شهدت النقطة الحدودية "باب مليلية ببني أنصار" استنفارا أمنيا كبيرا سبّبه توافد عدد كبير من السوريين الراغبين في الولوج إلى الثغر المحتل، قدرتهم أرقام رسمية ب180 فردا، حيث فعّلوا وقفة أمام مفوضية الشرطة مطالبين عبر شعارات تمكينهم من اللحاق بذويهم المتواجدين بالمدينةالمحتلة، معتبرين أن منعهم يعتبر خرقا لحقوق الإنسان باعتبارهم لاجئين وفارين من جحيم الحرب. شاهد عيّان قال لهسبريس إن عدد هؤلاء كان لا يتجاوز سبعة أفراد، أمام مفوضية الشرطة بالنقطة الحدودية، قبل أن يزيد مع مرور الوقت ليصبح بالعشرات، حاملين أبنائهم، و مصرين على السماح لهم بالمرور الى الجانب الإسباني، وهو الطلب الذي قوبل بالرفض من قبل أمن الحدود الذي عملت عناصره على تشكيل حاجز لمنع الغاضبين من التقدم أو عرقلة السير. شعارات عدة رفعها المحتجون السوريون أمام أنظار القوات العمومية و السلطة المحلية، حيث لم يتمكن المسؤولون الأمنيون من اتخاذ أي قرار في انتظار الأوامر المركزية، بينما شهدت بعض اللحظات دخول قوات الأمن في صدامات مع راغبين في تجاوز الحاجز البشري، هذا قبل أن تتهم امرأة أحد الأمنيين بتعنيفها بمعية ابنها، قائلة إنه استعمل القوة ضدّها داخل مركز الشرطة، بينما نفى الأمنيون المغاربة هذا المعطى. بعد شد و جذب قام بعض المتظاهرين باختراق الحاجز الأمني، وقد توجهوا نحو البوابة الحدودية التي يتواجد بها الأمنيون الإسبان.. هؤلاء أقدموا على غلق المعبر مع تشكيل حاجز أمنيّ مسلّح، صدّروه بحملة بنادق للرصاص المطّاطي، وهو ما أثر على دينامية المرور بالمعبر. بعد قاربة الساعة من ترديد السوريين للشعارات أمام الحاجز الإسباني، تلقت القوات العمومية المغربية، وهي المشكّلة من القوات المساعدة والشرطة تعليمات بتفريق المتجمهرين، لاجئة في ذلك إلى استعمال التعنيف، وبعدها عاد المعبر الحدودي إلى آداء دوره بربط مليلية مع جوارها، أما الغاضبون فقد تمّ تطويقهم على مستوى ذات المعبر بحيز غير مؤثر على ديناميته. بعد أربع ساعات ونيف قرّر السوريُون الغاضبون، بعد تشاور فيما بينهم، العودة إلى الفنادق التي تظمّهم بالناظور والنواحي، وقد دفع صوب ذلك الجوع والتعب الذي طالهم بمعية أطفالهم الذين أتوا بهم وسط هذا التحرّك.. امرة سورية، وهي من المحتجين، قالت لهسبريس " لقد قيل لنا إن الإسبان يسمحون للسوريين بالدخول لمليلية وأن الأمن المغربي هو من يمنعنا، لذلك جئنا"، في حين قالت أخرى:" لقد أتيت لأجل اللحاق بأبنائي المتواجدين، منذ شهرين، بمركز الإيواء وسط مليلية، فيما زوجي معتقل لدى بشار في سورية، أيعقل أن نعيش هكذا؟". أغلب من حدّثتهم هسبريس من السوريين، على معبر بني انصار مليلية، قالوا إن هدفهم من المجيء إلى المغرب هو العبور نحو ثغر مليلية الرازح تحت التواجد الإسباني، و منه الى أوروبا، وقد قالوا بأن الأخبار التي توصلوا بها تقول إنّه 250 من مواطنيهم قد تم تمكينهم من بطائق الإقامة في أوروبا عقب فترة من المكوث مركز الإيواء الكائن بمليلية، "إنّه الحل للفرار من جحيم الذبح الذي نتعرض له على أيدي قوات بشار الأسد، وكذا ذل التسول و استجدا الناس الذي لصق بنا" تورد تصريحات متطابقة. وبخصوص طريقة وصولهم الى مدينة الناظور قالت إحدى السوريات لهسبريس: " لقد خرجنا من سوريا إلى لبنان، وأخدنا رحلة جوية صوب الجزائر، و منها الى المغرب عبر الحدود البرّية، وذلك بمساعدة وسطاء جزائريين دفعنا لهم مبالغ زهيدة، وأخبرونا أنهم يعطفون على حالنا". ويقدر عدد السوريين المتواجدين حاليا بمليلية ب250 فردا، يقيمون في مركز الإيواء بالمدينة، بينما يتجاوز عددهم بالناظور ال300 شخص، وهم يقطنون بفنادق غير مصنفة، ومنهم من فضّل شراء جوازات سفر ناظورية من أجل العبور الى المدينةالمحتلة باعتباره من سكان الجوار الذين ينفذون للثغر دون تأشيرة.