أدى تأخر صيانة أجهزة ومعدات طبية بالمستشفى الجهوي محمد الخامس بطنجة، إلى تأجيج احتجاجات عارمة لعشرات المواطنين، الذين حجزوا مواعيد منذ مدة طويلة لاجتياز الكشوفات الطبية، قبل أن يتفاجأوا بإلغائها في آخر لحظة، بدعوى تعطل أجهزة الفحص بالأشعة "سكانير"، لتحديد الكسور وتشخيص مصادر الآلام، ما يعرض حياة المرضى للخطر. وتطورت احتجاجات عشرات المواطنين، إلى مسيرة عفوية مشيا على الأقدام في اتجاه مقر جهة طنجةتطوانالحسيمة، غير البعيد عن مستشفى محمد الخامس، حيث نددوا بما وصفوه تردي الخدمات الصحية، إذ تسببت التأجيلات المتكررة، منذ أزيد من شهر، في اكتظاظ غير مسبوق على خدمة الفحص بالأشعة، في حين يتم توجيه الحالات المستعجلة إلى مصحات خاصة، أو إلى مستشفيات إقليمية أخرى. واستنفرت المسيرة الاحتجاجية السلطات المحلية بطنجة، إذ تدخل قائد الدائرة واعترض سبيل المحتجين الذين ضاقوا ذرعا مما أسموه "سير وأجي"، في حين تكلف أعوان السلطة بإقناع الغاضبين، مطالبينهم بالعدول عن خطواتهم الاحتجاجية، وعدم تصعيد الموقف لأن المشكل سيتم حله في أقرب وقت، حسب وعودهم. وأفادت مصادر من المؤسسة الاستشفائية، أن إلياس العماري رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة، استبق المحتجين إلى مستشفى محمد الخامس، والتقى المندوب الإقليمي المكلف، عبدو الداودي، ومدير المنشأة الطبية، الدكتور فؤاد قابيل، والمقتصد الإداري، عادل شارية، حيث تفقد التجهيزات الطبية التي كانت الجهة سلمتها لقسم المستعجلات قبل عام، واستفسر عن المشاكل التي تسببت في احتجاجات المرضى ومرافقيهم في الآونة الأخيرة. وأضافت مصادر "اليوم24″، أنه تم تقديم شروحات لرئيس الجهة الذي كان مرفوقا بأعضاء مجلس عمالة طنجةأصيلة، بأن موضوع احتجاجات المواطنين يتمثل في تعطل جهاز "سكانير" من نوع "توشيبا" اقتنته وزارة الصحة، السنة الماضية، في صفقة كبيرة استوردت خلالها 12 جهازا من شركة يابانية، لكن اثنين من هذه الأجهزة لم يشتغلا سوى بضعة شهور قبل تعطلهما. وأوضحت مصادرنا أن تأخر إصلاح الأجهزة المذكورة تتحمل مسؤوليته وزارة الصحة، إذ قامت إدارة المستشفى بتدخلات عديدة لإعادة الخدمة للمعدات المعطلة دون جدوى، مشيرة إلى أن استمرار هذا الوضع يحرم عشرات الباحثين عن العلاج، وأغلبهم من الفئات الهشة من منخرطي بطاقة "راميد"، من الاستفادة من الرعاية الصحية والطبية الكاملة. تجدر الإشارة إلى أن المستشفى الجهوي محمد الخامس، يعتبر أكبر المنشآت الطبية بجهة الشمال، إذ يستقبل مرضى ثلاثة أقاليم هي: عمالة طنجةأصيلة، وإقليم فحص أنجرة، والعرائش القصر الكبير، كما يفد إليه مرضى الحالات المستعصية من خارج الأقاليم المذكورة.