إنهم مغاربة ومغربيات من قاع المجتمع انطلقوا (أو على الأقل أغلبهم)، واعتنقوا عقيدة الغلو والتطرف والتحقوا بصفوف التنظيمات الإرهابية، في سورياوالعراقوفرنساوبلجيكا وإسبانيا وإيطاليا وهولندا، وفي شمال مالي أيضا، حيث لم تهدأ الحرب بعد. * صحيح أن مصالح الأمن المغربية تمكنت من تفكيك عدد من الخلايا المنظمة، لكن المفرخة لا تتوقف، وكل يوم تأتي بمفاجآت جديدة. هل بالإمكان الجزم بعددهم الحقيقي، هؤلاء المغاربة الذين يخرجون جماعات من مفرخة الإرهاب؟ الأكيد أنهم ليسوا أفرادا ولدوا في عش واحد، والأكيد أن وراء كل واحد منهم حكاية، قد تختلف في التفاصيل، لكنها تتشابه في الهدف، حتى بتنا ما إن نسمع عن حادث إرهابي في أوربا، أو في أي بقعة من العالم، حتى نتساءل بتلقائة: "هل من بينهم "الانفجاريين" مغربي. إنهم مغاربة ومغربيات من قاع المجتمع انطلقوا (أو على الأقل أغلبهم)، واعتنقوا عقيدة الغلو والتطرف والتحقوا بصفوف التنظيمات الإرهابية، في سورياوالعراقوفرنساوبلجيكا وإسبانيا وإيطاليا وهولندا، وفي شمال مالي أيضا، حيث لم تهدأ الحرب بعد. * صحيح أن مصالح الأمن المغربية تمكنت من تفكيك عدد من الخلايا المنظمة، لكن المفرخة لا تتوقف، وكل يوم تأتي بمفاجآت جديدة. إن عددهم غير معروف لحد الان، كما تجهل هوياتهم، لكنهم يتواجدون بالخصوص ضمن مقاتلين يعدون بالآلاف، ومن جنسيات مختلفة. فقد ذكرت دراسة أجراها مركز البحوث الأمنية »آي جي وولد« المتعاقد مع وزارة الدفاع الأمريكية أن عدد المقاتلين المنتمين للجماعات الإرهابية بمنطقة الساحل، على سبيل المثال، تضاعف من 300 أو 500 مقاتل نهاية سنة 2010 إلى أزيد من 6 آلاف مقاتل مسلحين ومجهزين ومدربين جيدا. هم من جنسيات مختلفة تقول الدراسة، وينحدر عناصر القاعدة من الجزائر وموريتانيا ومالي ونيجيريا وبوركينا فاسو والمغرب وتونس وليبيا، إضافة إلى عناصر إرهابية من جنسيات أروبية تم استقطابهم في إطار ما يسمى »السياحة الجهادية« على غرار مختلف بؤر التوتر بالعالم من الصومال واليمين وأفغانستان والعراق، وقد يتضاعف أولئك في الأيام المقبلة خاصة مع استمرار عمليات التجنيد والاستقطاب. إن ما جرى فى باريس هو نتاج لتداخل بيئتين حاضنتين شكلتا اختيارات هؤلاء الإرهابيين، وليس كما اعتدنا من قبل حين كانت هناك بيئة واحدة حاضنة للإرهاب فى معظم دول العالم، فمصر عرفت إرهابا محليا لجماعات جهادية وتكفيرية (الجماعة الإسلامية والجهاد) فى ثمانينيات القرن الماضى واجهت السلطة بالعنف وفشلت فى إسقاطها، وكذلك عرفت الجزائر الجماعة الإسلامية المسلحة التى مارست العنف والإرهاب فى مواجهة النظام القائم، وفشلت أيضا فى إسقاطه، وكذلك فى المغرب مع الجماعة السلفية الجهادية التى مارست إرهاباً انتقامياً قتل وأصاب دون أن يمتلك القدرة على تهديد النظام القائم، وكذلك أوروبا، خاصة فرنسا فقد شهدت إرهابا محليا مارسه بعض شباب الضواحى الفرنسية الفقيرة مثلما فعل الأخوان شريف وسعيد كواشى، فى شهر يناير الماضى، حين