كشف معلومات مثيرة تضمنتها تقارير أمنية ومحاضر قضائية إسبانية سرية، تفاصيل جديدة عن أسرة مغربية تقاتل، حاليا، في سوريا والعراق، دفاعا عن التنظيم الإرهابي "داعش". وتبين المعطيات أن الأب الذي يقود، اليوم، إحدى الكتائب الجهادية، في سوريا، شارك في اعتداءي مدريد في 11 مارس 2004 والدارالبيضاء في 16 ماي 2003 باسم تنظيم القاعدة، علما أنه اعتقل حينها وقضى في السجون المغربية 10 سنوات، قبل أن يغادر إلى سوريا عقب إطلاق سراحه. كما أن أحد أبناء هذه الأسرة يعتبر "أصغر داعشي مغربي، يبلغ من العمر 15 سنة، يشارك في جبهات القتال، كما يعمل على تجنيد واستقطاب مواطنين مغاربة لصالح التنظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي"، أي أنه يقوم بدورين في نفس الوقت. موقع "الإسبانيول" الإسباني كشف، يوم أمس الخميس، أن الأمر يتعلق بالقاصر المغربي "أو. ميموني" (O. Maymouni)، البالغ 15 ربيعا، والذي يقاتل بسوريا في صفوف "داعش"؛ وهو ابن المغربي مصطفى ميموني، أحد المتورطين في هجمات 11 مارس بمدريد سنة 2014، والاعتداء على "دار إسبانيا" بمدينة الدارالبيضاء في 16 ماي 2003. المصدر ذاته ذكر أنه إلى حدود الساعة تم التأكد من "وجود، على الأقل، ثلاثة من أفراد الأسرة في سوريا: القاصر وشقيقان له يكبرانه في السن، أحدهما لقي حتفه في جبهات القتال، علاوة على الوالد مصطفى ميموني". التقارير الإسبانية تشير إلى أن مصطفى يقود إحدى الكاتب التي يقاتل فيها طفلان له على الأقل. رأى أو. ميموني النور سنة 2001 في مدريد، وسط أسرة مغربية متشبعة بالفكر الجهادي، خاصة أن والده كان أحد مؤسسي خلية "العدالة" المتورطة في اعتداء مدريد. أما الأب مصطفى ميموني فولد بالمغرب، وكان يقاتل في صفوف الجماعة الإسلامية المقاتلة المغربية، كما كان يلتقي بشخصيات بارزة في صفوف القاعدة، لاسيما السوري وزعيم القاعدة في إسبانيا أبو الدحداح. وتشير التقارير إلى أن مصطفى الميموني كان يتردد على المغرب مرارا، قبل أن يتم اعتقاله من قبل الأمن المغربي والحكم عليه سنة 2005 ب10 سنوات سجنا نافذا، بعد ثبوت تورطه في الاعتداء الإرهابي على "دار إسبانيا" في الدارالبيضاء يوم 16 ماي 2003، حيث توفي 40 شخصا. المصادر ذاتها تشير إلى أن الأبناء الثلاثة انتقلوا من إسبانيا للعيش في المغرب في ضيافة بعض أفراد العائلة بعد اعتقال والدهم، حيث كانوا يعيشون في المغرب خلال ال10 سنوات التي قضاها الأب في السجن. وخلال الفترة السجنية لأبيهم، سافر الأطفال الثلاثة إلى إسبانيا مرة واحدة. كما أنهم كانوا ينظرون إلى الوالد ك"شهيد معتقل"، مما ساهم في تطرفهم مع إمكانية أن يكونوا حينها على اتصال مع متطرفين آخرين. وتضيف المصادر أن الأب دخل في علاقات مع أشخاص تابعين للتنظيم الإرهابي داعش، مما دفعه إلى التخلي عن فكر "القاعدة" واحتضان الفكر "الداعشي". وبعد مغادرة السجن في 2014 (على ما يبدو)، قرر مصطفى السفر رفقة أسرته إلى سوريا للقتال في صفوف داعش. هذه المعلومات المسربة جاءت بعد اعتقال، يوم السبت الماضي، جهادي مغربي بمدريد يسمى فؤاد بوشيهان، واكتشاف أنه كان على اتصال مع القاصر المغربي وينسق معه للاستقطاب والتجنيد.