أكدت مصادر من بلدة «تونفيت»، الرابضة بين قمم الأطلس المتوسط، أن ندف الثلج لا تزال تتساقط على إقليمخنيفرة متسببة في عزل الجماعات القروية التابعة لقيادة «تونفيت» عن العالم الخارجي جراء إغلاق الطرقات وغياب مواد التموين الأساسية وندرة حطب التدفئة. وبيعت حمولة الخشب التي يحملها الحطابون من غابات المنطقة على ظهور البغال بسعر مائة درهم للشحنة، فيما بلغ سعر الأخشاب المنقولة فوق ظهور الحمير السبعين درهما، وفق مصادر متطابقة، بينما غطت الثلوج الأراضي المكشوفة بحوالي عشرين سنتيما فيما بلغ مستوى الثلوج في المرتفعات نصف متر. وعلمت «المساء»، من مصدر من جمعية المعطلين بقيادة تونفيت، أن علي أوحجير، عامل الملك على إقليمخنيفرة، قام بزيارة إلى تونفيت، بعيد مغادرة القافلة الصحافية التي زارت المنطقة مؤخرا لتفقد مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وهي القافلة التي خرج فيها مئات سكان البلدة في مسيرة احتجاجية عفوية مطالبين بالكشف عن الحقيقة وبزيارة ملكية، مرددين شعار: «الصحافة هاهي، والحقيقة فيناهي». وأوضحت مصادرنا أن عامل الإقليم اجتمع بممثلي القبائل وبجمعيات المجتمع المدني في «تونفيت» وحاول امتصاص غضبهم، وأخبرهم أن الصحافة لا يمكنها أن تخرجهم من الفقر والبؤس الذي يعيشونه، داعيا إلى إنشاء تعاونيات مدرة للدخل ليتمكنوا من الاستفادة من تمويل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وقال مصدر من أسرة التعليم، في اتصال هاتفي صباح أمس الأربعاء مع «المساء»، إن قنينة غاز البوتان من الحجم الكبير بيعت بسعر خمسين درهما، أما القارورة الصغيرة فيصل سعرها إلى 13 درهما بمركز قيادة تونفيت، بينما يرتفع سعر قارورات غاز البوطان في الدكاكين القريبة من القرى المحاصرة بالثلوج. وحسب مصادر من عين المكان فإن سكان الأطلس المتوسط مازالوا يعيشون في عزلة عن العالم الخارجي، بعد أن أدت ندف الثلج المتساقطة على المجال الترابي لعمالة خنيفرة، منذ خمسة أيام خلت، إلى إغلاق الطرقات الفرعية المتجهة صوب بلدات «بومية» و«تونفيت» و«لقباب» و«أغبالو»، وأن الثلوج حالت دون تزود سكان المداشر الجبلية بغاز البوطان وبالمواد الغذائية وبحطب التدفئة. وانتقدت المصادر ذاتها نتائج البرنامج الاستعجالي للتدخل على المدى القصير والمتوسط الذي أعدته الحكومة العام الماضي بغرض فك العزلة عن المنطقة، مؤكدة أن المشاريع الملكية لإنجاز الطرقات لم تخرج إلى حيز الوجود، عكس ما أعلن عنه في السابق. وحسب مصادرنا، فإن مشروع تشييد الطريق الرابطة بين تونفيت وإملشيل (إقليمالرشيدية)، والتي كانت ستمتد على مسافة 97 كلم، بغلاف مالي يبلغ 145 مليون درهم، مازال مؤجلا، مثل تشييد مقطع طريق كان سيربط بين «أكوديم» و«أنمزي» على مسافة 15 كيلومترا الذي لم ينجز بدوره بعد. وطالبت المصادر الجمعوية بافتحاص ميزانية فاقت 500 مليون سنتيم رصدتها الدولة، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لفك العزلة عن المناطق المهمشة، وافتحاص أوجه صرف الإعانات المخصصة للجماعات القروية التابعة لقيادة تونفيت برسم سنتي 2006 و2007 والتي فاقت مليارا و200 مليون سنتيم. إلى ذلك، تشير توقعات المركز الوطني لاستغلال الأرصاد الجوية إلى استمرار التقلبات الجوية وسقوط زخات مطرية قوية اليوم الخميس شمال ووسط المملكة، وهطول أمطار ضعيفة محليا ومصحوبة بعواصف رعدية. وحسب توقعات مديرية الأرصاد الجوية الوطنية فإن التساقطات المطرية ستشمل المناطق التي يقل علوها عن 1300 متر عن سطح البحر، في كل من الأطلس المتوسط والكبير ومنطقة الريف، مع احتمال هبوب رياح ضعيفة إلى متقلبة فوق الواجهة المتوسطية. أما بالنسبة إلى الحرارة فتشير توقعات مديرية الأرصاد الجوية إلى أن حرارة الليل ستتراوح ما بين 8 و11 درجة مائوية وبين 5 و9 درجة في السواحل الوسطى.