صور صادمة لوضعية مؤسسات تعليمية يفترض أن تكون مهيأة لاستقبال التلاميذ، بمناسبة الدخول المدرسي الجديد، تلك التي وثقها ناشطون مدنيون ينحدرون من الجماعة القروية «تازاكان»، بإقليم شفشاون، بحر الأسبوع الماضي، بعد مرافقة أبناءهم للاطمئنان على وضعية تمدرسهم، قبل أن يفاجئوا بأضرار مادية بليغة طالت محتوياتها ومختلف مرافقها، بما في ذلك جدران الأقسام التي نالت نصيبها من التخريب. وتظهر الصور التي حصلت عليها «أخبار اليوم» بشكل حصري، لمدرسة فرعية «دار نسوق» بمدشر «قاع اسراس»، أقساما تحول بعضها إلى إسطبل مهجور تبيت فيه بعض الحيوانات الأليفة، مثل الكلاب الضالة والدواب، وبعض الأقسام الأخرى تحولت إلى أكواخ اتخذها بعض المنحرفين كملاجئ، يحتمون بها ليلا كلما حل الظلام، مستغلين بعض التجهيزات الصالحة للاستعمال مثل المكتب وبعض الطاولات. وأفادت مصادر جمعوية للجريدة، أنه على عكس المؤسسات التعليمية المتواجدة بالوسط الحضري، والتي استفادت من عملية التبليط والصباغة والتأهيل، بالتزامن مع بداية الموسم الدراسي، فإن مجموعة مدارس «تاسيفت» لم تحض بنفس الاهتمام والرعاية التي أحاطتها وزارة التربية الوطنية بمدارس ومؤسسات عديدة في مختلف مناطق التراب الوطني، من أجل توجه الوزارة لجعل الدخول الدراسي لهذا العام استثنائيا. وبخصوص الصور الملتقطة للمدرسة الابتدائية المنكوبة بمدشر «قاع أسراس»، أبرزت مصادرنا أن الأقسام لا تتوفر على أبواب ولا زجاج النوافذ، كما أن مظاهر الإهمال تبدو واضحة للعيان في كل زوايا أقسام المدرسة، بحيث تمكنت العناكب من بسط بيوتها في أنحاء متفرقة من سقوف الأقسام، وغطى الغبار المترب السبورة الحائطية والمكتب والطاولات. وتضيف المصادر نفسها، أن هذه المدرسة الابتدائية التي تعمل بنظام التفويج ما بين المستويات الستة، تفتقر لأبسط شروط السلامة للتمدرس بالنسبة للتلاميذ، إذ تفتقد لمرافق صحية ومكان الوضوء، كما أن موقع بناية المؤسسة يجعلها في فصل الشتاء، في مواجهة سيول الأمطار والأوحال التي تجرفها المياه، بسبب مرور مجرى مائي داخل المدرسة، وعندها لا يتمكن التلاميذ من المواظبة على الحضور لمتابعة دراستهم فترة طويلة. للتأكد من صحة المعطيات المذكورة بشأن وضعية المؤسسة التعليمية الواقعة بتراب جماعة «تازكا»، اتصلت الجريدة بمسؤول في المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، والذي أوضح أن أغلب مدارس البناء المفكك المتواجدة بالعالم القروي، تتعرض مرافقها للتلف خلال فصل الصيف، ومن بينها فرعية «دار نسوق» التابعة لمجموعة مدارس "تاسيفت»، لكنه أكد بأن قسم البنايات والتجهيزات سيباشر عملية إصلاح الحجرات الدراسية، بداية من الأسبوع الجاري. وفي الوقت الذي استغربت المصادر الجمعوية من تأخير عملية الترميم والإصلاح إلى حين موعد انطلاق الدخول المدرسي، وعدم استغلال فترة عطلة الصيف من أجل تزويد المؤسسة بالتجهيزات الضرورية الناقصة، أوضح مصدرنا في المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بإقليم شفشاون، أن المؤسسات التعليمية ذات الطابع القروي لا تتوفر على أعوان للحراسة، وبالتالي يصعب التدخل لتنظيف الحجرات وصباغة الجدران في وقت مبكر، مخافة أن تتم سرقة المحتويات الجديدة، وتعريض المرافق المجهزة للتلف مرة أخرى، وإعادة الحالة إلى ما كانت عليه قبل عملية الإصلاح.