أكدت مصادر من نيابة سيدي قاسم أن 19مؤسسة تعليمية قد توقفت بها الدراسة بسبب التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفها الإقليم، وأشارت المصادر نفسها الأمر أن يتعلق باثنتي عشرة مؤسسة للتعليم الابتدائي (12)، وخمس ثانويات إعدادية (5)، وثانويتين تأهيليتين (2)، تتوزع على الجماعات القروية للقصيبية، وسيدي يحيى الغرب والمكرن، إلى جانب دائرة سيدي سليمان. وأضافت المصادر المذكورة أنه جرى توقيف الدراسة بهذه المؤسسات، سواء بسبب غمرها بمياه الأمطار والفيضانات، أو لإغلاق المسالك والطرق المؤدية إليها، أو نتيجة تحويلها إلى مراكز لاستقبال السكان المتضررين من الفيضانات. من جهة أخرى أكدت المصادر ذاتها أن النيابة الإقليمية قررت إغلاق عدد من الحجرات الآيلة للسقوط، في أعقاب نتائج الزيارات الميدانية، وتقارير اللجان التقنية، التي أوفدتها النيابة الإقليمية لعدد من المؤسسات التعليمية المتضررة. وفي هذا الصدد ترأس نائب الوزارة بسيدي قاسم جمال الدين الراشدي لقاءات واجتماعات مع مديري المؤسسات التعليمية، التي تراجعت عنها المياه، لتهييء ظروف استئناف الدراسة بها. طنجة لم تسلم هي الأخرى بدورها عرفت مدينة طنجة تساقطات مطرية هامة هذه السنة خلفت في فترتين من هذا الموسم فيضانات كبيرة، تضررت من جرائها عدد من المنشآت والمباني، و قد بلغت هذه التساقطات بالمدار الفلاحي ضعف معدل سنة ,2008 وحسب مسؤولين بالمديرية الإقليمية للفلاحة؛ فقد بلغ معدل التساقطات خلال الموسم الجاري 5ر795 ملم، تهاطلت على مدى خمسين يوما مطيرا بين بداية الموسم الفلاحي ومتم يناير الماضي، وهو ما يشكل حوالي ضعف متوسط معدل التساقطات المسجل خلال العقد الأخير والذي بلغ 7ر412 ملم، أي بفائض يقارب 93 في المائة. وكالأشهر السابقة، سجل شهر يناير تساقطات قوية تجاوزت المعدل المسجل على صعيد الجهة بما مجموعه 134 ملم. وأفاد طارق يزيدي عضو المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية لموظفي التعليم بطنجة أصيلا أن المؤسسات التعليمية نالت نصيبها من الأضرار والخسائر الناجمة عن كثرة التساقطات والفيضانات، خاصة خلال فيضان الخميس 24 أكتوبر 2009م، والذي كان قد خلف أضرارا هائلة بإعدادية عمر بن عبد العزيز، حيث لازال سورها مهدما لحد الساعة، من دون أن تتدخل السلطات المحلية أو التعليمية لإجراء الإصلاحات المطلوبة،التي كان قد وعد بها نائب وزارة التربية الوطنية بطنجة . و لم تر الأموال المرصودة للإصلاح طريقها نحو الإدماج في مشاريع إصلاح ميدانية . يوم الخميس الأسود وأضاف طارق أن فيضانات الأسبوع الأول من شهر فبراير، وبخاصة يوم الخميس 5 فبراير,2009 وقبله يوم الخميس 24أكتوبر، جاءت لتشمل بضررها مؤسسات تعليمية جديدة، خاصة أن منطقة طنجة عرفت موسما مطيرا، تشبعت خلاله التربة والضايات والبحيرات والفرش المائية، وبلغت نسب ملء مرتفعة. الأمر الذي أدى إلى انغمار فرعية سيدي قاسم التابعة لمجموعة مدارس اكزناية (الواقعة على المدخل الطرقي لطنجة الرباط) بالمياه كليا بسبب تحويل مجرى بعض الأودية الصغيرة في اتجاهها من قبل المنشآت السكنية الجديدة لمجمع أبضلاص المجاور، مبرزا أن الأساتذة اضطروا لإخراج التلاميذ من الأقسام على عجل؛ تفاديا لأية كارثة. وفي مدرسة عزيب الحاج قدور المجاورة لمرجان/طنجة، اضطرت الأستاذة( ب.ز) لمغادرة حجرتها الدراسية، والتوجه للتدريس بمدرسة الحسن الثاني المجاورة، بعدما آل قسمها للسقوط بسبب الأمطار الطوفانية الأخيرة . غياب حس المسؤولية ولم تعلن النيابة التعليمية بطنجة، ولا السلطات الولائية، عن أي إنذار بتوقف الدراسة بسبب احتمالات سوء الأحوال الجوية، مثلما حصل في مرتين سابقتين خلال هذا السنة. إلا أنه وبالرغم من ذلك لم تسجل أية حالة وفاة هذه المرة بطنجة، خاصة مع الحذر والترقب الشديدين الذين أبدتهما السلطات المحلية وساكنة طنجة مباشرة بعد نكبة الفيضان الأول الذي خلف خسائر في الأرواح، وخسائر مادية جمة تكبدتها على وجه الخصوص المنطقة الصناعية بمغوغة، تلك المنطقة التي لازالت لم تتعاف من صدمة الفيضان، حيث لازال عدد من المعامل متوقفا عن الاشتغال . وفي منطقة الفحص أنجرة والمؤسسات التعليمية التابعة لها، لم تكن بأقل حظا مما طال مدينة طنجة. وأشار المصدر النقابي إلى أن الأمطار جرفت التربة بين بلدة القصر الصغير(المجاورة للميناء المتوسطي) ومجموعة مدارس الشهبة و الفرعيات التابعة لها.