سكان بلدة «أنفكو» الرابضة فوق قمم الأطلس المتوسط بإقليم خنيفرة، التي دأبت كل عام على تقديم أطفالها قرابين لموسم الثلوج، معزولون عن العالم الخارجي منذ 20 يوما، بعد انقطاع الطريق التي تربطهم بإملشيل وبقيادة تونفيت. «لم نتمكن من التسوق منذ 20 يوما، سيول وادي أقا أوييض تحول دون مرور الشاحنة الوحيدة التي يتسلقها سكان أنفكو باتجاه تونفيت للتسوق، باقي الطرقات مقطوعة والأمطار أتلفت الخضروات التي نزرعها في المنحدرات. نحن محاصرون ونحمد الله على كل حال»، يقول أحد سكان أنفكو، مشيرا إلى أن البرد لايزال يهدد حياة الأطفال. الأخبار القادمة من هذه البلدة، التي ترتفع عن مستوى سطح البحر ب3500 متر، تؤكد أن ندف الثلج بدأت تسقط على القرية؛ وإلى حدود صباح أمس الخميس، غطت الثلوج المنازل الطينية الواطئة. وأكدت مصادرنا أن القرويين تحلقوا حول نيران يوقدونها داخل منازلهم بحثا عن الدفء لتسخين أطرافهم المتجمدة. وحسب السكان، فإن الأمطار أتلفت أشجار التفاح والخضر التي زرعوها في حواشي الأودية، كما أن فيضان وادي «أوييض» حال دون تمكنهم من الذهاب إلى السوق الأسبوعي بقيادة تونفيت، والذين حاولوا الذهاب إلى السوق على ظهور الدواب عادوا أدراجهم خائبين بعد أن وجدوا كل الطرقات مقطوعة. أما الدواوير التابعة ل«تونفيت»، الجماعة القروية التي تعني باللهجة الأمازيغية «المنطقة التي لا ترى من بعيد»، فماتزال تحاول التخلص من آثار الفيضانات، بعد أن تضررت المحاصيل الزراعية بالمداشر السبعة التابعة للجماعة في كل من أنفكو وتغدوين وأغدو وتمالوت وأنمزي وآيت مرزوكّ وتيرغيست. إلى ذلك، تؤكد مصادرنا، لايزال سكان هذه الدواوير يحلمون بالطريق التي وعدهم الملك محمد السادس بها عندما زارهم مطلع ماي الماضي، فالطريق بين «أنمزي» و«أنفكو» عبر تامالوت، على طول 20 كلم، لم تنجز بعد، مثلها مثل الطريق التي ستربط بين «أنفكو» و«إملشيل» على طول 45 كلم. وأشارت مصادرنا إلى أن الطرق الفرعية التي وعدوا بها لم تشيد أيضا، مشددة على تعثر استصلاح السواقي وقنوات الري واستمرار تدني الخدمات في مجال الصحة والتربية والتمدرس. فيديو يوضح عزلة المنطقة: