كَشف معهد كارنيجي إندومنت للسلام العالمي , أن عدد المقاتلين المغاربة المتواجدين في ساحات القتال بالأراضي السورية يُقارب 1500 مقاتل،نصفهم تقريباً يشكل جزءا من مجموعة " حركة الشام في البلاد الإسلامية ". وبحسب مقابلات أجراها المعهد المذكور, فإن معظم المقاتلين المغاربة يتبوّؤون مواقع جهادية دنيا،حيث أغلبهم يقاتلون في صفوف المشاة،فيما يبقى العديد من الشباب نشيطين على مواقع التواصل الاجتماعي, يُشجّعون أصدقاءهم في المغرب للإنضمام إليهم. وكانت عدد من المواقع الاعلامية، نشرت مضمون التقرير، ولا توجد احصائية رسمية، عن عدد المغاربة في سوريا لاجل " الجهاد" لكن هناك تقارير عن عشرات القتلى, سواء الذين تعلن عنهم الحركات التي جندتهم او بعض اجهزة المخابرات الدولية المعنية بتتبع الوضع السوري وكذلك تقارير اعلامية من الداخل السوري ، كما تعلن الدولة السورية في عدد من المرات عن سقوط اجانب، وتشير لجنسياتهم. وفي الموضوع المرتبط بالمغاربة المتجهين الى سوريا دائما,تناقلت مواقع جهادية عربية صورة لمغربي ينحدر من مدينة طنجة انتقل إلى سوريا رفقة أبنائه الخمسة أصغرهم يبلغ من العمر 13 عاما من اجل المشاركة في ما أسموه "أعمال الجهاد" ضد النظام السوري. وتحول الإبن الأصغر لأحمد الشعرة واسمه أسامة الشعرة إلى أشهر من نار على علم بين المقاتلين الأجانب في سوريا, حيث يوصف ب"أصغر مقاتل"، حيث يبلغ من العمر نحو 13 عاما فقط. وظهر الطفل أسامة الذي يعرفه الطنجاويون بلباسه الرياضي في بعض المواقع الالكترونية الجهادية وهو داخل الأراضي السورية، بلباس حربي حاملا كلاشينكوف، بعد أن كان يحمل مكبر الصوت في ساحات طنجة منددا بالوضع الحقوقي الذي يعيشه السلفيون في السجون العراقية والمغربية. والتحق أسامة كما باقي أسرته بوالده، ووالدته وأربعة إخوة له سافروا من المغرب إلى تركيا ومنها إلى اللاذقية، حيث نصب والده نفسه أميرا على جماعة مغربية مقاتلة. وكان الوالد وهو احمد الشعرة قد ظهر على صفحة في الفايسبوك تحمل اسم "شهداء المغرب الأقصى في بلاد الشام"، وهو يقوم بتلقين الشهادة لقتيل مغربي آخر اسمه محمد استيتو. وحذّر وزير العدل والحريات المغربي، مصطفى الرميد، من خطورة مواطنيه الذين يتوجهون إلى سوريا للقتال في حال عودتهم إلى بلادهم مستقبلاً. واضحى المقاتلون في سوريا من الاجانب يثيرون قلق بلدانهم الاصلية مخافة عودتهم لممارسة انشطة ارهابية في بلدانهم، وقد عملت السلطات الامنية المغربية على تضييق الخناف على المغاربة المجندين من قبل تنظيمات متطرفة، كالقاعدة وداعش وجبهة النصرة، بعد كشف عشرات الخلايا الارهابية التي كانت تجند مغاربة للقتال في سوريا، وهناك عشرات المتابعين. وتتناقل وسائل الاعلام العالمية، اخبار مغاربة العالم الذين يتم تجنيدهم ، ومن اشهر القصص قضيةالتلميذة نورة البالغة من العمر 15 عاما والقاطنة بمنطقة أفينيون في الجنوب الفرنسي، والتي اختفت عن الأنظار في أواخر يناير ، قبل أن تعرف عائلتها بخبر تواجدها وسط "الجهاديين" في إدلب السورية. مند اختفائها في 23 ينايرتحمل السلاح بدل القلم الذي كان سندها داخل القسم، آملة أن تصير طبيبة في المستقبل. قصة الطفلة ذات الأصل المغربي نورة، بدأت قبل تاريخ اختفائها عن الأنظار أواخر الشهر المنصرم، حيث لاحظ أهلها تحولات طرأت على مستوى سلوكها الشخصي، ابتداءً من التغيب عن حصص الدراسة بثانوية "فريديرك ميسترال"، واعتكافها على الأنترنت وإنشاءها لحساب "فيسبوك" آخر، وانتهاءً بارتدائها للحجاب، "اعتقدنا أن الأمر له علاقة بتحولات فترة المراهقة، قبل أن نكتشف أن الأمر يعكس التوجهات الجديدة لابنتنا"، تقول والدة نورة للصحافة الفرنسية. بعد 23 يناير، أخطرت أسرة نورة شرطة "أفينيون" باختفاء ابنتها عن المنزل، قبل أن تمكن اتصالات أجراها الأخ الأكبر فؤاد، مع نورة عبر حسابها في موقع فيسبوك ثم عبر الهاتف، تخبره أنها في سوريا و"أن أحوالها بخير وأنها لن تعود أبداّ".. وهو ما تلقته عائلة الفتاة بالدهشة والصدمة وكثير من الحسرة، "كيف يمكن لنورة القاصر والمراهقة أن تتحول إلى جهادية وتتركنا". مغامرة نورة "الجهادية" صوب الأراضي السورية المشتعلة ابتدأت، وفقاً لمعطيات قدمتها أسرتها للصحافة، يوم 23 يناير الماضي، حيث غادرت منطقة أفينيون حاملة حقيبتها