ألهبت موجة البرد في إقليمي خنيفرة وميدلت أسعارالحطب والمواد الفحمية المخصصة للتدفئة، والتي سجلت ارتفاعا مهولا في ثمنها، حيث وصل ثمن القنطار الواحد من الحطب إلى ما يفوق 100 درهم، في حين لم يكن ثمنه يتجاوز 60 إلى 70 درهما شتاء العام الماضي. وأرجع مواطنون بخنيفرة ارتفاع سعر الحطب إلى موجة البرد المفاجئة التي تضرب المنطقة خلال الأيام الجارية، والتي نتجت عن تساقطات مطرية وثلجية كثيفة، دفعت بالسكان إلى التزود بكميات مهمة من الحطب وخشب التدفئة. سبب ارتفاع سعر الحطب ارتفاع ثمن حطب التدفئة، يؤكد مواطن من قرية كروشن في خنيفرة، سببه ندرة "العود" من جهة، واحتكار جهات تستفيد من رخص استغلال الغابة من جهة أخرى، موضحا في اتصال مع "اليوم24" أن الحطب كان لا يكلف سوى 30 إلى 40 درهما، لكن الغرامات التي تطال التجار الصغار، تلهب أسعار الفحم والحطب وتجعله فقط في متناول الأسر الميسورة التي تنفق سنويا أزيد من 7000 إلى 8000 درهم لشراء الحطب والمواد الفحمية. الأسر المحدودة الدخل تعاني لتوفير حطب التدفئة معاناة سكان القرى والمداشر بإقليمي خنيفرة وميدلت مع موجة البرد، دفع الموقع إلى الاستفسار عن كلفة الحطب التي تتحمل عبئها الأسر خلال موسم الشتاء، سيما وأن شريحة كبيرة منها تعجز عن توفير حطب التدفئة في صراعها مع البرد القارس. يقول "م.ل" أحد سكان قرية القباب بخنيفرة في تصريح ل"اليوم24″: " سكان القرية يفكرون في الحطب أكثر مما يفكرون في المواد الغذائية"، ويضيف متسائلا " لماذا لا تخصص الدولة مساعدات للأسر المعوزة التي لا تقوى على تدبير كلفة غذائها فبالأحرى توفير كلفة الحطب؟". أما " م.ب" أستاذ الثانوي التأهيلي، فيؤكد أن فصل الشتاء بدون حطب تدفئة هو مغامرة حقيقية، على اعتبار أن المنطقة تعيش أجواء باردة طيلة 4 أشهر، غير أن "كلفة الحطب مرتفعة مقارنة بالسنوات الماضية، وهذا بالضبط ما يدفع البعض إلى استعمال أدوات التدفئة الحديثة". الحطب للتدفئة.. وفيه مآرب أخرى ! حطب التدفئة لا يلبي حاجات التدفئة فحسب، وإنما تستغله الأسر المعوزة لأغراض أخرى كتسخين الماء وطهي الطعام، وتجفيف الملابس المبللة، لكنها تجد صعوبة كبيرة في توفير الحطب الذي يعد، كما صرح أحد الأفراد، جزءا من حياة سكان الأطلس المتوسط. استنفار في صفوف مصالح المياه والغابات.. وعلاقة بنفس موضوع، علم " اليوم24″ أن مصالح المياه والغابات بإقليمي خنيفرة وميدلت، رفعت من درجة تأهبها لمنع توغل المهربين وتجار الحطب داخل الغابات، خصوصا في ظل موقف الرفض الذي عبرت عنه هيئات مدنية وحقوقية في وقت سابق، والتي استنكرت عملية الإستنزاف التي تتعرض لها غابات شجر الأرز على يد "مافيا" متخصصة في تهريب الخشب وحطب التدفئة.