اعتديا على صحيفة شارلى إبدو الفرنسية وقتلا ما يقرب من 20 شخصا. والحقيقة أن عملية باريس ذات طبيعة مختلفة تماما، فلأول مرة تشهد فرنسا ومعها أوروبا نموذج »الإرهابى الانتحارى«، وكأننا فى الرقة أو الفالوجا ولسنا فى عاصمة أوروبية، بما يعنى استحالة فصل البيئة الخارجية والحاضنة السورية والعراقية عما جرى فى فرنسا، فعلى الأرجح أن عددا من هؤلاء الإرهابيين الذين نفذوا عملية باريس قد سافروا إلى سوريا وقاتلوا مع داعش(شهود العيان يقولون إن القتلة استخدموا »الكلاشينكوف« بدم بارد وبخبرة كبيرة وكأنه سلاح أطفال)، قبل أن يعودوا إلى فرنسا لينتقموا منها نتيجة تدخلها العسكرى فى سوريا. حديث معظم السياسيين الفرنسيين، بمن فيهم رئيس الجمهورية، كان عن مواجهة الإرهاب انطلاقاً من مواجهة التطرف على الأراضى الفرنسية، وهو أمر يكاد يكون بديهيا، ولكنه لن يستطيع هزيمة الإرهاب العابر للحدود ولا حتى حصاره. والحقيقة أن مشكلة فرنسا، ومعها أوروبا، باتت أساسا واقعة خارج الحدود، وتحديدا داخل الأراضى السورية، وأن تصور أن القضاء على الإرهاب سيكون كما قال رئيس الجمهورية فرانسوا هولاند »بحرب بلا رحمة على داعش«، وقيام فرنسا بغارات مكثفة منذ أمس الأول، ضد التنظيم الإرهابى فى سوريا لن يحل مشكلة الدواعش العابرين للحدود، ما لم تتغير البيئة السياسية والاجتماعية الحاضنة لهم. سيصعب على فرنسا مواجهة هذا النوع من الإرهاب بأساليب فرنسية محلية على طريقة إعادة تأهيل الدعاة وتعزيز ما يسمى قيم الإسلام الفرنسى المنسجم مع مبادئ العلمانية، واستبعاد دعاة العنف والتحريض، خاصة بعد أن أعطت حالة الطوارئ الحق للسلطات الفرنسية فى إيقاف المشتبه بهم (وضعت ما يقرب من 3 آلاف شخص تحت المراقبة وأوقفت حوالى 50 شخصا)، بل ووضعهم تحت الإقامة الجبرية، وهى كلها إجراءات مفهومة ولكنها لن تهزم الإرهاب القادم من خارج الحدود، لأن ببساطة بيئته الحاضنة حيث يقبع كل من بشار الأسد وداعش، كأكبر مصدرين للإرهاب فى العالم، وليس فقط أو أساساً الضواحى الفرنسية الفقيرة. معركة فرنسا الأساسية هذه المرة خارج الحدود، وإذا كان الإرهابيون اعتدوا على شعبها بسبب تدخلها العسكرى ولو المحدود خارج الحدود، ممثلا فى غاراتها ضد داعش فى سوريا، فإن الحل يتجاوز الضربات الجوية ليصل إلى ضرورة اتخاذ موقف دولى موحد مما يجرى فى سوريا، وضرورة إيجاد حل سياسى يغير فى طبيعة البيئة الأولى المفرخة للإرهاب فى العالم (سورياوالعراق). إن ما جرى فى فرنسا ما هو إلا بداية ناقوس خطر حقيقى ستدفع ثمنه الإنسانية جمعاء، ما لم يجد العالم حلاً جذرياً للكارثة السورية يخلصها من طرفى المصيبة الكبرى داعش وبشار، وأن الحديث عن الحل السياسى المؤجل فى سوريا (والغريب أنه نال درجة كبيرة من التوافق الدولى والإقليمى حاليا)، ويتمثل فى الدخول فى مسار سياسى يحافظ على ما تبقى من الدولة والجيش السورى، ويؤدى إلى استبعاد بشار الأسد، يضمن ألا تصبح سوريا عراقاً أخرى بلا دولة ولا حتى بقايا جيش. دواعش