أنهى مؤخرا المخرج محمد مفتكر فيلمه السينمائي الطويل، وهو إنتاج مشترك مغربي-فرنسي، لم يستقر بعد على عنوان له.. فيلم حاول من خلاله مفتكر مقاربة موضوع الأب، الذي تطرق إليه في أفلامه السابقة، بأسلوب جديد. أنهى المخرج، محمد مفتكر، تصوير آخر أعماله السينمائية الطويلة، وهو إنتاج مشترك بين فرنسا والمغرب، وقد استغرق اشتغاله عليه ما يقارب الثلاث سنوات، حسب ما صرح به ل« اليوم24»، في حديثه عن فيلمه الذي لم يحدد بعد العنوان الذي سيخرج به، وإن كان اشتغل عليه تحت عنوان «طفل الصمت»، مؤكدا أنه لن يعرف طريقه إلى القاعات السينمائية قبل سنة من الآن. وصرح مخرج الفيلم، الذي كتب له السيناريو أيضا، أن فيلمه استغرق حوالي ثلاث سنوات ما بين الكتابة وإعادة الكتابة، والبحث عن موارد تمويله، والبحث عن أماكن التصوير واختيار الممثلين المناسبين، بالإضافة إلى زمن التصوير. وحاول مفتكر في عمله الجديد ملامسة تصور الطفل لسلطة الأب، وانتظارات هذا الأخير بما تحمله من آمال وتوقعات أب يسعى إلى خلق نموذج يراه في طفله. كما يصور هذا الفيلم محاولة الطفل إرضاء أبيه وإن كان ذلك يتعارض مع أحلامه وطموحاته الخاصة. يرصد الفيلم أيضا اكتشاف الطفل للحب كعاطفة نبيلة، وسعيه إلى إدراك كنه مفهوم الحب، ليصل المخرج من خلال كل هذا إلى أن مشاعر الحب التي يعيشها الكبار هي نفسها المشاعر التي يحسها الصغار، وأننا نحب صغارا على المنوال نفسه الذي نحب به ونحن كبار بالغون. ويجسد دور الطفل المتأمل في الفيلم طفل في التاسعة من عمره يقف لأول مرة أمام عدسات الكاميرا، تم اختياره في إطار كاستينغ شمل عددا من الأطفال، «ينضج من خلال تأملاته في الفيلم وتنضج معه رؤية المتفرج»، يقول المخرج. وقد استغرق تصوير هذا العمل مدة ستة أسابيع ونصف انطلقت شهر نونبر الماضي. وسيشارك في الفيلم عدد من النجوم، بينهم الفنان يونس ميكري الذي سيلعب دور الأب الذي يعمل كرئيس جوق موسيقي شعبي، يشتغل في الأعراس، والممثلة منى فتو التي ستلعب دور أم الطفل، بالإضافة إلى الممثل محمد بسطاوي في دور صديق الأب، وزوجته الممثلة سعاد النجار في دور العمة، ثم محمد الشوبي الذي يلعب دور زوجها، والممثلة ماجدولين في دور «شيخة»، و«سليمة بن مومن» وفدوى الطالب أيضا في دور «شيخة»، وعبد الغني السناك ومحمد اللوز من الفرقة الموسيقية «تاكدة». وعن سبب اختياره لهذا الموضوع، قال المخرج: «أنا أشتغل دائما على تيمة الأب، الأب كسلطة، وهو الموضوع الذي ناقشته في كل أفلامي، التي سعيت من خلالها إلى تحديد مفهوم الأب، وذلك تبعا لعلاقتي الخاصة بالأب، الذي افتقدت وجوده وأنا طفل. أسعى من خلال تناول هذا الموضوع إلى استيعاب معنى أن تكون أبا كسلطة، كعطف، كقسوة. وقد صور المخرج عمله الجديد بين كل من البئر الجديد والدار البيضاء، على مدى ستة أسابيع بدأت شهر نونبر الماضي. وجاء اختيار مفتكر التصوير في منطقة البير الجديد تبعا لقصة الفيلم التي تدور في زمن السبعينات، والتي تحتاج إلى حي بمواصفات تلك المرحلة، وهو ما عثر عليه المخرج في مدينة البير الجديد، حسب ما صرح به ل« اليوم24». وقال مفتكر إن تصوير الفيلم مر في ظروف جيدة، وذلك بفضل جو الانسجام الذي ساد أثناء التصوير، والتضحيات التي قدمها كل من الفريق التقني والفريق الفني، اللذين آمنا بالفيلم وسعيا إلى الاندماج كما يجب في الفترة التي يعكسها الفيلم، وهي فترة السبعينات. وبخصوص موعد خروج الفيلم، الذي حصل على دعم المركز السينمائي، إلى القاعات، صرح المخرج بأنه لن يخرج قبل حوالي سنة من الآن.