يبدو أن المهاجرين السوريين قد وضعوا السلطات المغربية بشرق المملكة في حالة استنفار كبير، بعد دخول عدد منهم إلى التراب المغربي من الجنوب الشرقي، وبالتحديد من المناطق الحدودية المجاورة لمدينة فكيك، حيث تعيش هذه المنطقة منذ مساء يوم الاثنين الماضي، تاريخ دخول حوالي 40 سوريا إلى التراب المغربي، حالة من الاستنفار. وكشف مصدر مطلع أن والي الجهة قام بزيارة إلى هذه المناطق الحدودية، وفي الوقت الذي قال مصدر مقرب من الوالي ل"أخبار اليوم"، إن الزيارة تأتي في سياق تفقد الإجراءات على الشريط الحدودي التي شرعت السلطات في إقامتها منذ مدة، إلا أن مصدرا آخر أكد بأن تدفق السوريين على الشريط الحدودي بالجنوب الشرقي عجل بزيارة الوالي للمنطقة رفقة عدد من المسؤولين الأمنيين، للوقوف على الوضع ميدانيا والتدابير المتخذة لحماية الحدود والحد من تدفق المهاجرين. ويضيف المصدر ذاته، أن الوالي مهيدية سبق وأن قام بزيارة مشابهة قبل أربعة أشهر تقريبا إلى المنطقة الحدودية الواقعة بمدينة السعيدية، بعدما تمكن عدد من السوريين من التسلل إلى التراب المغربي. ويتخوف بعض المراقبين أن تستغل شبكات التهجير وأيضا السلطات الجزائرية، شساعة الحدود لتنظيم عمليات تهجير إلى التراب المغربي، حيث يرى بعضهم بأن تمكن المهاجرين من التسلل عبر حدود مناطق الجنوب الشرقي، عبارة عن تحول في حركة تدفق المهاجرين على الحدود المغربية، التي كانت مقتصرة على الحدود الشرقية الشمالية، وهو ما عجل بزيارة الوالي مهيدية للوقوف الميداني على الحدود، والرفع من اليقظة على طول الشريط الحدودي، وبالخصوص وسط رجال وأعوان السلطة الذين يرجع لهم الفضل في الكثير من عمليات ضبط السوريين، التي تمت خاصة بمنطقة السعيدية ومنطقة بني خالد الواقعة بضواحي وجدة. وعلاقة بالمهاجرين السوريين، الذين تمكنوا من عبور الحدود إلى المغرب بمساعدة السلطات الجزائرية يوم الاثنين المنصرم، قال حسن عماري، الناشط في مجال الهجرة، إن الأمر يتعلق بحوالي 40 سوريا، دخلوا إلى التراب الوطني عبر 3 دفعات، مشيرا إلى أن السلطات الجزائرية سهلت عملية عبورهم، ويوجد ضمن المهاجرين المعنيين عدد من النساء والأطفال، أحدهم وفق نفس المصدر لم يتجاوز عامه الأول وسيدة حامل في شهرها الثامن. وبحسب المتحدث نفسه، فإن السلطات المغربية لم تسمح لهم بالتقدم، بحجة أن المدينة لا يمكنها استيعابهم كلهم، وهو ما دفع بالسكان للتدخل لتقديم مساعدات غذائية، حيث تطوع عدد من أهالي فكيك لمدهم بالماء والمواد الغذائية، خاصة وأن المنطقة تعرف ظروفا مناخية صعبة، في انتظار الحل الذي ستقدم عليه السلطات. يذكر أن السلطات الجزائرية كانت دائما تسهل عملية دخول المهاجرين السوريين والمنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء إلى التراب المغربي، حيث سبق أن قامت بالاعتداء على 8 مهاجرين ماليين، حيث جردتهم من ملابسهم وممتلكاتهم، قبل أن تجبرهم تحت التهديد بالسلاح على دخول التراب المغربي، كما ساهمت قبل سنتين في تدفق المئات من السوريين على الحدود، حيث كانت توفر لهم وسائل النقل إلى غاية الشريط الحدودي.