أوروبا نتاج بيئة حاضنة عابرة للحدود استقبلت مئات الأوروبيين الذين حاربوا فى سوريا وقتلوا وذبحوا أبرياء مثلما فعل إخوانهم من الإرهابيين العرب، وعاد بعضهم خلسة إلى بلاده الأصلية ليفتح قناة وصل بين البيئتين السورية والأوروبية، ولذا لا حل بالاكتفاء بضرب داعش، إنما بتغيير البيئة الاجتماعية والسياسية التى احتضنتها، وعندها سيصبح استئصالها مسألة وقت، وستصبح معها ضربات فرنسا الجوية مجدية. من جهة أخرى، كانت تقارير استخباراتية قد حذرت من التقارب الذي بدأ يجمع بين قيادات التنظيمات الجهادية بالمغرب العربي، وتحديدا القيادات التي أعلنت ولاءها للبغدادي في العراق، حيث اعتبر توماس ساندرسون، الخبير الأمني في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، من اتساع نفوذ «داعش» الذي يهدد دول شمال إفريقيا. وأضاف الخبير أن هذا التنظيم الإرهابي يحاول تجنيد مقاتلين في أكثر من بلد في جميع أنحاء العالم، موضحا أن التهديد يمس بالدرجة الأولى الجزائروتونس وليبيا والمغرب ودول الساحل الصحراوي. والسوال الآهم : من هم وكيف يفكرون وماذا سيفعلون عند العودة الي بلدان الانطلاق؟ 1500 مغربي في الجبهات الأمامية قبل مغادرته المغرب لمحاربة بشار الأسد، كان أبو حمزة يعمل طباخا للسمك في أحد المطاعم. يرجع أول سفر له إلى إحدى أراضي الجهاد إلى سنة 2007، حين حاول الالتحاق بالعراق، إلا أنه تم إيقافه في الحدود السورية وإرجاعه إلى المغرب حيث اقتيد إلى السجن مباشرة. أبو حمزة، المقاتل المغربي في صفوف «داعش» بعد قضائه أربع سنوات خلف القضبان، استرد حريته سنة 2011، لينطلق بعد ذلك بستة أشهر باتجاه سوريا. لم يرحل أبو حمزة، ابن السادسة والأربعين، لوحده، بل رفقة زوجته وأبنائه الأربعة، الذين يقاتلون إلى جانبه اليوم في صفوف « داعش «، ولو أن بعضهم لم يتجاوز سن المراهقة بعد. يعتقد أبو حمزة أن الجهاد ينطبق على الأسرة ككل: عدت إلى سوريا يوم 25 فبراير 2013 . وددت أن أخوض هذه التجربة رفقة أفراد أسرتي تحت لواء « داعش «، للمشاركة في بنائها وحتى يكون الإسلام هو دربنا. لقد رافقني أبنائي دون أدنى مشكل، لأنهم مقتنعون بذلك. لم يكونوا يعملون، لأنهم كانوا يتابعون دراستهم. التحقت بنا أمهم. وها نحن هنا في أحسن حال». يقاتل أبو حمزة منذ أزيد من سنة في منطقة لاطاكية، إلا أنه يستريح حاليا بعيدا عن الجبهة، في تركيا، حيث تخضع زوجته المريضة للعلاج. إلا أن رب الأسرة هذا، فضل الرحيل إلى تركيا لكي يظل بعيدا عن الاصطدامات القاتلة بين الفصائل الجهادية. وحسب أبو حمزة، فإن المغاربة يواصلون الالتحاق بسوريا، إلا أن عددا منهم يعودون إلى المغرب بسبب هذه المعارك الطائفية. فهو نفسه، التحق بسوريا لأجل إقامة خلافة إسلامية بها، إلا أن الانقسامات بين «داعش» والفصائل الأخرى ثنته عن العودة إليها. قررت عدم المشاركة في تلك المعارك في انتظار أن تصبح الأوضاع واضحة أكثر. رغم المشاكل التي تتكاثر ورغم الاختلاف، يتواصل التحاق المغاربة بسوريا، وأنا