تزامنا مع الحملة الفيسبوكية "زيرو كريساج"، خرج الآلاف من سكان مدينة القصر الكبير، مساء أول أمس الخميس، في تظاهرة حاشدة للتنديد بالانفلات الأمني الخطير الذي تشهده المدينة، بعدما أصبح المواطنون يهابون مغادرة بيوتهم بعد غروب الشمس، خوفا من بطش العصابات وقطاع الطرق المدججين بالسيوف، في ظل الارتفاع المهول في معدلات الجريمة بمختلف أنواعها. وانطلقت التظاهرة التي استمرت لما يزيد عن ثلاثة ساعات، بوقفة احتجاجية أمام مفوضية الشرطة، قبل أن تتحول إلى مسيرة جابت العديد من الشوارع، لتنتهي بوقفة أمام المستشفى المحلي، حيث طالب المحتجون كلا من وزير الداخلية، محمد حصاد، والمدير العام للأمن الوطني، عبد الللطيف الحموشي، بإرسال تعزيزات أمنية ومعدات وتجهيزات لوجيستيكية كافية، بهدف قيام رجال الأمن بواجبهم الذي يقتضي حماية المواطن وممتلكاته، ولتسريع التدخلات الأمنية، وتفعيل الحكامة الأمنية، بدل الحلول الترقيعية، حتى لا يبرر المسؤولون المحليون كعادتهم، الوضع المقلق بقلة العناصر الأمنية وضعف الدعم اللوجيستيكي، كما طالبوا وزير العدل، مصطفى الرميد، بإعطاء أوامره لتفعيل تجريم "حمل السلاح الأبيض" مع التشديد في معاقبة حامليه، الذين يعمدون إلى ارتكاب جرائم القتل وتهديد أمن وسلامة المواطنين بدم بارد. وأدان المتظاهرون التصرفات اللامسؤولة لعدد من السياسيين الذين يحاولون الركوب على ملف الانفلات الأمني وجعله حملة انتخابية، كما نفوا تمثيلهم لأي لون سياسي، مؤكدين أن التظاهرة شعبية، حيث حاول منظمو التظاهرة توضيح الأمر للمواطنين، خاصة بعد دخول نواب برلمانيين على الخط، ومحاولتهم الركوب على المسيرة لكسب نقاط من أجل الانتخابات التشريعية التي صارت على الأبواب. وقد شارك في التظاهرة، التي دعت إليها الجمعية الوطنية لحقوق الانسان، مختلف الفئات الاجتماعية، اطفالا ونساء ورجالا، كما شارك بعض سكان القرى المجاورة، الذين يعانون من العديد من الاعتداءات بشوارع المدينة، من بينهم أسرة شقيقين تم قتلهم بتراب جماعة القلة، وأسرة وأصدقاء وزملاء التلميذ "مروان الحمري" الذي كان عائدا، ليلة الثلاثاء المنصرم، من حومة المعسكر القديم، حيث كان يراجع دروسه استعدادا لامتحانات الدورة الاستدراكية، ففوجئ بالملقب "الرامبو" وهو يهاجمه بحي السلالين، حيث أصابه بجروح بليغة، عجلت بنقله إلى مستشفى بن سينا بالرباط، بهدف إنقاذ حياته، لكن الموت كان قدره الأخير.