ثمن القنطار يقفز من 40 إلى 80 درهما سجل ثمن حطب التدفئة في جبال الأطلس المتوسط مستويات قياسية، بعد الانخفاض المفاجئ في درجات الحرارة، إذ قفز ثمن قنطار الحطب المستخدم في تدفئة المنازل والطهي، من أربعين إلى ثمانين درهما للقنطار. ثمن'الحمل'لا يكون في متناول غالبية سكان الدواوير (خاص) في حين وصل ثمن "الحمل"، وهي حمولة الحطب فوق الدواب، التي يأتي بها الحطابون من الغابات المجاورة لدواوير قيادة تونفيت في إقليم ميدلت، إلى مائة وعشرين درهما، بعدما كان ثمنه لا يتعدى 80 درهما. وأوضح خالد اليوسفي، رئيس جمعية "أشبيس للتنمية الغابوية"، أن سبب غلاء ثمن حطب التدفئة قبل حلول فصل الشتاء، يعود بالأساس إلى عدم تسليم إدارة المياه والغابات في تونفيت، رخصا لمتعهدين خواص باستغلال بعض البقع الغابوية، وإلى انشغال الأشخاص، الذين يجمعون الحطب، في العمل لدى بعض الشركات، التي عهد إليها بإصلاح الطرقات الرابطة بين مدينة خنيفرة والمدن والدواوير المجاورة لها، وهو ما استغله بائعو الحطب في مدينة تونفيت لرفع الأثمان في وجه سكان المدينة، المرغمين على شراء الحطب مهما ارتفع سعره. وأضاف خالد اليوسفي "ليست هذه المرة الأولى، التي يسجل فيها ارتفاع ثمن الحطب في هذه الفترة من السنة، ومن الممكن ألا يقف ثمنه عند هذا الحد، لأن الإقبال من المتوقع أن يزداد خلال الأشهر القليلة المقبلة". وفي السنة الماضية سجل ثمن الحطب أعلى مستوياته، ووصل في بعض الأحيان إلى 150 درهما للقنطار، ما اضطر بعض الأسر الفقيرة إلى أن تتحمل عناء البحث عن الحطب بنفسها، عوض الاستعانة بخدمات الحطاب، ووصل ثمن الطن الواحد من الحطب إلى 250 درهما، إلا أن هذه الأثمان لا تخضع لضابط، بل للعرض والطلب حسب السكان. من جانبه، قال مصطفى عشو، ناشط جمعوي، إن دواوير المنطقة تعاني الحرمان من حطب التدفئة، بسبب قلته وارتفاع سعره، واحتكاره من لدن "الحطابة الكبار"، مشيرا إلى أن السكان طالبوا بتوفير الحطب بسعر يناسب قدرتهم الشرائية، لأن الانخفاض المتزايد في درجة الحرارة أثر على الظروف المعيشية لعدد من الأسر، ويهدد التلاميذ بالانقطاع عن الدراسة. يشار إلى أن العائدات الغابوية في تونفيت تقارب المليار درهم في السنة.