نفسي لا أزال مقتنعا بذلك. من المؤكد أننا نتلقى الهزائم يوما عن يوم، إلا أن الله العلي القدير يختار رجالا للدفاع عن الشريعة وعن الدين. رغم المعارك الطائفية وكل ما يجري اليوم، فذلك أمر يقين بالنسبة لي. إنه واجبنا ومن المؤكد أننا سنحرر سوريا. أما اليوم، وبسبب هذه المعركة الطائفية والاختلافات بين الفصائل، فإن الكثيرين من المغاربة يفضلون طريق العودة إلى المغرب. أما أنا، فليس ذلك خياري على الإطلاق، لأنني أعرف ما يجري بالمغرب. هناك ظلم كثير. إننا الآن في انتظار أمر الرب، ومن المرجح أنه سيكون الاتجاه إلى أرض أخرى للجهاد. لن أتخذ قراري بعد، إلا أن تلك الأرض لن تكون سوريا، بل بلدا آخر «. ابو حمزة عضو من بين الاف آخرين، فقد كَشف معهد كارنيجي إندومنت للسلام العالمي , أن عدد المقاتلين المغاربة المتواجدين في ساحات القتال بالأراضي السورية يُقارب 1500 مقاتل،نصفهم تقريباً يشكل جزءا من مجموعة " حركة الشام في البلاد الإسلامية ". وبحسب مقابلات أجراها المعهد المذكور, فإن معظم المقاتلين المغاربة يتبوّؤون مواقع جهادية دنيا،حيث أغلبهم يقاتلون في صفوف المشاة،فيما يبقى العديد من الشباب نشيطين على مواقع التواصل الاجتماعي, يُشجّعون أصدقاءهم في المغرب للإنضمام إليهم. وكانت عدد من المواقع الاعلامية، نشرت مضمون التقرير، ولا توجد احصائية رسمية، عن عدد المغاربة في سوريا لاجل " الجهاد" لكن هناك تقارير عن عشرات القتلى, سواء الذين تعلن عنهم الحركات التي جندتهم او بعض اجهزة المخابرات الدولية المعنية بتتبع الوضع السوري وكذلك تقارير اعلامية من الداخل السوري ، كما تعلن الدولة السورية في عدد من المرات عن سقوط اجانب، وتشير لجنسياتهم. وفي الموضوع المرتبط بالمغاربة المتجهين الى سوريا دائما,تناقلت مواقع جهادية عربية صورة لمغربي ينحدر من مدينة طنجة انتقل إلى سوريا رفقة أبنائه الخمسة أصغرهم يبلغ من العمر 13 عاما من اجل المشاركة في ما أسموه "أعمال الجهاد" ضد النظام السوري. وتحول الإبن الأصغر لأحمد الشعرة واسمه أسامة الشعرة إلى أشهر من نار على علم بين المقاتلين الأجانب في سوريا, حيث يوصف ب"أصغر مقاتل"، حيث يبلغ من العمر نحو 13 عاما فقط. وظهر الطفل أسامة الذي يعرفه الطنجاويون بلباسه الرياضي في بعض المواقع الالكترونية الجهادية وهو داخل الأراضي السورية، بلباس حربي حاملا كلاشينكوف، بعد أن كان يحمل مكبر الصوت في ساحات طنجة منددا بالوضع الحقوقي الذي يعيشه السلفيون في السجون العراقية والمغربية. والتحق أسامة كما باقي أسرته بوالده، ووالدته وأربعة إخوة له سافروا من المغرب إلى تركيا ومنها إلى اللاذقية، حيث نصب والده نفسه أميرا على جماعة مغربية مقاتلة. وكان الوالد وهو احمد الشعرة قد ظهر على صفحة في الفايسبوك تحمل اسم "شهداء المغرب الأقصى في بلاد الشام"، وهو يقوم بتلقين الشهادة لقتيل مغربي آخر اسمه محمد استيتو. وحذّر وزير العدل والحريات المغربي، مصطفى الرميد، من خطورة مواطنيه الذين يتوجهون إلى