نبّه فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالناظور، بالتزامن مع الدخول المدرسي، إلى فضيحة من العيار الثقيل، تهم نحو 300 طفل قاصر، أعمارهم أقل من 18 عاما، يعيشون أوضاعا مزرية بميناء بني نصار ومحيطه، وينتظرون الفرصة المواتية للرحيل نحو أوروبا أو التسلل إلى مليلية المحتلة. وقال عمر ناجي، مسؤول الجمعية بالناظور، ل»أخبار اليوم» إن حوالي 300 طفل قاصر، ينحدرون من مختلف المدن المغربية، مثل سلا وبني ملال وتاوريرت وفاس، يعيشون داخل المحطة البحرية بني نصار ونواحيها، وينتظرون الفرصة للرحيل، إما عبر التسلل إلى سفن البضائع أو شاحنات للنقل الدولي، أو إلى مليلية المحتلة، مؤكدا أن بعض الوجوه التي التقاها فرع الجمعية من قبل، لم تعد تظهر، مرجحا أن تكون قد رحلت نحو أوروبا. وأضاف ناجي أن تزامن هذا الوضع مع الدخول المدرسي «مؤلم جدا»، لأنه في الوقت الذي كان يفترض فيه أن يكون هؤلاء الأطفال القاصرين بالمدارس، هم الآن يعيشون في ظروف صعبة في انتظار الرحيل نحو أوروبا. وتساءل قائلا: «أين الحكومة، أين المجتمع المدني وأين احترام اتفاقيات حقوق الطفل؟». ونشرت موقع فرع الجمعية صورا لعدة أطفال يفترشون الأرض في الصباح الباكر، فيما بعضهم وقد اشتد عليه البرد قد تغطى بشباك الصيد البحري داخل الميناء، يظهر بعضها أن هؤلاء القاصرين كانوا قريبين جدا من سفينة لنقل البضائع. هذا، ويعيش هؤلاء الأطفال على ما يجود به المحسنون ببني نصار، وفي هذا الصدد قال فرع الجمعية، إن الأبرز بالمغرب هو ارتفاع عدد هؤلاء القاصرين في فصل الصيف، ما يؤدى إلى ظواهر سلبية مثل التسول بالمقاهي والمحلات، وكذا بالشوارع العامة. ونقل ناجي معطيات مماثلة عن جمعيات تعنى بالأطفال القاصرين داخل مليلية، تفيد أن حوالي 400 طفل استطاعوا التسلسل إلى مليلية، ويعيشون هناك، أغلبهم من القاصرين المغاربة، والبقية من الجزائر أو دول جنوب الصحراء، وأنهم بدورهم ينتظرون الفرصة المواتية للهجرة من مليلية إلى إسبانيا، ثم دول أوروبا. وسبق لتقرير صدر عن معهد «Gatestone» أن نبّه إلى خطورة هجرة الأطفال المغاربة نحو دول أوروبا، إذ رسم صورة سوداوية حول أوضاع الأطفال المغاربة اللاجئين في السويد، وعددهم 381 طفلا قاصرا، مؤكدا أنهم يتعاطون المخدرات، ويعاقرون الخمر في سن مبكرة، ولا يحترمون القوانين ولا رجال الشرطة، رغم أن أعمارهم تتراوح بين 12 و16 عاما. وعبّر معدّو التقرير عن امتعاضهم من هذا الوضع، ومن ارتفاع عدد الأطفال المغاربة الذين يطلبون اللجوء في السويد، بالرغم من أن «المغرب لا يعيش حالة حرب»، مؤكدا أن أغلب هؤلاء الأطفال يرفضون العيش في منازل إيواء اللاجئين، ويفضلون العيش بالشوارع.