رحل اليوم الثلاثاء، عبد العزيز بن عبد القادر التازي، والد رجل الأعمال كريم التازي، عن سن يناهز 91 سنة، الذي جمع بين عالم الأعمال والمال والسياسة، وكان التازي يتربع على رأس شركة لإنتاج البلاستيك وأخرى لاستيراد البونج "ريشبوند"، بدأ حياته من الصفر كمساعد لتاجر صغير، إلى أن أصبح من أغنى أثرياء المغرب، وغزت استثماراته العديد من الدول الإفريقية، كما أنه التحق بالحزب الشيوعي المغربي، وكان مقرباً من زعيمه علي يعتة. وبدأت حكاية التازي عندما التقى شخصاً فرنسياً منحه كتيبا صغيرا يشرح كيفية إصلاح جهاز الراديو، حيث نجح عبد العزيز في مهنته ونجح بعدها في اقتناء محل صغير في المدينة القديمة لفاس لإصلاح الراديوات وبيعها، بعد تطور مداخيله المالية، فكر في دخول ميدان التجارة وقام رفقة شريك له بشراء عدد من السلع التي كانت تستورد من الصين وبيعها بفاس وبالمناطق المجاورة. وفي خضم تطور عمله التجاري انخرط التازي في حزب "الشورى و الاستقلال" ثم التحق ب"الحزب الشيوعي المغربي"، ولم تمر هذه الخطوة بسلام حيث ثم اعتقاله من قبل الاستعمار الفرنسي، وبعد خروجه من السجن هاجر إلى فرنسا ليعود إلى المغرب قبل سنة واحدة من حصوله على الاستقلال، سنة 1959 تزوج التازي ثم أنجبت زوجته ابنهما كريم، فقرر الابتعاد عن السياسة والتركيز على تجارته، ليواصل شق طريقه وتطوير أعماله، حيث قام بصنع شفرات الحلاقة كمرحلة أولى. لكن التحول الحقيقي الذي عرفه مسار التازي هو عندما استطاع تصنيع مشط بمواصفات عادية، وبإمكان جميع المغاربة اقتناؤه، ليغزو به الأسواق المغربية هذه "المشطة" لم تكن تساوي آنذاك سوى 10 سنتيم "ريالات"، بعد هذا النجاح الباهر لجأ التازي إلى تصنيع العديد من المواد البلاستيكية الأخرى، ليقوم بعد ذلك بإدخال "صوفة النصارى"، "البونج" إلى الأسواق المغربية، في الوقت الذي لم تكن تستطيع فيه الكثير من العائلات المغربية تأثيث منازلها بالصوف لغلائه، في ذلك الوقت، كان التازي يصنع منتجات البونج في المغرب ويوزعها على عدد من المحلات بالدار البيضاء بنفسه. هذه المحلات ما زالت اليوم نقط بيع مهمة ل"ريشبوند"، وأصبح لقبه "مول البونج"، ولا يمكن أن ينسب نجاح التازي في عمله لوحده، فلابد من ذكر ابناه كريم وناصر، اللذان طورا تجارة الوالد، وساهما في ما وصلت إليه إمبراطورية التازي التجارية.