في سابقة بالجامعة المغربية، أقدم، أول أمس الأربعاء، طالب بفاس على محاولة إحراق نفسه أمام باب عمادة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالموقع الجامعي سايس، الموجود بالحي البورجوازي بطريق ايموزار. وبحسب المعلومات التي استقتها "اليوم24" من مصدر طلابي، فإن الطالب الجامعي، ينحدر من إقليمتاونات، حضر يوم أول أمس الأربعاء إلى كلية الآداب، واتجه نحو عمادة الكلية، وشرع في الصراخ ضد الإدارة، محملا إياها مسؤولية ضياع مستقبله الدراسي، بسبب رفضها تسجيله بشعبة الأدب الإنجليزي بالسنة الثانية، قبل أن يفاجئ الطلبة الذين تحلقوا حوله، بإخراجه قنينة بنزين من حقيبته الصدرية، وسكب محتواها على جسده، غير أنه، يضيف المصدر الطلابي نفسه، حين قام الطالب في خطوة لاحقة بإخراج قداحة من جيبه، اندفع نحوه الطلبة ونزعوها منه قبل أن يشعل يضرم في جسده. هذا، وعاشت الساحة القريبة من عمادة الكلية، أجواء من الفوضى وصراخ الطالبات، فيما دخل الطالب الذي حاول الانتحار حرقا في حالة من الهستيريا، وهو يردد مخاطبا زملاءه الطلبة، "لماذا منعتموني من الانتحار.. الكلية ضيعت مستقبلي". وبحسب ما نقله طلبة عاينوا الحادث، والذين أكدوا للجريدة، بأن الطلبة وعقب الحادث، تعاطفوا معه، ونفذوا وقفة احتجاجية حاشدة أمام الكلية، مطالبين بتمكين الطالب وتسعة طلبة آخرين من التسجيل بالشعب التي تابعوا فيها دراستهم، ولم يتمكنوا من إعادة تسجيل أنفسهم خلال الآجال التي حددتها الكلية، وهو المبرر الذي أشهرته عمادة كلية الآداب لتعليل رفضها الاستجابة لطلب الطالب ورفاقه. للإشارة يعيش الموقعان الجامعيان، بظهر المهراز وسايس، حالة احتقان متزايد، وذلك بسبب الاحتجاجات التي يخوضوها الطلبة بشكل شبه يومي منذ انطلاق الموسم الجامعي الحالي، لممارسة الضغط على رئاسة جامعة محمد بن عبد الله بفاس، وكتابة الدولة المكلفة بالتعليم العالي والبحث العلمي، للاستجابة لمطالب الطلبة تخص التسجيل بدون قيد وتوفير النقل والمطعم الجامعي ومعالجة الطاقة الاستيعابية للسكن بالأحياء الجامعية، حيث صارت هذه الاحتجاجات، بحسب مصدر من الجامعة، تأخذ طابعا تصعيديا، وذلك ردا على رفض خالد الصمدي، كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، فتح باب الحوار مع الطلبة الغاضبين خلال حلوله بفاس الجمعة الماضي، في إطار جولته التفقدية للجامعات بمختلف المدن والجهات.