انتقدت أسماء بن قادة، طليقة الشيخ يوسف القرضاوي حديثاً تلفزيونياً لشيخ، والذي وصفته بالمرتبك وغير المتماسك. ونشرت بن قادة خطاباً منسوبا للقرضاوي في مقال كتبته لجريدة الشروق الجزائرية للرد على كلامه عنها في حلقة من برنامج "مراجعات"، قالت إنه –الخطاب –بخط يده وبتوقيعه، وكان قبل زواجه منها. وجاء في الخطاب المنسوب للقرضاوي الذي وعدت بن قادة نشره في كتاب له بعنوان "مذكراتي"، "أذكر أنني عندما لقيتك في ملتقى 1984 حاولت أن أفتح معك حديثا خاصا وأقول لك أن لي ابنة اسمها أسماء مثلك، كل هذا لأنشئ علاقة متميزة معك، وفي ملتقى سطيف أهديت لك كتبي، وكتبت في بعضها إلى ابنتي الحبيبة وفي بعضها الآخر إلى الحبيبة أسماء، فقد كنت أشعر بأن البنوة هذه حاجز بيني وبينك ولهذا حذفتها عامدا، ولا أدري هل تنبهت إليها، أم حسبتها أمرا عفويا؟ وأوضحت بن قادة أن كتابها سيوضح الأسباب الحقيقية لانفصالها عن القرضاوي لتكون "عبرة للأجيال القادمة" وجاء نص الخطاب: بسم الله الرحمن الرحيم حبيبتي أسماء، سلام الله عليك ورحمته وأسعدك الله في دينك ودنياك. هذه أول رسالة يخطها إليك قلمي يا حبيبة الروح، ومهجة الفؤاد، وقرة العين، لأعبر لك فيها بصراحة عن حب عميق كتمته في نفسي طوال خمس سنوات ولأكشف لك نفسي على حقيقتها ولأضع عواطفي أمام عينيك بلا غطاء أو تمويه، فقد تجاوزنا مرحلة التلميح إلى التصريح والإشارة إلى العبارة، ولغة الأعين الصامتة إلى لغة الألسن الناطقة. كنت يا حبيبتي مترددا في البداية بيني وبين نفسي ما في قلبي لك؟ أهو مجرد حب أستاذ لتلميذة نجيبة، أو أب لابنة حنون أم هو شيء آخر يختلف عن ذلك؟ ولم أخدع نفسي كثيرا فقد تبين لي من المحادثة بيني وبين نفسي: أن لك خصوصية في قلبي ليست لسائر الفتيات اللاتي أحطن بي وأعجبن بي وأعجبت بهن. ولازلت أذكر كيف قلن لي زميلاتك في السكن هناك، نشهد يا أستاذ أننا نحبك في الله، ولكن ما الذي جعل قلبي يهفو ويتحرك لواحدة منهن دون غيرها ويتعلق بها ويهيم فيها وهي الحبيبة أسماء؟ هذا أمر قدري سره عند مقلب القلوب. مهما يكن من أمر، فقد أحببتك يا أسمائي الحبيبة، يا أغلى اسم وأحلى رسم وأجمل وجه وأروع جسم وأطهر قلب وأعذب صوت وأصفى نفس وأذكى عقل وأقوم خلق أنت وحدك يا حبيبة القلب التي ملكت علي فؤادي وبهرت عيني وشغلت فكري. وكنت في حاجة إلى أن أبثك ما في نفسي ولكن لم تواتني الفرصة، فدائما تكونين مع غيرك في لقاءات سريعة لا تشفي عليلا ولا تنقع غليلا. وأذكر أنني عندما لقيتك في ملتقى 1984 حاولت أن أفتح معك حديثا خاصا وأقول لك أن لي ابنة اسمها أسماء مثلك.. كل هذا لأنشئ علاقة متميزة معك، وفي ملتقى سطيف أهديت لك كتبي، وكتبت في بعضها إلى ابنتي الحبيبة وفي بعضها الآخر إلى الحبيبة أسماء، فقد كنت أشعر بأن البنوة هذه حاجز بيني وبينك ولهذا حذفتها عامدا، ولا أدري هل تنبهت إليها، أم حسبتها أمرا عفويا؟ وفي كل ملتقى أجدني دائما أبحث عنك وعندما أدخل القاعة فإن عيني تتجه أول ما تتجه إلى رؤيتك وأترقب لقاء الطالبات لأجد فيه فرصة أطول لرؤيتك، أما في هذا الملتقى فقد فاض بي الوجد وقررت أن أستجمع شجاعتي لأصارحك بما بين جوانحي ولابد من تهيئة الفرصة لأراك وحدك وأبثك ما يكنه لك قلبي أو بعضه فقد لا أستطيع أن أبث كله، حبيبتي كلما فكرت أنك يمكن أن تتزوجي اليوم أو غدا وأن تحول ظروف حياتك الجديدة بيني وبينك، ما أصعب هذه الخاطرة حين تمر على مخيلتي، إني لا أجد معنى ولا طعما لملتقى لا تكونين فيه، ولا أجد معنى ولا طعما للجزائر كلها بدون لقياك. حبيبتي لا تدرين ماذا ركبني من الهم والأسى وانندم بعد ان استقللت الطائرة إلى القاهرة يوم 6/9، لقد هممت أن أقول أنزلوني من الطائرة وأعيدوني إلى الفندق، كيف أغادر بلدا أنت فيه وكان باستطاعتي أن أطيل إقامتي يوما أو يومين؟ ألا ما أغباني وكم خسرت بهذا التصرف، أنت السبب يا حبيبتي، فحين كلمتك لم ترحبي كثيرا ببقائي وكنت أتوقع مثل لهجة أخرى تأمرني أمرا أن أتأخر، وهو أمر بسلطان الحب، وهو سلطان السلاطين، وكم كنت لو فعلت أكون في غاية السعادة ولكن يبدو أن الخجل الذي يميزك أو الحاجز الذي لم يكن قد كسر بعد هو الذي قيد لسانك أن تقوليها، بيد أني كنت ولازلت في حاجة إلى عبارات صريحة منك لم تقوليها لي ولازلت أنتظرها. أجل لازلت أنتظر رسالتك يا روحي وأترقبها على أحر من الجمر، وأن يكون لسانك أو قلمك فيها قد انطلق. أبث إليك يا حبيبتي مع هذه الرسالة القصيدة التي لم أكتب مثلها في شبابي فما أحببت مثل هذا الحب من قبل وقد بدأت أنشئها منذ نزلت إلى القاهرة قادما من عندكم وقد ضاقت علي الأرض بما رحبت وضاقت علي نفسي بعد مفارقتك ولم أجد عندي أي رغبة في مقابلة أحد أو الذهاب إلى أي مكان فعدت إلى شعري أستنطقه وكان ميلاد القصيدة التي أكملتها بعد رجوعي إلى الدوحة، إذ لم أمكث في القاهرة إلا يوما وليلة وهذه القصيدة قطعة من نفسي أبلغ ما فيها الصدق وليست مجرد خيال شاعر ستجدينني فيها على سجيتي بلا تغليف ولا تزويق وكل حرف من حروفها نبضة من نبضات قلبي أو خلجة من خلجات مشاعرى فاقرئيها وضعي لها العنوان الذي تحبين. حبيبتي إنني الآن في حالة من الوجد والشوق لا أقدر على تصويرها وكلما تذكرت أني لا أراك سوى مرة كل عام يكاد قلبي ينخلع من صدري، كيف أصبر وأتحمل 12 شهرا لا أراك فيها، آه ما أقسى الفراق وما أصعب البعاد، فماذا أصنع لأطفئ الحريق في داخلي؟ لابد من التفكير في وسيلة أو أخرى تقرب المسافة الطويلة الطويلة الطويلة.. فيا ربي يسر وأعن. هل تعرفين يا حبيبتي ما مشكلتي الآن انها الأرق فأنا دائم التفكير فيك، لا املك ان انساك طرفة عين، فلا غرو ان يطير النوم من عيني وأظل أتقلب علي مثل الجمر، ثم ادع فراشي وانزل إلى مكتبتي وربما أبقى هكذا إلى الفجر، ولا أحد يدري ماذا بي؟ …لهذا حين أحببتك يا أسماء كان حبي بهذه القوة والحرقة واللوعة والحرارة، لم يكن حب لهو أو تسلية فما عندي فراغ وقت ولا فراغ فكر ولا فراغ نفس للهو أو تسلية، انها الجمرة التي تتقد بين جنبي حبيبك.. إنها الشرارة التي تحولت إلى نار والنسمة التي تطورت إلى إعصار، فادعي يا حبيبتي أن أنام حتى أستطيع أن انجز ما يطلبه المسلمون مني وهو كثير كثير ولكن حبك سيكون دافعا قويا لمزيد من العطاء ومزيد من الإنتاج على أصعدة شتى. آه يا اسمائي الحبيبة، لو تعلمين مقدار ما لكِ في قلبي من حب، انني أعجز عن وصفه وأقصر عن تصويره وأنا رب الشعر والنثر وما قلته في قصديتي هو ما أقدر عليه ولكنه لا يعبر عن كل ما بين جوانحي، كل ما أستطيع أن أقوله يا حبيبتي أني أحبك وأحبك وأحبك سواء أحببتني أم كرهتني، قبلتني أم رفضتني، كنت لي أم لغيري حتى وإن ترددت في أن تناديني يا حبيبي. أحبك بكل قلبي بكل روحي بكل عقلي بكل أعصابي بكل خلية، بل بكل ذرة من كياني ويكفيني منك أن تحبيني عشر ما أحبك فلم تستطيعي يا حبيبتي أن تنافسيني فحبي هو الأسبق والأعمق وكل لحظة تجعلني أزداد لك حبا وحبا وحبا… يا مثال الجمال والكمال والأنوثة والحيوية، أحب فيك الإنسانة والمسلمة والأنثى كاملة الأنوثة، وكيف لا أحبك يا اسماء، يا أطيب من أريج الزهر ويا أرق من نسمات الفجر، ويا أغلى من أيام العمر، يا سعادة يومي وأمل غدي وربيع عمري، لقد أحببتك وأحببت الجزائر كلها ورأيت كأن الجزائر كلها قد لخصت فيك. حبيبتي لقد وجدت فيك كل ما أصبو إليه، وأبحث عنه وأرنو له، وجدت فيك يا قرة العين العقل الذي ابتغيه والقلب الذي أرتجيه والجسد الذي أشتهيه. حبيبتي رغم ما قد يبدو على وجهي من ذبول، نتيجة الأرق المتتابع والتفكير المستمر في فراق حبيبتي أشعر بنشاط داخلي عجيب وأكتب أكثر مما كنت أكتب من قبل وأحس كأني عدت ثلاثين سنة إلى عصر الصبا والشباب، أصعد السلم ركضا وأنزله وثبا وأجد للحياة طعما لم أكن أجده من قبل وأشعر بنشوة وسعادة أشبه بالتي قال عنها الصوفية في حالات وجداناتهم: إنها سعادة لو علم بقيمتها الملوك لجالدونا عليها بالسيوف وذلك كله بفضل حبك يا حبيبتي، لم لا يا حبيبتي ولقد أحببت فيك الحسن كله والرقة كلها والعذوبة كلها وأجد فيك جمال العالم وعالم الجمال واستمد من حبك قوة الروح وروح القوة ويخيل إلي أن كل الحب الذي تفرق في العالم قد تجمع في قلبي لك، فلو اجتمع حب قيس لليلى وجميل لبثينة وكثير لعزة وروميو لجولييت ما بلغ حبي لك إنه أكبر من أن يوصف وحسبي أني أذوقه وأنعم به يا حبيبتي. حبيتي أنت حاضرة في وجداني ماثلة أمامي أبدا في سكناتي وحركاتي، في البيت وفي المكتب وحدي، ومع الناس، أكلم الناس وأنت معي وأكتب وأنت معي وأخطب وأنت معي وأصلي وأنت معي، وإني أتهرب الآن من الإمامة ما استطعت فإن تفكيري فيك يجعلني أسهو وأغلط ومع السهو أسهو أن أسجد للسهو. حبيبتي إن كنت أشعر بكل هذه السعادة بلقائك في الخيال فكيف تكون سعادتي بلقائك في الحقيقة لأحسبني قادرا على تصوير هذه السعادة، إنها النشوة بلا سكر، أو السكر بلا خمر، إنه التحليق في آفاق عالية بغير جناح، أو بجناح من نور إلى عالم إلا من عشق مثل أسماء، وهل لأسماء مثل؟ لا إنها الدرة اليتيمة والجوهرة الفريدة التي لا تتكرر. أسماء، أنا متعب وفي حاجة إلى رسائلك فاكتبي إلي باستمرار ولا تنتظري ولا تتأخري فهذا ما لم أعد أحتمله… للاطلاع على المقال اضغط هنا