نشرت مجلة "إل مانيفستو" الإيطالية تحقيقا عن "فضيحة" النفايات الإيطالية التي وصلت المغرب، وهو التحقيق الذي خلص إلى معطيات دقيقة زادت من لف الحبل على عنق الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة، حكيمة حيطي، التي تدافع على "الصفقة". التحقيق الذي نشر تحت عنوان "من أرض النيران إلى المغرب"، نقلت عبره المجلة الإيطالية تفاصيل الضجة التي تسببت فيها النفايات التي انطلقت من منطقة "تافيرنا ديل ري"، وهي منطقة معروفة باحتوائها ملايين الأطنان من النفايات التي تسعى السلطات الإيطالية إلى التخلص منها، كما قدمت معطيات علمية عن خطورة حرق النفايات في أفران الإسمنت على البيئة. وحسب الصحفي "راكيلي جونيللّي"، الذي أعد التحقيق "فهذه النفايات وصلت المغرب لأجل إحراقها في أفران مصانع الإسمنت في المغرب في تحدٍّ للقوانين الأوربية في ما يخص إنبعاثات مادة الديوكسين". ويفسر موقع ويكيبيبديا مركبات الديوكسين بكونها من أكثر السموم الكيماوية فتكًا، والتي تؤثر على الصحة وتتسبب في السرطان، كما تتلف جهاز المناعة. المنبر الإيطالي أورد وجهة نظر علمية وإستفسر عالم بيئة إيطالي يدعى "باولو رابيتي"، وهو أحد أكبر المتخصصين في النفايات السامة في إيطاليا، عن نوعية هذه النفايات وعن مدى خطورتها عن البيئة. أوضح هذا الأخير أن هذه النفايات "تتسبب في مشاكل كثيرة"، ولو كانت من النوع غير السام أي "RDF Refuse Derived Fuel ". يقول العالم الإيطالي في تصريحه للمجلة: "إن جزيئات الديوكسين (التي توجد في النفايات) تتفكك بتعريضها لدرجات حرارة جد عالية، لهذا تفرض القوانين الأوربية حرق هذه النفايات في درجات حرارة تفوق 850 درجة، لكن الحرارة وحدها لا تكفي لتدمير هذه المركبات الكيماوية(الديوكسين)، بل يتطلب أنظمة وتقنيات معالجة ومكافحة الثلوت معتمدة، وتحترم القوانين الأوربية..وأفران الإسمنت لا تتوفر على هذه التقنيات المتطورة الباهضة..في المغرب الوضع مختلف لأنه لا يخضع للقوانين الأوربية وبالتالي فهو ليس عرضة للغرامات الأوربية في هذا الباب…". ويعتبر "باولو رابيتي" أحد أكبر المهتمين والباحثين في الشأن البيئي في إيطاليا. ابن مدينة "مانتوفا، يشتغل أستاذا جامعيا ومن أشهر الإستشاريين في الشؤون والكوارث البيئية لدى عدد كبير من المحاكم الإيطالية، وله كتب ودراسات خاصة حول الأخطار البيئية للنفايات والمصانع في إيطاليا، وله كتاب خاص عن نفايات "أرض النيران" التي وصلت شحنة منها إلى المغرب. هذا الكتاب يتحدث عن خطورتها كما ينقل شهادات حية وصادمة من منطقة نابولي ومن جهة ""كامبانيا" ويحمل عنوان "البال الإكولوجي. حقيقة المطارح، وأفران الحرق، والتخلص غير المشروع من النفايات.."، كما له كتاب آخر بعنوان "الديوكسين الحقائق الخفية". ويخلص كاتب التحقيق إلى أن "كلفة ( التخلص من النفايات في المغرب) قد تكون جد مناسبة، رغم تكلفة النقل البحري، خاصة إذا أخدنا بعين الإعتبار أن إيطاليا ملزمة بتنفيذ حكم للمحكمة الأوربية بأداء غرامة للإتحاد الأوربي قدرها 120 ألف أورو، عن كل يوم تأخير إلى غاية التخلص من نفايات "أرض النيران".