انتقل إلى عفو الله، رجل الأعمال عبد العزيز بن عبد القادر التازي، الذي كان يتربع على رأس شركة لإنتاج البلاستيك وأخرى لاستيراد البونج (ريشبوند). بدأ الراحل التازي، والذي ارداد في سنة 1926 بفاس،حياته مساعدا للتجار الصغار، قبل أن تكون نقطة التحول في حياته، حين تعرف على شخص فرنسي منحه كتيبا صغيرا يشرح كيفية إصلاح جهاز الراديو. نجح التازي في مهنته ونجح بعدها في اقتناء محل صغير في المدينة القديمة لفاس لإصلاح الراديوات وبيعها، قبل أن يدخل ميدان التجارة وقام رفقة شريك له بشراء عدد من السلع التي كانت تستورد من الصين وبيعها بفاس وبالمناطق المجاورة. كما انخرط التازي في حزب "الشورى و الاستقلال" ثم التحق ب "الحزب الشيوعي المغربي"، حيث أدى ثمن ذلك بملاحقة الاستعمار الفرنسي له وسجنه. بعد خروجه من السجن هاجر إلى فرنسا، ثم عاد إلى المغرب قبل سنة واحدة من حصوله على الاستقلال، ليتزوج سنة 1959، وينجب إبنه كريم، حيث قرر الابتعاد عن السياسة والتركيز على تجارته. وقام التازي، بعد ذلك، بصنع شفرات الحلاقة كمرحلة أولى. لكن الثورة الحقيقية التي طبعت مسار التازي هي صنعه لمشط بمواصفات بسيطة وبإمكان جميع المغاربة اقتناؤها. هكذا غزا التازي الأسواق المغربية بمشطة لم تكن تساوي آنذاك سوى 10 سنتيم ( 2 ريالات). بعد نجاح هذا المشروع لجأ التازي إلى تصنيع مواد البلاستيك. بعد ذلك نجح التازي في إدخال "صوفة النصارى" (البونج) إلى الأسواق المغربية، في الوقت الذي لم تكن تستطيع فيه الكثير من العائلات المغربية تأثيث منازلها بالصوف لغلائه. في ذلك الوقت، كان التازي يصنع منتجات البونج في المغرب ويوزعها على عدد من المحلات بالدار البيضاء بنفسه. هذه المحلات ما زالت اليوم نقط بيع مهمة ل"ريشبوند". نجاح التازي في عمله ساهم فيه إلى حد كبير ابناه كريم وناصر، اللذان طورا تجارة الوالد.