أمام الانخفاض الحاد في درجات الحرارة بجبال الأطلس المتوسط، وتحديدا في تونفيت بإقليم خنيفرة، وصل ثمن القنطار من حطب التدفئة إلى مائة درهم، في الوقت الذي كان سعره، في وقت قريب، لا يتجاوز الأربعين درهما. ندرة حطب التدفئة يفرض على الأسر الخروج لجمع الخشب 1 (خاص) وأوضح خالد اليوسفي، رئيس جمعية "أشبيس للتنمية الغابوية"، أن سبب وصول ثمن الحطب إلى مستويات قياسية قبل حلول فصل الشتاء، يعود بالأساس إلى انشغال الأشخاص، الذين يجمعون الحطب، في العمل لدى بعض الشركات التي عهد إليها بإصلاح الطرقات الرابطة بين مدينة خنيفرة والمدن والدواوير المجاورة لها، وهو ما استغله بائعو الحطب في مدينة تونفيت لرفع الأثمان في وجه سكان المدينة، المرغمين على شراء الحطب مهما ارتفع سعره. وأضاف خالد اليوسفي "لأول مرة يسجل ارتفاع ثمن الحطب في هذه الفترة من السنة، ومن الممكن ألا يقف ثمنه عند هذا الحد، لأن الإقبال من المتوقع أن يزداد خلال الأشهر القليلة المقبلة". ويصل ثمن حمولة واحدة من الحطب أو "لحمل"، كما يسميه أبناء تونفيت، إلى مائة درهم، ولا يتجاوز وزنه القنطار في أحسن الظروف، في حين يصل ثمن الطن الواحد من الحطب إلى 250 درهما، إلا أن هذه الأثمان لا تخضع لضابط، بل للعرض والطلب وحسب السكان. ففي السنة الماضية سجل ثمن الحطب أعلى مستوياته، ووصل في بعض الأحيان إلى 150 درهما للقنطار، ما اضطر بعض الأسر الفقيرة إلى أن تتحمل عناء البحث عن الحطب بنفسها، عوض الاستعانة بخدمات الحطاب. وقال حدو بويكران، رئيس جمعية "الأطلس الكبير الشرقي"، إن "دواوير المنطقة تعاني الحرمان من حطب التدفئة، بسبب قلته وارتفاع سعره، واحتكاره من لدن "الحطابة الكبار"، مشيرا إلى أن السكان طالبوا بتوفير الحطب بسعر يناسب قدرتهم الشرائية، لأن الانخفاض المتزايد في درجة الحرارة أثر على الظروف المعيشية لعدد من الأسر، ويهدد التلاميذ بالانقطاع عن الدراسة. يشار إلى أن العائدات الغابوية في تونفيت تقارب المليار درهم في السنة.