دخلت الاستعدادات لفصل الشتاء أسبوعها الثاني في المناطق النائية بإقليمي خنيفرة وميدلت، في جبال الأطلس المتوسط وشرع سكان هذه المناطق، التي تسجل فيها درجات الحرارة مستويات منخفضة، في جمع الحطب من الغابات المجاورة، استعدادا لقسوة الظروف المناخية. واضطرت الأسر في هذه المناطق، حسب خالد اليوسفي، رئيس جمعية "أشبيس للتنمية الغابوية"، إلى الاستعانة بأبنائها في جمع حطب التدفئة، خوفا من نفاذه خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وسخر الأهالي كل إمكانياتهم لهذا الغرض، قبل حلول عيد الأضحى، لأن هذه الفترة تعرف خصاصا حادا في حطب التدفئة، حسب اليوسفي، الذي أوضح أن سعر حطب التدفئة وصل إلى ما بين 80 درهما ومائة درهم للقنطار، في الوقت الذي لم يتجاوز ثمنه، قبل أسابيع قليلة، 50 درهما. وأعاد علي أوعدي، فاعل جمعوي بقيادة تونفيت، سبب ارتفاع ثمن الحطب إلى مستويات قياسية قبل حلول فصل الشتاء، إلى النقص الحاد في حطب التدفئة، وتوجه جامعي الحطب (الحطابة) إلى العمل لدى شركات، عهد إليها بإصلاح الطرقات الرابطة بين مدينة خنيفرة والمدن والدواوير المجاورة، بحيث استغل بائعو الحطب في قيادة تونفيت هذا العامل لرفع ثمن الحطب. وقال أوعدي "أصبح عاديا تسجيل ارتفاع ثمن الحطب في هذه الفترة من السنة، ومن الممكن ألا يقف ثمنه عند هذا الحد، لأن الإقبال يرتقب أن يزداد خلال الأشهر القليلة المقبلة".