عاش شارع محمد الخامس بعد زوال أول أمس الأربعاء حالة من الاستنفار، على اثر قطع المعطلين المكفوفين المنتمين الى مجموعة "صوت الضرير للمكفوفين المعطلين حاملي الشهادات بوجدة"، لشارع محمد الخامس أحد أبرز شوارع المدينة في وجه حركة السير، وتهديدهم بالانخراط في أشكال احتجاجية أخرى. وقطع المكفوفون الشارع المذكور، ما يقارب ساعة من الزمن قبل بالقرب من باشوية وبلدية المدينة، قبل أن يتحركوا من جديد في مسيرة عبرت شارع عبد الرحمان حجيرة (شارع مراكش سابقا)، وانتهت بساحة المغرب، رافعين شعارات تنادي بإدماجهم في سلك الوظيفة العمومية. وبالإضافة إلى حالة الاستنفار، التي احدثها المحتجون في صفوف السلطات، تجمهر عدد كبير من المواطنين لمتابعة اطوار الشكل الاحتجاجي الذي انخرط فيه المعطلين، كما حضيت احتجاجاتهم بمتابعة حقوقية من طرف الجمعية المغربية لحقوق الانسان. ويطالب المعطلون بتمكينهم من الوظيفة العمومية، واحترام المساطر التي توفر لهم امتياز التوظيف، وبالخصوص احترام المرسوم الذي يلزم الادارات العمومية بتخصيص 7 في المائة من المناصب المعلن عليها لفائدة ضوي الاحتياجات الخاصة، حيث كشف عدد منهم بأنهم تلقوا عدة وعود للانخراط معهم في حوار جاد إلا أن وضعهم بقي على ما عليه وزادت معاناتهم جراء البطالة التي يعيشونها. هذا، وسبق للمعطلين أن خاضوا عدة إحتجاجات بالطريقة نفسها، كما سبق لهم أن إقتحموا مقر بلدية وجدة، قبيل أيام من إجراء مباراة التوظيف التي أجريت في 27 نونبر الماضي وهددوا باحراق أنفسهم بالبنزين. ويؤكد المكفوفون، بأنهم سبق أن تقلوا وعودا باحترام النسبة المنصوص عليها في القوانين، وبالتالي فإن احتجاجاتهم تأتي في سياق الدفع بالجهات المسؤولة بالتعجيل في الوفاء بالتزاماتها اتجاههم، واحترام هذه المقتضيات، وأن هذه الاحتجاجات أيضا هي بمثابة إنذار للجهات المعنية بأن عدم الوفاء يعني المزيد من الاحتجاجات. وفي كل الحالات يؤكدون بأنهم سيضلون يحتجون في الشارع إلى غاية تحقيق مطالبهم التي يقولون بأنهم عادلة ومشروعة، خاصة وأن عدد لا يتجاوز عدد أصابع اليدين، وبالتالي فهم يعتبرون إدماجهم أسهم في الوقت الراهن.