منذ تنصيب حكومة بنكيران، أول حكومة بعد دستور 2011 ولعنات الفضائح تطارد عددا من وزراء الحركة الشعبية، وهو ما يسائل الطريقة التي يعتمدها الحزب لاختيار وزرائه، حيث تواجه قيادة السنبلة اتهامات بتهميش الكفاءات واعتماد معيار القرب من ذوي النفوذ في الحزب لتولي المسؤولية الوزارية. ورغم ابتعاد وزراء الحزب عن الأضواء وتجنب "البوليميك السياسي" في عدد من القضايا، إلا أن الفضائح التي رافقتهم جعلتهم طيلة الولاية الحكومية عرضة للهجوم من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بدءا بفضيحة الشوكلاطة التي تورط فيها الوزير عبد العظيم الكروج، وفضيحة "الكراطة" التي تورط فيها محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة سابقا ، فضلا تورط محمد مبدع، وزير الوظيفة العمومية في قضية برلسكوني والمغربية "روبي"، وأخيرا، فضيحة استيراد النفايات الإيطالية بترخيص من حكيمة الحيطي، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة والقيادية في الحزب. هذه الفضائح التي ارتبطت بحزب "السنبلة"، أعادت النقاش حول مساطر الاستوزار باسم الحزب، والذي يعيش، عند تشكيل كل حكومة "زوابع" تنتهي بتكريس المقربين من الثالوث المسيطر على الحزب "العنصر وعسالي وأوين"، وتهميش الباقي. فضيحة الشوكلاطة..أحرجت بنكيران وأطاحت بالكروج في الوقت الذي كان رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران يتحدث عن نزاهة وزرائه وحرصهم على حماية المال العام، انفجرت في وجه الحكومة الفتية فضيحة كبيرة عرفت "بفاتورة الشوكلاطة"، حيث قام عبد العظيم الكروج، وزير الوظيفة العمومية. بشراء كمية كبيرة من الشوكولاتة لحفل عقيقة ابنه، على حساب مالية الحكومة، بكلفة بلغت 33 ألف و735 درهم. ورغم نفي الكروج صحة هذا الخبر، واعتبره لا أساس له من الصحة، إلا أن تحقيقا أجراه المكتب السياسي لقيادة الحركة وتم رفعه لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، كشف أن فاتورة الشوكلاطة كانت آخر وثيقة وقعها الكروج قبل ان يصبح وزيرا منتدبا مكلفا بالتكوين المهني. وظلت فضيحة "الشوكلاطة" تطارد الوزير عبد العظيم الكروج إلى أن تم إعفاؤه من مهامه في اليوم الذي استقال فيه الحبيب الشوباني وسمية بن خلدون من مهامها بعد الجدل الذي أثير حول خطبتهما. كراطة أوزين..فضيحة تابعها العالم على الهواء مباشرة فضيحة أخرى انفجرت في وجه حزب الحركة الشعبية، وكان بطلها محمد أوزين، المعروف بقربه الكبير من القيادية في الحزب حليمة العسالي، وهي الفضيحة التي باتت تعرف بفضيحة "الكراطة"، حيث فوجئ الجمهور المغربي والعالمي الذي كان يتابع مباريات كأس العالم للأندية الذي احتضنه المغرب للمرة الرابعة على التوالي بغرق مركب الأمير مولاي عبد الله الذي جهز لاحتضان نصف مباريات كأس العالم للأندية، قبل أن يظهر عدد من العمال يحملون "كراطات" داخل الملعب، مما جلب موجة من الغضب على أوزين. ورغم عبارة "الطابور الخامس" التي ظل يرددها أوزين على مسامع الغاضبين منه واتهامهم بسوء النية وغياب روح المواطنة، إلا أن تصاعد حدة الغضب الشعبي ودخول الملك محمد السادس على الخط عجل بتقديمه لاستقالته. مبدع وروبي وبرلسكوني لم يكد ابن مدينة الفقيه بنصالح، محمد مبدع يقض بضعة أشهر في حكومة بنكيران الثانية حتى فتح ملفا شائكا جلب عليه متاعب لا حصر لها. مبدع أكد في حوار صحفي أن رئيس الوزراء الإيطالي السابق " سيلفيو بيرلوسكوني" بريء من تهمة ممارسة الجنس على القاصر المغربية كريمة محروق الشهيرة ب"روبي". مبدع صرح أنه وقع شهادة ميلاد "روبي" سنة 1992 باعتباره رئيسا لبلدية الفقيه بنصالح، وهو ما يعني أنها لم تكن قاصرا حين مارست الجنس مع "برلسكوني" سنة 2011. زلة لسان لم يكن يدري الوزير الحركي، محمد مبديع، وزير الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، أن تُحدث ضجة عالمية، حين برّأ، من حيث لا يعلم، رئيس الحكومة الإيطالية السابق، سيلفيو برلسكوني، من تُهمة ممارسته الجنس مع الراقصة المغربية كريمة محروق، ابنة الفقيه بن صالح والشهيرة ب"روبي"، لاعتبارها قاصراً وقت الواقعة في العام 2011، حين صرح في حوار صحفي أنه وقّع شهادة ميلاد كريمة في الحالة المدنية سنة 1992، حيث كان، ولا يزال، رئيساً لبلدية الفقيه بن صالح. تصريحات مبدع أحدثث جدلا في إيطاليا، خاصة بعدما طالب دفاع "برلسكوني" بفتح تحقيق في تصريحاته، قبل أن يتراجع مبدع عن تصريحاته. الحيطي ونفايات إيطاليا لم تكد حكيمة الحيطي، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة أن تتجاوز حدة الانتقادات التي تعرضت لها على إثر تصريحها الشهير بكونها تشتغل 22 ساعة في اليوم، حتى بدأت معالم فضيحة جديدة توشك على الانفجار في وجهها، على بعد أشهر من نهاية الولاية الحكومية الحكومية الحالية. ويتعلق الأمر بترخيص حكيمة الحيطي باستيراد 2500 طن من النفايات الإيطالية وإدخالها للجرف الأصفر من أجل استعمالها في صناعة الإسمنت، وهو ما جر عليها موجة غضب واسعة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين لم يترددوا في المطالبة بإقالتها، بسبب النفايات المستوردة التي اعتبروها خطرا محدقا بالبيئة وبصحة المواطنين. قضية حكيمة الحيطي لم تعد حبيسة الفضاء الأزرق، بل إن عددا من الجمعيات تستعد مساء اليوم السبت للاحتجاج ضدها، كما أن البرلمان المغربي دخل على الخط، والذي يرتقب أن يشكل لجنة لتقصي الحقائق حول الموضوع.