عرفت جلسة محاكمة المتسبب في هلع مطار فاس، جرت أطوارها مساء يوم الجمعة الأخير، جدلا قانونيا بين وكيل الملك ودفاع الشاب المعتقل، حول فحوى المكالمة الهاتفية التي أجراها المتهم مع المطار، واعتبرتها السلطات الأمنية والقضائية بأنها تدخل في خانة تبليغ السلطات العامة عن وقوع جريمة يعلم بعدم حدوثها، مما تسبب في استنفار أمني وحالة ارتباك بالمطار، بعد أن اعتقد الجميع بأن هناك قنبلة داخل طائرة فرنسية توجد بمدرج المطار. وفاجأ الشاب المتهم المحكمة عند استنطاقه بالمنسوب إليه، بتراجعه عن التصريحات التي أدلى بها للمحققين ولوكيل الملك بالمحكمة الابتدائية، حيث ورد في تصريحه بحسب محاضر الشرطة، بأنه اتصل بالمطار وأخبرهم بأن الطائرة المتجهة إلى مدينة "ديفون" الفرنسية، لو أقلعت سيقع فيها أمر خطير جدا، وهو ما اعتبره أمن المطار تحذيرا أخذوه على محمل الجد، ليكتشفوا في الأخير بأنه بلاغ كاذب، فيما نفى الشاب الأمر وقال أمام المحكمة إن ما جاء في مكالمته الهاتفية مع المطار، كان بغرض تحذيرهم من أي تأخر عن إقلاع الطائرة الفرنسية، والتي كان سيسافر على متنها إلى مدينة "ديفون". رد المحكمة ووكيل الملك على نفي المتهم لمضمون المكالمة الهاتفية، جاء سريعا، حيث أشهرا في وجهه مكالمته التفصيلية، والتي أجراها مع مركز النداء بالمطار على بعد خمس ساعات من إقلاع الطائرة الفرنسية من مطار فاس الدولي، والتي استقبلتها موظفة بمركز النداء ودونتها على ورقة قبل أن تسلمها إلى أمن المطار، وهي المكالمة التي جاء فيها على لسان الشاب المعتقل "إلى مشات الطائرة الفرنسية راه غادي يوقع فيها مشكل كبير، وأنا وصلت ليكم الميساج"، وهو ما رأت فيه المحكمة ووكيل الملك، تصريحا واضحا من الشاب بحدوث فعل خطير بالطائرة والمطار. من جهته، طلب دفاع الشاب المتهم من المحكمة والنيابة العامة، إحضار تسجيل المكالمة الهاتفية لحسم الجدل حول مضمونها، وهو ما لم تستجب له المحكمة بمبرر عدم وجود أي تسجيل للمكالمة الهاتفية واكتفائها بتقديم مضمون المكالمة، بحسب ما دونته موظفة مركز النداء بالمطار على، ورقة وتقرير قدمته لأمن المطار وإدارته، وهو ما عارضه دفاع الشاب، خصوصا أن الضابطة القضائية لم تستمع في محاضرها لتصريحات موظفة مركز النداء، وإجراء مواجهة بينها وبين صاحب المكالمة للتأكد من صحة ما جاء فيها، حيث شدد الدفاع على أن المتهم، والذي كان سيسافر على متن الطائرة الفرنسية، يعرف مسبقا بأن الطائرة اعتادت التأخر عن مواعيد إقلاعها، وفكر في استباق الأمر عبر تحذيره للمطار وإلزام الطائرة بموعد إقلاعها لذلك قال، "إلى تأخرت الطائرة غادي يوقع مشكل كبير"، يورد دفاع المتهم في مرافعاته أمام المحكمة. وبعد أن تمسك المتهم بتصريحاته الجديدة أمام المحكمة وتراجعه عن اعترافاته التي سبق له أن أدلى بها للشرطة والنيابة العامة، نافيا تبليغه للسلطات بوقوع جريمة بالمطار من نسج خياله، دافع في مقابل ذلك وكيل الملك عن متابعته للشاب بجنحة "تبليغ السلطات العامة عن وقوع جريمة يعلم بعدم حدوثها"، طبقا لمقتضيات الفصل 264 من القانون الجنائي، والتي تصل عقوبتها الى سنة حبسا نافذا، حيث قررت المحكمة حجز القضية للتأمل وانتظار حكمها في جلسة يوم الجمعة المقبل، فيما رفض القاضي تمتيع الشاب، والذي يشتغل بفرنسا، بالسراح المؤقت، وقرر إبقائه رهن الاعتقال بسجن "بوركايز" ضواحي مدينة فاس.