بالرغم من كل القرارات التي اتخذتها إدارة كلية العلوم ظهر المهراز، التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس، لمحاولة امتصاص غضب طلبة الكلية الذين خاضوا احتجاجات غير مسبوقة منذ مطلع الموسم الجامعي الجاري، إلا أن التوثر ما يزال العنوان الأبرز في هذه الرقعة الجامعية. وأكدت مصادر طلابية أن الاحتجاجات الطلابية التي انطلقت منذ أن أعلن عن قرار تغيير مركز الامتحانات من طرف الجامعة، بتحويله من الكلية التي تقع بظهر المهراز إلى كلية الآداب سايس الواقعة في طريق إيموزار، تحول إلى مواجهات بين الأمن والطلبة، صباح اليوم الاثنين 14 مارس الجاري، الذي أعلنه الطلبة سابقا يوما للغضب الطلابي. المصادر نفسها أبرزت أن هناك اعتقالات وإصابات خلال المواجهات، حيث لجأ طلاب إلى استعمال الحجارة مما دفع القوات الأمنية شن اعتقالات، لم يعرف لحد الآن عددها. واعتبر الطلبة قرار تغيير مركز الامتحان إلى مكان بعيد عن المكان الذي ألفوا فيه الدراسة قرارا انتقاميا من إدارة الكلية والجامعة، خاصة بعد تأجيل امتحانات الأسدس الأول لمرتين حيث قاطعهما الطلبة احتجاجا على قرارات قالوا إن العمادة بدأت تطبقها « للإجهاز على مكتسباتهم »، مشيرين إلى أن اجتياز الامتحانات رهين بإلغاء عدد من القرارات وتلبية مطالبهم التي سطروها في ملفهم المطلبي. يذكر أن كليات فاس، خاصة كلية الآداب والحقوق والعلوم بظهر المهراز تشهد دوما احتجاجات عارمة، حيث تقودها فصائل طلابية يسارية تعتبر المركب الجامعي لظهر المهراز معقلها التاريخي، وطيلة السنوات الأخيرة أصبح تأجيل الامتحانات لمرة أو اثنتين أو أكثر بسبب المقاطعات أمرا معهودا، حيث توازيها احتجاجات ومواجهات. وهو الذي يدفع العديد من الطلاب بعد قضاء سنة أو اثنين إلى طلب الانتقال لجامعة أخرى في مدن بعيدة لعدم تقبلهم لتلك الأوضاع.