سوريا للقتال في حال عودتهم إلى بلادهم مستقبلاً. قلق البلدان الاصلية واضحى المقاتلون في سوريا من الاجانب يثيرون قلق بلدانهم الاصلية مخافة عودتهم لممارسة انشطة ارهابية في بلدانهم، وقد عملت السلطات الامنية المغربية على تضييق الخناف على المغاربة المجندين من قبل تنظيمات متطرفة، كالقاعدة وداعش وجبهة النصرة، بعد كشف عشرات الخلايا الارهابية التي كانت تجند مغاربة للقتال في سوريا، وهناك عشرات المتابعين. وتتناقل وسائل الاعلام العالمية، اخبار مغاربة العالم الذين يتم تجنيدهم ، ومن اشهر القصص قضيةالتلميذة نورة البالغة من العمر 15 عاما والقاطنة بمنطقة أفينيون في الجنوب الفرنسي، والتي اختفت عن الأنظار في أواخر يناير ، قبل أن تعرف عائلتها بخبر تواجدها وسط "الجهاديين" في إدلب السورية. مند اختفائها في 23 ينايرتحمل السلاح بدل القلم الذي كان سندها داخل القسم، آملة أن تصير طبيبة في المستقبل. قصة الطفلة ذات الأصل المغربي نورة، بدأت قبل تاريخ اختفائها عن الأنظار أواخر الشهر المنصرم، حيث لاحظ أهلها تحولات طرأت على مستوى سلوكها الشخصي، ابتداءً من التغيب عن حصص الدراسة بثانوية "فريديرك ميسترال"، واعتكافها على الأنترنت وإنشاءها لحساب "فيسبوك" آخر، وانتهاءً بارتدائها للحجاب، "اعتقدنا أن الأمر له علاقة بتحولات فترة المراهقة، قبل أن نكتشف أن الأمر يعكس التوجهات الجديدة لابنتنا"، تقول والدة نورة للصحافة الفرنسية. بعد 23 يناير، أخطرت أسرة نورة شرطة "أفينيون" باختفاء ابنتها عن المنزل، قبل أن تمكن اتصالات أجراها الأخ الأكبر فؤاد، مع نورة عبر حسابها في موقع فيسبوك ثم عبر الهاتف، تخبره أنها في سوريا و"أن أحوالها بخير وأنها لن تعود أبداّ".. وهو ما تلقته عائلة الفتاة بالدهشة والصدمة وكثير من الحسرة، "كيف يمكن لنورة القاصر والمراهقة أن تتحول إلى جهادية وتتركنا". مغامرة نورة "الجهادية" صوب الأراضي السورية المشتعلة ابتدأت، وفقاً لمعطيات قدمتها أسرتها للصحافة، يوم 23 يناير الماضي، حيث غادرت منطقة أفينيون حاملة حقيبتها و550 أورو في جيبها، متوجهة إلى باريس عبر القطار، قبل أن تستقل طائرة توجهت بها إلى مطار اسطنبول الدولي، لتلتقي حينها ب"مرشد خاص" الذي أدخلها إلى الأراضي السورية، لتنظمّ بعدها إلى إحدى الفصائل الإسلامية المقاتلة. أفكار نورة الجهادية، أثبتتها تحقيقات الشرطة الفرنسية أجريت على حاسوبها الشخصي، حيث كانت تتردد في الآونة الأخيرة على مواقع "جهادية"، فيما يؤكد فؤاد أن أخته تعرضت لاستقطاب و"غسيل مخ" من قبل جماعات متطرفة.. في وقت شدّ فؤاد الرحال هذا الأسبوع صوب الحدود التركية السورية أملا في لقاء أخته وإقناعها بالرجوع إلى حضن الأسرة بفرنسا. مفاجأة غريبة أخرى تتلقاها أسرة نورة الماضي، وفقا لمصادر إعلامية فرنسية، هو اتصال اثنين من المقاتلين في سوريا، "أحدهما يتحدث العربية والآخر الفرنسية"، يقول غاي كنون، محامي الأسرة، يطلبان يد نورة للزواج في سوريا، وهو ما رفضه أب نورة بشدة، فيما شدد أحد المتصلين أن النكاح يمكن أن يتم عبر الهاتف فقط !. هل تحمل نورة السلاح أم ستكون فقط مسخرة لاستغلال جنسي؟ سؤال ما فتئ يطرحه المحامي كنون حول مصير نورة في سوريا بالنظر إلى صغر سنّها، مضيفا أن القضية لا تتعلق ب"جهادية" خطيرة، بل بفتاة مراهقة تم التلاعب بعقلها واستغلال سذاجتها، إنها ضحية لشبكات جهادية منظمة وخطيرة تمكنت من اختراق وسطها العائلي. قصص الجهاد او التجنيد الارهابي لا تنتهي للاطفال والقاصرين، تخترق العائلات والمجتمعات واضحى العالم الافتراضي قادرا على سوق اطفال الى جحيم الحرب والموت، بدون اختيار ولا قرار . المغرب في اجتماع أوروبي كشفت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية،، أن أوروبا تكثف وتحشد جهودها لمواجهة ظاهرة تدفق الجهاديين الاوروبيين الى سوريا للانخراط فى المعارك الدائرة فى البلاد الى جانب التنظيمات الاسلامية الاكثر تشددا. وأضافت اليومية الباريسية ان وزراء الداخلية الاوروبيين سيعقدون ببروكسل اجتماعا لبحث التدابير الواجب اتخاذها لمكافحة توجه الجهاديين الاوروبيين الى سوريا.. مشيرة إلى أن الرهائن الفرنسيين الصحفيين الاربعة الذين تم تحريرهم قبل ايام من سوريا خضعوا خلال الفترة القليلة الماضية الى جلسات استماع من قبل ادارة الاستخبارات الداخلية الفرنسية حيث عرض خبراء مكافحة الارهاب عليهم ايضا اصوات الجهاديين الفرنسيين بسوريا والتى تم رصدها خلال عملية تنصت على الهواتف وذلك على امل التعرف على مختطفهيم. وأوضحت " لوفيجارو" ان وزراء داخلية تسع دول اوروبية معنية بظاهرة تدفق اعداد من مواطنيها على سوريا سيجتمعون لاحقا بحضور ممثلين من كل من الولاياتالمتحدةوتركياوتونس والمغرب. ولفتت الصحيفة الفرنسية الى أن سوريا تجذب اكثر من اى دولة اخرى " المرشحين للانخراط فى الحرب المقدسة" حيث ان اعداد الجهاديين الفرنسيين فى سوريا باتت " مقلقة للغاية" لاسميا مع وجود 300 فرنسي يقاتلون فى شمالى سوريا الى جانب 200 من بلجيكا، ومائة هولندى، وما بين 300 الى 400 بريكانى، وعشرات الالمان، وما يتراوح ما بين 50 الى 100 امريكى. الانتقل من القاعدة الخبرة في داعش جاءت من القاعدة، وكما كان جيل القاعدة وبالا علي المغرب يتوقع أن يكون جيل داعش كذلك. ويبدو ذلك من خلال مسارات التاسيس . فقد تأسست الدولة الإسلامية في العراق خلال شهر أكتوبر 2006، من طرف قدماء القاعدة في العراق أساسا. إلا أن الفرع العراقي للقاعدة ستبتلعه، تدريجيا، الدولة الإسلامية، بل إن قائد الفرع، أبو حمزة المهاجر، بايع أبو عبد الله آل راشد البغدادي، أمير الدولة الإسلامية في العراق. بذلك، وسنة 2007، أعلن أيمن الظواهري بأن « القاعدة في بلاد العراق لم تعد موجودة «. فالتحق معظم مقاتلي الحركة بالدولة الإسلامية في العراق. لقد ظلت علاقات « داعش « بالقاعدة غامضة دائما. بتاريخ 9 أبريل 2013، صرح أبو بكر البغدادي الحسيني القريشي بأن جبهة النصرة هي فرع الدولة الإسلامية فيالعراقبسوريا. معلنا بذلك