى متنفس مفضل لساكنة المدينة، حيث تقصدها كل مساء لتزجية الوقت وإعطاء فرصة لأطفالها للعب والترفيه. و معلوم أن هذا المشروع، قد واجه انتقادات وعراقيل من طرف بعض أعضاء المعارضة، لكن ما أن أخرج إلى حبز الوجود واستقباله، إيجابا، من طرف الساكنة حتى ابتلعوا ألسنتهم واختفوا من المشهد.