و550 أورو في جيبها، متوجهة إلى باريس عبر القطار، قبل أن تستقل طائرة توجهت بها إلى مطار اسطنبول الدولي، لتلتقي حينها ب"مرشد خاص" الذي أدخلها إلى الأراضي السورية، لتنظمّ بعدها إلى إحدى الفصائل الإسلامية المقاتلة. أفكار نورة الجهادية، أثبتتها تحقيقات الشرطة الفرنسية أجريت على حاسوبها الشخصي، حيث كانت تتردد في الآونة الأخيرة على مواقع "جهادية"، فيما يؤكد فؤاد أن أخته تعرضت لاستقطاب و"غسيل مخ" من قبل جماعات متطرفة.. في وقت شدّ فؤاد الرحال هذا الأسبوع صوب الحدود التركية السورية أملا في لقاء أخته وإقناعها بالرجوع إلى حضن الأسرة بفرنسا. مفاجأة غريبة أخرى تتلقاها أسرة نورة الماضي، وفقا لمصادر إعلامية فرنسية، هو اتصال اثنين من المقاتلين في سوريا، "أحدهما يتحدث العربية والآخر الفرنسية"، يقول غاي كنون، محامي الأسرة، يطلبان يد نورة للزواج في سوريا، وهو ما رفضه أب نورة بشدة، فيما شدد أحد المتصلين أن النكاح يمكن أن يتم عبر الهاتف فقط !. هل تحمل نورة السلاح أم ستكون فقط مسخرة لاستغلال جنسي؟? سؤال ما فتئ يطرحه المحامي كنون حول مصير نورة في سوريا بالنظر إلى صغر سنّها، مضيفا أن القضية لا تتعلق ب"جهادية" خطيرة، بل بفتاة مراهقة تم التلاعب بعقلها واستغلال سذاجتها، إنها ضحية لشبكات جهادية منظمة وخطيرة تمكنت من اختراق وسطها العائلي. قصص الجهاد او التجنيد الارهابي لا تنتهي للاطفال والقاصرين ، تخترق العائلات والمجتمعات واضحى العالم الافتراضي قادرا على سوق اطفال الى جحيم الحرب والموت، بدون اختيار ولا قرار . المغرب يحضر اجتماعا أوروبيا لمواجهة الجهاديين المتدفقين على سوريا كشفت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية، أمس الخميس، أن أوروبا تكثف وتحشد جهودها لمواجهة ظاهرة تدفق الجهاديين الاوروبيين الى سوريا للانخراط فى المعارك الدائرة فى البلاد الى جانب التنظيمات الاسلامية الاكثر تشددا. وأضافت اليومية الباريسية ان وزراء الداخلية الاوروبيين سيعقدون ببروكسل اجتماعا لبحث التدابير الواجب اتخاذها لمكافحة توجه الجهاديين الاوروبيين الى سوريا.. مشيرة إلى أن الرهائن الفرنسيين الصحفيين الاربعة الذين تم تحريرهم قبل ايام من سوريا خضعوا خلال الفترة القليلة الماضية الى جلسات استماع من قبل ادارة الاستخبارات الداخلية الفرنسية حيث عرض خبراء مكافحة الارهاب عليهم ايضا اصوات الجهاديين الفرنسيين بسوريا والتى تم رصدها خلال عملية تنصت على الهواتف وذلك على امل التعرف على مختطفهيم. وأوضحت " لوفيجارو" ان وزراء داخلية تسع دول اوروبية معنية بظاهرة تدفق اعداد من مواطنيها على سوريا سيجتمعون لاحقا بحضور ممثلين من كل من الولاياتالمتحدةوتركيا وتونس والمغرب. ولفتت الصحيفة الفرنسية الى أن سوريا تجذب اكثر من اى دولة اخرى " المرشحين للانخراط فى الحرب المقدسة" حيث ان اعداد الجهاديين الفرنسيين فى سوريا باتت " مقلقة للغاية" لاسميا مع وجود 300 فرنسي يقاتلون فى شمالى سوريا الى جانب 200 من بلجيكا، ومائة هولندى، وما بين 300 الى 400 بريكانى، وعشرات الالمان، وما يتراوح ما بين 50 الى 100 امريكى. واضافت ان اكثر من 15 الف من الاجانب من 70 دولة يتواجدون حاليا فى الاراضى السورية وينضمون فى غالبية الاحيان الى صفوف الجماعات الاسلامية الاكثر تشددا كجبهة النصرة وهى احد فروع تنظيم القاعدة، وتنظيم الدولة الاسلامية فى العراق وبلاد الشام (داعش). وفى السياق ذاته.. اكدت " لوفيجارو" ان الادارة الامريكية تخشى من تدفق "عملاء تنظيم الباعدة" على سوريا وتحويل الاخيرة الى " افغانستان جديدة".. مضيفة ان سلطات واشنطن تتابع عن كثب ملف الجهاديين الامريكيين والاوروبيين الذين يتدفقون على الاراضى السورية وتركز بشكل خاص على ما يقرب من اثنى عشر عميلا للقاعدة يتحركون من باكستان باتجاه سوريا من اجل تجنيد " مسلمين غربيين" بهدف القيام بعمليات ارهابية مستقبلية فى اوروبا والولاياتالمتحدة. ونقلت اليومية الفرنسية عن رئيس الاستخبارات الامريكية " سي اى ايه" جون برنار قوله ان بلاده تخشى من استخدام الاراضى السورية من قبل تنظيم القاعدة بهدف تجنيد اشخاص وتطوير امكانياتهم (القتالية) لارتكاب المزيد من العمليات بسوريا ويضا استخدام الاخيرة لتكون " قاعدة انطلاق" بالنسبة للقاعدة.