ألهبت موجة البرد القارس بإقليميخنيفرة وميدلت أسعار حطب التدفئة، الذي سجل سعره مستويات قياسية هذا الأسبوع، إذ تراوح سعر حمولة واحدة من الحطب (حوالي 150 كيلوغراما)، ما بين 70 و80 درهما، في حين كان سعره مستقرا في 60 درهما. الأطفال يمتهنون بدورهم جمع الحطب في تونفيت (أيس بريس) وتعيش عدة دواوير، خاصة في إقليم ميدلت، أوضاعا وصفتها مصادر جمعوية ب"المأساوية"، بسبب شدة البرد وارتفاع ثمن حطب التدفئة، أو انعدامه أحيانا كثيرة، بسبب سوء المسالك الطرقية الرابطة بين هذه المناطق. وذكر المصطفى علاوي، رئيس جمعية الكسابة للتنمية والمحافظة على الغابة، أن هناك ندرة في حطب التدفئة، خاصة في المناطق التي توجد بها كثافة سكانية كبيرة، وأوضح ل "المغربية" أن أسباب ندرة حطب التدفئة تعود أساسا إلى "الضغط الذي يشهده القطاع الغابوي في إقليم ميدلت في هذه الفترة من السنة، إذ يزداد عدد ممتهني جمع الحطب، ويرتفع استهلاكه في تدفئة المنازل". للإشارة، تستهلك كل أسرة في الأطلس المتوسط بين 10 و30 طنا من حطب التدفئة سنويا، حسب عناصر من المياه والغابات ومكافحة التصحر في المنطقة، وتعتبر هذه الأخيرة، أن سوء استعمال الحطب في تدفئة المنازل، يؤثر على الغابة التي تتعرض لضغط "غير مسبوق" أثناء فصل الشتاء، خلال السنوات القليلة الماضية. وكان لشح موارد حطب التدفئة تأثير على المدة الزمنية لجمع الحطب، إذ أوضح العلاوي، أن ممتهني جمع الحطب أصبحوا يقضون يوما كامل في البحث عن هذه المادة، في حين كانت تتطلب منهم هذه المهمة أربع ساعات كأبعد تقدير. من جهة أخرى، فرضت الحاجة الملحة لحطب التدفئة وغلاؤه، "تجييش" مجموعة من الأسر لأبنائها للبحث عن الحطب، قصد مواجهة قسوة الظروف المناخية، في حين تقدمت مجموعة من الجمعيات النشيطة في قيادة تونفيت، بطلب للإدارة المحلية للمياه والغابات، لمدها بأفرنة اقتصادية تدفئ المنازل بكمية قليلة من الحطب لتفادي الطريقة التقليدية، كما تشتكي أسرة التعليم في هذه المناطق من ضعف التدفئة في الأقسام الدراسية، إذ يعتمد التلاميذ على وسائلهم الخاصة للتدفئة، حيث يجلبون بعض الأعواد أثناء مجيئهم إلى القسم، لكن تبقى غير كافية لتدفئة حجرات الدراسة.