اندماج الدولة الإسلامية في العراق وجبهة النصرة لتشكيل الدولة الإسلامية في العراق والشام » داعش «. إلا أن قائد جبهة النصرة أبو محمد الجلاني، ورغم اعترافه بأنه قاتل تحت إمرته في العراق وأنه استفاد من دعمه في سوريا، لم يتقبل دعوة البغدادي وجدد البيعة لأيمن الظواهري، أمير القاعدة. خلال شهري يونيو ونونبر 2013، طلب أيمن الظواهري من » داعش « التخلي عن مطامعها في سوريا، معتقدا أن أبو بكر البغدادي « ارتكب خطأ بإقامته الدولة الإسلامية في العراق والشام «، دون طلب إذنه أو إخباره حتى. وأعلن أنه « سيتم إلغاء » داعش «، في حين أن الدولة الإسلامية في العراق ستظل نشيطة «. وصرح الظواهري أن جبهة النصرة تظل هي الفرع الوحيد للقاعدة في سوريا. بدوره، رفض البغدادي تصريحات الظواهري. والحقيقة أن » داعش « كانت تعتبر نفسها دولة مستقلة ولم تكن ترغب في مبايعة القاعدة، أو أي بنية أخرى. هناك خلافات أخرى بين القاعدة و » داعش «: فالأولى ترى أنه ينبغي خوض الجهاد بالدرجة الأولى ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل، البلدان الغربية وحلفائها الجهويين؛ أما » داعش « فهي ترى، منذ رحيل الأمريكيين عن العراق، أن العدو الرئيسي هو إيران والشيعة. سنة 2014، دخلت القاعدة و »داعش« صراعا مباشرا.وهو ما يعني المزايدة فيمن يقتل أكثر ويتطرف أكثر لاستقطاب الشباب وفرض الهيمنة علي الميادين. المغرب .. استنفار وكانت وجهت وزارة الداخلية قد وجهت تعليمات عاجلة إلى عمال العمالات والأقاليم على الصعيد الوطني، وذلك على خلفية تقارير للمديرية العامة للدراسات والمستندات »لادجيد«، بشأن التنظيمين الإرهابيين »داعش« و »دامس« يمثلان وجهين لعملة واحدة وخطواتهما من أجل كسب المزيد من المبايعين/الأنصار، سيما في «بلاد المغرب الإسلامي» وحلول »دامس« محلّ تنظيم القاعدة، مع ما يعنيه ذلك من إمكانية القيام بمخططات إرهابية محتملة. التقارير المذكورة وتوجيهات »لادجيد« دفعت مسؤولي الإدارة الترابية على صعيد العمالات إلى عقد اجتماعات أمنية رفيعة المستوى على مدى يومي الأحد والاثنين 6 / 7 يوليوز 2015 بحضور الكتاب العامين، رؤساء أقسام الشؤون الداخلية، الباشوات والقواد، فضلا عن ممثلي مختلف المصالح الأمنية وذلك لتدارس سبل تتبع وتجميع المعطيات الاستخباراتية المرتبطة بهذا الموضوع. تعليمات وزارة الداخلية نبّهت إلى ما اعتبرته تهديدا قائما للمغرب ومصالحه، داعية إلى تشديد المراقبة، سيما على الحدود مع دول الجوار التي قد تعرف تنقلا سهلا للعناصر الموالية للتنظيمين، والعمل على الكشف عن أية خلايا نائمة محتملة قد يتم استغلال أوضاع عناصرها الاجتماعية والاقتصادية بغاية التأثير عليهم وشحنهم لتنفيذ مخططات إرهابية، خاصة في ظل مبايعة أرملة المجاطي لأبي بكر البغدادي زعيم و»خليفة داعش« وتوجهها إلى العراق للزواج من أحد مساعديه، وكذا دخول بعض عناصر السلفية الجهادية المعتقلين بالسجون المغربية على الخط وإقدامهم بدورهم على تقديم »المبايعة« ، وهو