خصصت جريدة هندية، في الأسبوع الماضي، تقريرا حول الإصلاحات في المغرب، أبرزت فيه ما قام به المغرب في ما يتعلق بالإصلاح في الحقل الديني. وقالت الجريدة إن الإصلاحات التي اعتمدها المغرب في المجال الديني "مكنته من دحر آفة التطرف وتعزيز قيم الإسلام الوسطي". وأوضحت جريدة"دو تايمز أوف إنديا"(أخبار الهند) أن المغرب تمكن بالفعل من وضع برنامج لتشجيع الإسلام المعتدل، استهدف على الخصوص تكوين الأئمة القادمين من مختلف البلدان الصديقة، طبقا لمبادئ المذهب المالكي، الذي وصفته بالمذهب السمح. وأضافت أن هؤلاء الأئمة يعودون إلى أوطانهم، بعد انقضاء فترة التكوين، حاملين رسالة دينية ترتكز على قيم الانفتاح والاعتدال في الممارسة الدينية، من دون الخروج عن الجوهر الأساسي للدين الإسلامي. وفي معرض تأكيدها على أن الحل الأمني وحده لا يكفي للقضاء على ظاهرة التطرف، أبرزت الجريدة أن المغرب نجح في المزاوجة بين إرساء إصلاحات دينية مهمة داخل المجتمع وبين الجهود الحثيثة التي بذلها من أجل تفكيك الخلايا الإرهابية أينما وجدت، مما أكسب المملكة اعترافا دوليا بتلك الجهود. وفي هذا الصدد، دعت الجريدة الحكومات إلى الاقتداء بالنموذج المغربي في الإصلاح الديني من داخل المجتمع الإسلامي، بالنظر إلى أن الاستراتيجية التي نهجتها المملكة في هذا المجال، مكنتها من اتخاذ زمام المبادرة في القضاء على آفة تصاعد التطرف الديني، وتعزيز قيم الإسلام المعتدل التي تتماشى مع ديمقراطية القرن الواحد والعشرين. واعتبرت الجريدة أن المغرب، باعتماده على خطة شاملة لمكافحة الإرهاب ارتكزت على تكتيك أمني وآخر إصلاحي، كسب معركته ضد التهديدات الإرهابية الدولية التي تعمل كخيوط العنكبوت وتضع الفخاخ أمام الديمقراطيات الحديثة. وشددت على أن إصلاح المجال الديني أصبح يفرض نفسه بقوة، بعدما جاءت الأرقام التي نشرتها مؤخرا الولاياتالمتحدة صادمة، إذ أكدت التحاق حوالي ألف متشدد أجنبي كل شهر بميدان الصراع في العراق وسورية، كما أظهرت بوضوح أنه "حتى المجتمعات الإسلامية المقيمة في الدول الغربية، أصيبت بعدوى فيروس الجهاد". وخلصت الجريدة إلى أن إصلاحا دينيا، كالذي اعتمده المغرب، يظل ركيزة أساسية من شأنها مكافحة عوامل الجذب والتحفيز التي تتبعها المجموعات الجهادية المتطرفة في تجنيد الشباب، وإفشال عمليات غسل أدمغتهم للانضمام إلى ما تعتبره "جهادا عالميا".