كانت الأمطار الغزيرة بالمنطقة تسببت في توقف الدراسة ببعض المؤسسات الدراسية مدة ثلاثة أيام، خاصة بمنطقة سيدي علال البحراوي. وغمرت مياه الأمطار الأقسام بفرعيتي الحباشا والخيايطة، ولم تعد حجراتهما في وضع يشجع على الدراسة، إذ بللت المياه الجدران والطاولات، وتسربت الأوحال إلى قاعات الدرس التي باتت تشبه براريك، وتنعدم بها شروط التدريس. ورغم استئناف الدراسة بالفرعيتين، إلا أن معاناتهما مازالت مستمرة مع استمرار التساقطات المطرية، وغياب الطريق المعبدة، واضطرار التلاميذ والأساتذة للعبور وسط الأوحال والتربة المبللة بالمياه، التي تجعلهم يتزحلقون بشكل يومي. لوكان التزحلق على "الغيس" (الوحل) رياضة عالمية لفاز تلاميذ فرعيتي الحباشا والخيايطة بميداليات ذهبية، لأنهم باتوا يتقنون هذه العملية، والبحث عن ممرات وشقوق وأخاديد للمرور عبرها تفاديا للسقوط. تلاميذ يضطرون يوميا إلى التزحلق فوق "الغيس" للوصول إلى المدرسة، تلميذات ملابسهن ملطخة بالأتربة وبقايا الأوحال، منهن من لا تقوى على إتمام المسير، ما يضطر بعض سكان الدواوير المجاورة إلى حملهن على أكتافهم وإيصالهن إلى المدرسة. ورغم المعاناة اليومية، توجد لدى هؤلاء التلاميذ والتلميذات رغبة كبيرة في متابعة الدراسة والحصول على شهادات، من أجل تغيير وضع يعتبرونه بئيسا. وصرحت مديرة الفرعيات، التي رافقت "المغربية"، أنها بمجرد معاينة الفرعيات أخبرت نيابة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بالقنيطرة من أجل الوقوف على المشكل. لجنة إقليمية زارت المؤسسة التعليمية، وتبين أن وضعية المدرسة لم تعد صالحة لمتابعة الدراسة، ما استدعى إغلاق بعض الحجرات الدراسية. وأفادت أن من بين الإجراءات المتخذة، العمل بالتفويج كحل مؤقت، على أساس إيجاد حل وإصلاح فوري للحجرات من أجل استئناف التلاميذ لدراستهم، مشيرة إلى أن كل ثلاثة أساتذة يتناوبون على حجرة واحدة لتدريس التلاميذ. يذكر أن أكاديمية التربية والتعليم تعمل، بتنسيق مع ولاية جهة القنيطرة وباقي المصالح المختصة، لتجاوز المشكل. وأجمع أغلب أولياء التلاميذ على أن الأمطار الغزيرة تسببت في خسائر بالمؤسسات التعليمية، دون أن يكلف أحد من المنتخبين نفسه زيارة حجرات الدراسة التي تآكلت وباتت مهددة بالانهيار، ومساعدة التلاميذ وأولياء أمورهم على إيجاد بديل.