ما يؤشر على قابلية للتفاعل مع كافة السيناريوهات المحتملة. "مبايعة" تتم عبر مواقع الشبكة العنكبوتية التي هي بدورها توجد تحت مجهر المصالح الأمنية المغربية، شأنها في ذلك شأن عناصر السلفية الجهادية بالمغرب، وكل الأشخاص المشكوك في سلوكاتهم، كما دعت هذه الاجتماعات إلى تحيين المعطيات المرتبطة بالأجانب «محطّ شبهات» المتواجدين بالتراب الوطني، وتتبع المغاربة الذين يتوفرون على جنسية مزدوجة لسهولة تنقلهم بكل يسر بين الحدود، وهي بعض من الخطوات الهادفة إلى تأمين المغرب من أية مخاطر، والتي تنضاف إلى مراقبة عودة المغاربة الذين التحقوا بسوريا، والذين تشير مصادر غير رسمية إلى أن عددهم يتراوح ما بين 2500 و 3000 مقاتل، جزء منهم يتواجد بصفوف »داعش«. الى ذلك اعتقال خلية إرهابية جديدة تابعة ل « داعش» كانت تستهف مواقع حساسة بالمغرب كتائب الأندلس سبق لمصادر أمنية إسبانية أن كشفت أن الشبكة الدولية لتجنيد جهاديين من أجل القتال في سورياوالعراق المسماة »كتائب الأندلس« والتي قامت بتفكيكها تمكنت من إرسال تسعة جهاديين، من إسبانيا والمغرب إلى كل من سورياوالعراق مضيفة أنها كانت على اتصال مع مجموعات جهادية من سبعة دول. وحسب وزارة الداخلية الإسبانية، فإن كتائب الأندلس تعتبر أكبر مورد للجهاديين لصالح جولة الاسىم في العراق والشام المعروفة ب" داعش" كانت لديها اتصالات مع مجموعات في المغرب، فرنسا، بلجيكا، تونس، مصر، تركياوسوريا، وهو ما مكنها من رفع وتيرة عمليات الاستقطاب، مما يجعل منها، حسب المصالح الأمنية الإسبانية، خطرا محذقا بالأمن الوطني للجار الشمالي بالرغم من أنها لم تكن بعد تتوفر على خطة للقيام بعمليات إرهابية داخل إسبانيا. وكانت الداخلية أكدت أن زعيم الشبكة مغربي يدعى لحسن إقصريين، وهو من مواليد مدينة الحسيمة وسبق أن اعتقل في أفغانستان وقضى ثلاث سنوات في سجنغوانتانامو قبل أن يتم ترحيله إلى إسبانيا، واعتبرت المصالح الأمنية في إسبانيا أن تفكيك شبكة إقصريين يعتبر ضربة موجعة للخلايا الجهادية المكلفة باستقطاب مقاتلين إلى سورياوالعراق، وسيحد من تدفق العناصر المرشحة للقتال. ونشرت وسائل الإعلام الإسبانية أسماء الأعضاء الآخرين بالشبكة، ومن ضمنهم ستة مغاربة وبلغاري وأرجنتيني اعتنقا الإسلام. وحسب شرطة مكافحة الإرهاب الإسبانية إن أعضاء هذه الشبكة يتوفرون على كفاءة وقدرة على الاستقطاب وصفتها ب" الاحترافية" وذلك تحت رئاسة زعيمها الذي تلقى تدريبا مكثفا خلال تواجده بأفغانستان، معتبرة أن نقل عملياتهم إلى العاصمة مدريد يعتبر تطورا نوعيا في عمليات تجنيد المقاتلين، كما أن أعضاء الشبكة يحملون أفكارا أكثر تشددا من باقي المعتقلين في الأشهر الأخيرة، ومن بين الذين تم استقطابهم شقيق أحد المتورطين في تفجيرات مدريد سنة 2004 ويتعلق الأمر ب"اسماعيل أفلاح" شقيق إبراهيم أفلاح الذي فر بعد تفجيرات العاصمة الغسبانية، وتعتقد المصالح الأمنية الإسبانية أنه يوجد حاليا في ميدان القتال بسوريا أو العراق