حيث تعذر على هيئة التدريس العاملة هناك الالتحاق بأماكن عملها .وفي هذا الصدد أكد الأستاذ حافظ الناصري أن الأضرار التي عرفتها الطريق قد أدت إلى الزيادة في مصاريف النقل خاصة بالبوادي، وشملت الزيادة مناطق القصر الصغير وعين الرمل و جماعة ملوسة. بينما انقطعت الطريق المؤدية إلى مجموعة مدارس الرمان وتضررت بشكل بالغ. هذا إضافة إلى انقطاع طرق أخرى مؤدية إلى عدد من المجموعات المدرسية مثل: بوعباد و تغرامت و كذا إعدادية البلدة الأخيرة . احتجاجات دون جدوى وتحولت طريق العوامة المؤدية إلى الثانوية الإعدادية عبد الله كنون (التابعة لنفوذ نيابة الفحص أنجرة) إلى ضايات وبرك مائية كبيرة خلقت متاعب جمة في الالتحاق بالثانوية،خاصة بعد التساقطات المطرية الأخيرة التي منعت وسائل النقل العمومي من إيصال التلاميذ و كذا جميع العاملين بالمؤسسة التعليمية من أساتذة وأطر إدارية. وقد ندد هؤلاء الأساتذة (في بيان توصلنا بنسخة منه ويحمل أزيد من 20 توقيعا)، بتقاعس الجهات المعنية في إصلاح الطريق، وطالبوا كل الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل لمعالجة معضلة انقطاع الطريق وانتشار الأوحال التي تهدد سلامة الجميع . وفي هذا الصدد، نظمت هيئة التدريس بالثانوية المذكورة وقفتين احتجاجيتين يوم الأربعاء صباحا 04 فبراير من الساعة العاشرة إلى الساعة الحادية عشرة، وأخرى مساء من الساعة الثالثة إلى الساعة الرابعة من نفس اليوم. وانقطعت حركة العبارات السريعة الأحد 8 فبراير،في مضيق جبل طارق حيث بلغت سرعة الرياح في البحر 80 كلم في الساعة مما منعها من القيام برحلاتها بين اسبانيا و طنجة. كما تسببت هذه الاضطرابات الجوية في توقف حركة القطارات بين سيدي قاسم و طنجة .وكان بلاغ للمكتب الوطني للسكك الحديدية قد أفاد أن التساقطات المطرية القوية بعدة مناطق من المملكة والفيضانات التي عرفتها جهة الغرب أدت إلى توقف حركة القطارات بين سيدي قاسم و طنجة. فيما عاد وأعلن يوم الأحد 15 فبراير 2009 أن حركة النقل بالخط السككي الرابط بين طنجة والبيضاء قد عاد للعمل بشكل عادي . سقوط ثلاثة أقسام بالحسيمة وبجماعة بني اجميل مكصولين، وعلى بعد أكثر من 70 كلم على مدينة الحسيمة، هوت الأرض بحجرات الدراسة الثلاث للوحدة المدرسيةأزغارالتابعة لمجموعة مدارس كلتجراء الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على المنطقة المتاخمة لحدود إقليم شفشاون ما خلف أضرار مادية، الحادث وقع ليلة الخميس الجمعة الأخير، وحسب مدير المدرسة الذي أخبر أن الأضرار البشرية غير واردة لأن السكن الخاص بالأساتذة غير مستغل،غير أن المدرسة المنكوبة أضحت معزولة بفعل تضرر الطريق المجاورة لها. وحسب مصادر متطابقة فإن منزلا بنفس المنطقة انهار كليا و تصدعت بشكل كبير بعض البيوت الأخرى التي يتخوف أصحابها من سقوطها في وقت.وأشير إلى أن الدرك الملكي لطوريس و السلطة المحلية قاما بزيارة للمكان صبيحة يوم اليوم الموالي،تلتها زيارة تفقدية يوم الأحد ألأخير لوالي جهة تازةالحسيمة تاونات. أرقام صادمة وتحركات دون المستوى يذكر أن وزارة التربية الوطنية سبق أن أكدت وفاة ستة تلاميذ خلال التساقطات التي شهدها المغرب في أكتوبر المنصرم، كما أعلنت عن تضرر العديد من المؤسسات التعليمية بتسع جهات و25إقليما وعمالة شملت الأضرار 544 مؤسسة تعليمية منها 447مدرسة ابتدائية و55 ثانوية إعدادية و42ثانوية تأهيلية، هذه الأرقام بحسب مصادر من الوزارة هي صادمة، لكن تحرك المسؤولين لم يكن في المستوى المطلوب بدليل استمرار تضرر العديد من المؤسسات التعليمية خلال تساقطات فبراير الجاري، على الرغم من أن الوزارة شكلت لجنة مركزية لمتابعة الفيضانات والأضرار التي همت عددا من المؤسسات التعليمية وميزانية ضخمة فاقت 140مليون درهم.