شلت غزارة التساقطات المطرية بمدينة الدارالبيضاء، على مدى الثلاثة أيام الماضية، الحركة العامة للبيضاويين، بما فيها الحياة التعليمية، إذ أقفلت المدارس العمومية أبوابها، صباح أمس الثلاثاء, في وجه التلاميذ والأطر التعليمية، تفاديا لوقوع خسائر، كما انضم إلى تنفيذ القرار نفسه عدد من المدارس الخاصة، سيما الابتدائية منها. الأمطار الغزيرة دفعت مسؤولي التعليم إلى إغلاق المدارس تحسبا لأي حادث خطير (مشواري) وتسبب القرار المفاجئ لإقفال المدارس العمومية مدينة الدارالبيضاء، في ارباك أسر تلاميذ المستويات الابتدائية، الذين تعرفوا، في وقت لاحق من ايصال أبنائهم إلى باب المؤسسة التعليمية، أن الدراسة متوقفة، وبالتالي وجود أبنائهم الصغار تحت رحمة الأمطار، عاجزين عن العودة وحدهم إلى بيوتهم، بسبب صعوبة الطرقات، حيث يتهددهم الغرق في البرك المائية أو في بلوعات الصرف الصحي المفتوحة أو التعرض لحوادث سير مميتة. ولم تخف مصادر تعليمية في حديث ل"المغربية"، أن عددا من التلاميذ، صغار السن، واجهوا صعوبات في العودة إلى بيوتهم، حيث حاصرتهم الأمطار الغزيرة، وابتلت أجسامهم كما غمرت الأوحال والمياه أطرافهم السفلى. وأكدت مصادر أن عددا من المؤسسات التعليمية، غمرتها مياه الأمطار، وتشكلت في ساحاتها أكوام من الأوحال والمياه المحملة بالأتربة، سيما منها في مدارس تقع على جنبات العاصمة الاقتصادية. وأكدت المصادر أن القرار، يأتي تبعا لواقع ضعف البنيات التحتية لمدينة الدارالبيضاء، بشكل عام، ولوجود عدد من المؤسسات التعليمية في وضعية مهترئة، حيث تختنق قنوات الصرف الصحي، وتمتلئ قاعات الدرس بالمياه، وتهدد أسقف حجرات وأسوار بعضها بالسقوط فوق رؤوس التلاميذ. وعلمت "المغربية"، من مصادر تعليمية أن مدراء المدارس العمومية، لم يتوصلوا بلاغ توقف الدراسة، إلا صبيحة اليوم نفسه، في الوقت الذي كان الأمر، يستدعي إخبار عموم المواطنين عبر وسائل الإعلام السمعية والبصرية العمومية، لتفادي تبعات القرار المفاجئ. يشار إلى أن أما لتلميذين يتابعان دراستهما في مدرسة ابتدائية خصوصية، تحدثت ل"المغربية" أن المؤسسة الحرة لم تتصل بها لإخبارها بقرار إغلاق المؤسسات بسبب الأمطار، باستثناء اتصال سائق سيارة النقل المدرسي بها، لأجل تكليفها بنقل أبنائها إلى المدرسة بعد أن وجد السيارة معزولة في منطقة قرب مرجان سيدي معروف، حيث لم يستطع بلوغ نقطة الوصول. ولم تتعرف على قرار إقفال أبواب المدرسة إلا من تلاميذ آخرين، أخبروها أن قاعات المؤسسة امتلأت بالمياه. وفي مقابل ذلك، تحدثت أم لتلميذة في روض خصوصي، أن إدارة المؤسسة اتصلت بها لإعادة ابنتها للبيت تبعا لقرار إغلاق المؤسسات التعليمية، بينما غاب التواصل بين إدارة المؤسسات التعليمية العمومية وأبناء التلاميذ لغياب الإمكانات التواصلية فيها.