أحبطت المصالح الأمنية بالناظور، مساء الخميس الماضي، محاولة اقتحام مايقرب 200 مهاجر سوري للنقطة الحدودية الوهمية ل"باب مليلية"، في حين قامت الشرطة الاسبانية بإغلاق المعبر الحدودي، وأشهرت بنادق الرصاص المطاطي في وجوههم تحسبا لأي عملية اقتحام. وأثارت عملية اقتحام المهاجرين السوريين للمعبر الحدودي لمعبر "بني أنصار"، استنفارا امنيا لدى مختلف الأجهزة الأمنية المغربية بإقليم الناظور، في حين علمت "الاتحاد الاشتراكي" أن العشرات من السوريين احتجوا أمام مفوضية شرطة الحدود المغربية، رافعين شعارات تطالب بالسماح لهم من الولوج إلى مليلية للالتحاق بذويهم"، في حين رفضت السلطات المغربية مطالب المهاجرين السوريين وضربت طوقا امنيا على شكلهم الاحتجاجي لمدة تزيد عن 4 ساعات. وذكر مسؤول، ل"الاتحاد الاشتراكي"، أن المهاجرين السوريين حاولوا اقتحام البوابة الحديدية الخاصة بالسلطات الاسبانية، الواقعة بالمعبر الحدودي ل"باب مليلية" بشكل جماعي، إلا أن تدخل السلطات الأمنية المغربية والاسبانية أسفر عن إحباط الهجوم الجماعي للمهاجرين السوريين. وأكدت مصادر من مليلية، أن الشرطة المغربية أخبرت نظريتها الاسبانبة بوجود مهاجرين سوريين بالمعبر الحدودي يعتزمون العبور إلى مليلية، الأمر الذي أدى بالشرطة الاسبانية إلى إغلاق البوابة الحديدية ل"باب مليلية" المحتلة. وعرف المعبر الحدودي لمليلية، حالة استنفار امن قصوى، أدى بالشرطة الاسبانية، إلى تعزيز وحداتها الأمنية على طول الشريط الحدودي، وانتشار دوريات أمنية للمراقبة على جانب الجدار الحديدي المحيط بمدينة مليلية ذات الحكم الذاتي والخاضعة للسلطات الاستعمارية الاسبانية. وتكون عملية اقتحام المهاجرين السوريين لمليلية، بالسابقة من نوعها، في الوقت الذي كانت تقتصر عمليات اقتحام المعبر الحدودي ل"باب مليلية" على المهاجرين الأفارقة المنحدرين من دول جنوب الصحراء وحدهم، إلا أن تواجد مايقرب 1000 لاجئ سوري بمدينة الناظور التي يطلق عليها جزافا "باب ارويا"، أدى بالمهاجرين السوريين إلى الإصرار على الدخول إلى مليلية، بمختلف الوسائل والآليات بغرض العبور إلى مليلية ثم الهجرة إلى "الفردوس الاروبي". وتجدر الإشارة، إلى أن مجموعة من المهاجرين السوريين، سبق لهم وأن تمكنوا من العبور إلى مليلية بشكل فردي وفي جماعات لا تتعدى 5 أفراد، من خلال استعمالهم جوازات سفر مغربية مزورة. وكانت المصالح الأمنية بالناظور، قد كثفت من إجراءاتها الأمنية، في مداخيل المدينة، في محاولة للتصدي لتدفق عدد كبير من المهاجرين السوريين، الذين تمكنوا من الدخول إلى التراب المغربي، بعد أن اجتازوا الشريط الحدودي المغربي-الجزائري، المغلق بشكل رسمي منذ صيف سنة 1994. وبحسب مصادر عليمة، فإنه ما يزيد من قلق السلطات الأمنية، احتمال وجود شبكات منظمة تتاجر في البشر والتهجير السري، في الوقت الذي أكدت الشرطة الاسبانية، أن السوريين يدفعون مبالغ مالية قد تصل إلى 3 الآلاف "يورو" للأسرة الواحدة، من أجل الحصول على جوازات سفر مغربية مزورة تمكنهم من العبور مليلية. وفي الوقت الذي أفاد مدير مركز الإقامة المؤقتة للمهاجرين بمليلية، بتواجد 1000 مهاجر سوري بمدينة الناظور، تتوقع مصادر "الاتحاد الاشتراكي"، أن عدد المهاجرين السوريين مرشح للارتفاع في المقبل من الأيام.