قال الصحفي الهندي، رودرونيل غوش، إن الإصلاحات التي اعتمدها المغرب في المجال الديني مكنته من دحر آفة التطرف وتعزيز قيم الإسلام الوسطي. وأوضح غوش، في مقال نشر اليوم الجمعة على الموقع الإلكتروني لصحيفة (ذا تايمز أوف إنديا)، أن المغرب تمكن بالفعل من وضع برنامج لتشجيع الإسلام المعتدل، استهدف على الخصوص تكوين الأئمة القادمين من مختلف البلدان الصديقة، طبقا لمبادئ المذهب المالكي السمح.
وأضاف الصحفي الهندي أن هؤلاء الأئمة يعودون إلى أوطانهم، بعد انقضاء فترة التكوين، حاملين رسالة دينية ترتكز على قيم الانفتاح والاعتدال في الممارسة الدينية، من دون الخروج عن الجوهر الأساسي للدين الإسلامي الحنيف.
وفي معرض تأكيده على أن الحل الأمني وحده لا يكفي للقضاء على ظاهرة التطرف، أبرز الكاتب أن المغرب نجح في المزاوجة بين إرساء إصلاحات دينية مهمة داخل المجتمع وبين الجهود الحثيثة التي بذلها من أجل تفكيك الخلايا الإرهابية أينما وجدت، مما أكسب المملكة اعترافا دوليا بتلك الجهود.
وفي هذا الصدد، دعا كاتب المقال الحكومات إلى الاقتداء بالنموذج المغربي في الإصلاح الديني من داخل المجتمع الإسلامي، بالنظر إلى أن الاستراتيجية التي نهجتها المملكة في هذا المجال، مكنتها من اتخاذ زمام المبادرة في القضاء على آفة تصاعد التطرف الديني، وتعزيز قيم الإسلام المعتدل التي تتماشى مع ديمقراطية القرن الواحد والعشرين.
واعتبر الصحفي الهندي أن المغرب، باعتماده على خطة شاملة لمكافحة الإرهاب ارتكزت على تكتيك أمني وآخر إصلاحي، كسب معركته ضد التهديدات الإرهابية الدولية التي تعمل كخيوط العنكبوت وتضع الفخاخ أمام الديمقراطيات الحديثة.
وشدد الكاتب على أن إصلاح المجال الديني أصبح يفرض نفسه بقوة، بعدما جاءت الأرقام التي نشرتها مؤخرا الولاياتالمتحدة صادمة، إذ أكدت التحاق حوالي ألف متشدد أجنبي كل شهر بميدان الصراع في العراق وسورية، كما أظهرت بوضوح أنه "حتى المجتمعات الإسلامية المقيمة في الدول الغربية، أصيبت بعدوى فيروس الجهاد".
وخلص الكاتب الهندي إلى أن إصلاحا دينيا، كالذي اعتمده المغرب، يظل ركيزة أساسية من شأنها مكافحة عوامل الجذب والتحفيز التي تتبعها المجموعات الجهادية المتطرفة في تجنيد الشباب، وإفشال عمليات غسل أدمغتهم للانضمام إلى ما تعتبره "جهادا عالميا".