بعد أيام قليلة من "الزلزال السياسي"، الذي عصف بعدد من المسؤولين، على خلفية التحقيق في اختلالات مشروع "الحسيمة منارة المتوسط"، عبر ناصر الزفزافي عن يأسه من نتائجه، التي لم يحاسب على إثرها المسؤولون الحقيقيون. وقال الزفزافي، الموجود رهن الاعتقال الاحتياطي في سجن عكاشة في الدارالبيضاء، مساء أمس الثلاثاء، في تسجيل صوتي نسب إليه " كنا نتوقع محاكمة أخنوش، والاستماع إليه، على الأقل لأنه هو الوصي على قطاع الصيد البحري، لكن قذفوا بالأبرياء إلى السجون". وعاد الزفزافي، في تسجيل صوتي طويل، يمتد إلى أكثر من نصف ساعة، وباللهجة الريفية، لتذكر أولى تفاعلات المسؤولين المحليين في الحسيمة مع "الحراك"، وقال "أتذكر تلك الليلة، التي حضر فيها عامل الحسيمة، ووكيل الملك إلى معتصمنا، وقالوا سنفتح تحقيقا دقيقا، لكن أين التحقيق، وأين النتائج"، متهما المسؤولين بفبركة المحاضر، والوقائع. وعن اتهامه، وقيادات الحراك بالانفصال، قال الزفزافي في التسريب، الذي خرج تزامنا مع مثوله، أمام محكمة الدارالبيضاء، "الصقوا بي كل شيء، وكان هذا هدفهم ليظهروني كخائن انفصالي"، واصفا حراك الحسيمة بالنور، الذي أنار الوطن "في الوقت الذي يسير فيه الوطن نحو الهاوية". واسترجع الزفزافي ذكرى زلزال الحسيمة، الذي ضربها عام 2004، وتساءل عن مليارات الدراهم، الموجهة من دول العالم إلى الضحايا، قبل أن يعلق بالقول: "لقد نهبوها، ولما احتجينا واجهونا بالغاز والهراوات". ولم يفوت الزفزافي فرصة خروجه الإعلامي لتوجيه سهام نقده إلى من وصفهم ب"الدكاكين السياسية"، في إشارة إلى الأحزاب السياسية، موضحا أن شباب "الحراك" منعها من المشاركة في الاحتجاجات، لأنه يعرف سعيها إلى تحقيق مآرب خاصة. وأكد الزفزافي، بنبرة مؤثرة، أن فكرة "الحراك" متجذرة في الأطفال، والشيوخ، والنساء، إذ من الصعب زوالها على الرغم من "تهديدات المقدمين، ومسؤولي الأمن".