نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا، حول خطط تقدم بها مسؤول مغربي لتدريب وتأهيل الأئمة الذين يعملون في المساجد في أوروبا؛ وذلك في محاولة لنشر المذهب المالكي المعتدل، ومنع التشدد بين أبناء الأقلية المسلمة في أنحاء القارة الأوروبية. وتنقل الصحيفة عن مسؤول مكافحة الإرهاب في المغرب عبد الحق الخيام، قوله: "لقد اكتشفنا نقصا في التشكل الديني بناء على المذهب المالكي المعتدل في المغرب"، واقترح تدريب الأئمة في الدول الغربية بناء على تعاليم المذهب المالكي، قائلا: "لدينا أئمة هناك ممن سيتولون تدريب هؤلاء الأئمة، أيا كانت جنسياتهم". ويقول الخيام للصحيفة إنه دون "عملية مؤسساتية" تقوم بمتابعة الخطاب ومصداقية الأئمة في أوروبا، فإن "الجماعات الإرهابية ستقوم باستغلال الفراغ"، ويضيف: "يجب إضفاء الطابع المؤسسي على الممارسة الدينية في الدول كلها، وأعني بهذا وجود مؤسسات تهتم بالخطاب الديني للمساجد". ويورد التقرير نقلا عن الخيام، قوله: "في المغرب هناك مجلس العلماء الذي يقوم بالإشراف على الخطب ويوحد الفتوى، ولا يمكن لأي إمام إلقاء خطبته دون مراجعة المجلس لها، والتأكد من أنها تتوافق مع المفاهيم المتسامحة وليس المتشددة". وقال الخيام إن المخابرات المغربية تشترك مع الدول الأوروبية في المعلومات التي منعت هجمات إرهابية في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وهولندا والدانمارك، وأضاف أن مكتبه أعلن عن مبادرة لمراقبة أفراد من أصول مغربية يعيشون في أوروبا ممن أصبحوا متشددين. ويقول الخيام: "ما حدث في إسبانيا ودول أوروبا الأخرى جعلنا نغير من استراتيجيتنا، حتى بالنسبة لمن جاؤوا من أصول مغربية، لكنهم ولدوا في الغرب"، ويستدرك قائلا: "من أجل مواجهة هذه الظاهرة الجديدة فإننا نحاول متابعة هؤلاء الناس، وعلى المملكة والدول الأخرى التي لديها رعايا في الدول الغربية أن تطور استراتيجيات وأساليب أخرى لمتابعة هؤلاء الناس". وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه عندما سئل الخيام عن استمرار تدفق المقاتلين المغاربة إلى سوريا، واكتشاف الخلايا الإرهابية، فإنه لام الإنترنت، قائلا: "لسوء الحظ، فإنهم شباب يفتقدون للعلم، ولا يستطيعون التفريق بين الصحيح والخطأ، ويتم تجنيدهم عبر الإنترنت من قادة الجماعات الإرهابية".