تصوير: رزقو تقدم عبد الرحمان اليوسفي رئيس حكومة التناوب التوافقي، والفاعل الجمعوي نور الدين عيوش، المعزين في وفاة عبد العزيز التازي، مؤسس مجموعة "ريشبوند"، الذي وافته المنية، أمس الثلاثاء عن عمر 91 سنة. وسيوارى جثمان الراحل، بعد صلاة ظهر اليوم الأربعاء في مقبرة الشهداء في الدارالبيضاء، بحضور ابنه رجل الأعمال كريم التازي. وتجمهر العشرات من المواطنين حول كريم التازي، وقدموا له التعازي أمام أبواب المقبرة. ورأى الراحل النور في مدينة فاس سنة 1926، قبل أن ينتقل إلى مدينة الدارالبيضاء، وعمره لا يتجاوز 15 سنة، ليتقلد مسؤولية الأسرة باكرا بعد وفاة والده، الذي كان يتاجر في الشاي. مسار رجل الأعمال العصامي كان طويلا وحافلا بالأحداث، حيث بدأ حياته مساعدا للتجار الصغار، قبل أن يتعلم إصلاح أجهزة الراديو ويفتتح محلا خاصا بذلك. التازي عاش مرحلة أخرى من حياته بعد انخراطه في "حزب الشورى والإستقلال"، ثم "الحزب الشيوعي المغربي في مرلحة أخرى" ليؤدي ثمن ذلك بملاحقة الاستعمار الفرنسي له انتهت بسجنه. بعد خروجه من السجن، هاجر التازي إلى فرنسا، ثم عاد سنة واحدة بعد الإستقلال، حيث تزوج سنة 1959 وحضي بابنه رجل الأعمال كريم التازي، فقرر بعدها الإبتعاد عن السياسة والتركيز على تجارته. ومجددا، انطلق التازي بصنع شفرات الحلاقة كمرحلة أولى. لكن الثورة الحقيقية التي طبعت مسار التازي هي صنعه لمشط بمواصفات بسيطة وبإمكان جميع المغاربة اقتناؤها. هكذا غزا التازي الأسواق المغربية بمشطة لم تكن تساوي آنذاك سوى 10 سنتيم ( 2 ريالات). بعد نجاح هذا المشروع، لجأ التازي إلى تصنيع مواد البلاستيك. بعد ذلك نجح التازي في إدخال "صوفة النصارى" (البونج) إلى الأسواق المغربية، في الوقت الذي لم تكن تستطيع فيه الكثير من العائلات المغربية تأثيث منازلها بالصوف لغلائه، وهو المسار الذي أهله ليصبح فيما بعد مالكا لأكبر مجموعة في قطاع الأثات "شركة ريشبوند".