لازالت جامعة فاس تعيش موجة من الاحتجاجات المتواصلة التي لم تهدأ منذ بداية الدخول الجامعي، إذ شهدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز وكلية الحقوق بحر الأسبوع الماضي مقاطعات شاملة للدروس، احتجاجا على توقيف التسجيل في الكليات مما حرم عددا من حاملي البكالوريا بمن فيهم الجدد حقهم من التسجيل كما صرح مسؤول فصيل طلبة الوحدة والتواصل الذي يقود معركة التسجيل بالجامعة واستنكر المستجدات التي عرفتها عملية التسجيل هذه السنة، حيث أصبحت كل القرارات بيد رئاسة الجامعة، مما يعتبره الطلبة، يضيف، إجهازا على مكتسباتهم. واتهم فصيل طلبة الوحدة والتواصل في بلاغ صادر عنه، إدارة الكليات بنهجها سياسة الآذان الصماء في تجاهل مستميت للمطالب العادلة والمشروعة للطلاب الذين أمضوا أزيد من شهر ونصف من الاعتصامات، بما فيها مبيتات جماعية داخل العمادة ومقاطعات إنذارية للدروس، مما يكشف – حسب البلاغ – زيف الشعارات المرفوعة التي يشير لها دعاة المخطط الاستعجالي. وأفاد مصدر طلابي عزم الطلبة البدء في خطوات تصعيدية من أجل انتزاع حقوقهم المشروعة، وحفاظا على مكتسبات الجامعة والطلاب التي تريد أن تعصف بها بنود المخطط الاستعجالي. وفي سياق متصل شهدت كلية الآداب ظهر المهراز صباح الخميس الماضي إقدام الطالب حسن الراشدي البالغ من العمر 21 سنة، على الانتحار محاولا الإلقاء بنفسه من الطابق الرابع لولا تدخل طلبة كانوا يقاطعون الدراسة في ذات الطابق، وتسببت محاولة الانتحار هاته في خلق جو من الرعب والذعر وسط الأساتذة والطلبة، وأغمي على عدد من الطالبات. ونقل الطالب مغمى عليه إلى ساحة الكلية أمام استنفار الطلبة. و أن الطالب ينحدر من نواحي تاونات، حصل على البكالوريا السنة الماضية بثانوية ابن خلدون بقرية با محمد، وتسجل في شعبة الدراسات الإنجليزية بكلية الآداب سايس، لكنه لم يحصل على مقعد في الحي الجامعي سايس رغم اعتصامه مع أزيد من خمسين طالب في إدارة الحي، وأفاد أحد معارفه أنه مل من تجاهل الإدارة لطلبه القاضي بالتحويل من كلية إلى أخرى حيث بمقدوره السكن مع أبناء قريته بالحي الجامعي دهار المهراز. ويعيش الطالب حسب ما صرح به للطلبة فيما بعد ظروفا اجتماعية قاسية حيث يبيت منذ التحاقه بفاس قبل شهرين في العراء، وأبوه البالغ من العمر 84 عاجز أن يوفر له ثمن الكراء