-إلى آسيا جبار- نور الدين محقق المدن التي أحببتها كثيرة. أحببت مدينة الدارالبيضاء لأنها التربة التي ولدت فيها، التربة التي عانقني هواؤها لحظة خروجي من بطن أمي. أحببت مدينة باريس قبل أن أعرفها، أحببتها في أشعار بودلير ورامبو وفرلين ومالارميه، أحببتها في أغاني جاك بريل وايديت بياف، وميراي ماتيوه، أحببتها في روايات فكتور هيغو كما في أشعاره، أحببت أيضا، مدينة روما. تتبعت كل الأفلام التي قدمت عنها، بحث عن تقاسيم ملامحها في روايات ألبرتو مورافيا، عانقتها في لحظات حلمي وصحوي ولم أشف من داء حبي لها إلا حين تعلقت بي إحدى بناتها الفاتنات، التي غاب عني اسمها، وإن ظلت ملامحها قوية من شدة انغماسها في شغاف قلبي، فأسميتها بيني وبين نفسي باسم صوفيا، تيمنا باسم الممثلة العالمية صوفيا لورين. لابد أن أحكي لكم عن قصتي مع هذه الفاتنة ذات قصة آتية لاشك في ذلك، أحببت وبجنون مدينة نيويورك، بل لقد ظننت في لحظة زمنية من عمري، أني سأصبح واحدا من أبنائها حين شاءت الأقدار أن أفوز بقرعة الهجرة إلى أمريكا صحبة عائلتي، وأحببت بالإضافة إلى هذه المدن الفاتنة روحا وجسدا، تاريخا وجغرافيا، حلما وواقعا، مدينة أخرى بسيطة في عمرانها لكنها وهي الهادئة كحمامة، تترك أثرا لا يمحى في قلب ساكنها فبالأحرى في قلب الذي قضى بين جدرانها وشوارعها ومقاهيها وجامعاتها بعض أجمل السنوات من عمره الذهبي، هذه المدينة هي مدينة ستراسبورغ، وكم كان سروري كبيرا حين وجدت روائية كبيرة هي آسيا جبار قد أحبتها مثلي، وكتبت عنها رواية تحمل عنوانا جميلا هو _ليالي ستراسبورغ_. لن أحدثكم عن الرواية ولا عن صاحبتها الألمعية، لكني في المقابل سأحدثكم عن ليالي أنا في هذه المدينة، وسترون أن ليالي هاته أجمل بكثير من نهاراتكم، كما يقول راسين، في إحدى مسرحياته. لا لشيء إلا لأن النهارات بصفة عامة تمحو ما تخلفه الليالي، وأنا أسعى لأن تكون آثار ليالي خالدة على الأقل في أذهانكم، وحتى لا أطيل عليكم كثيرا. سأبدأ حكايتي كما تفعل شهرزاد تماما، سأبدأها من نقطة انطلاقها، ثم أعرج بكم على عقدتها، أما الحل فأتركه لكم أنتم. كل واحد منكم يبحث عن الحل الذي يراه جديرا بقصتي. لقد انطلقت هذه القصة بشكل تلعب فيه الصدف دورها الكامل، كنت واقفا قرب المطعم الجامعي الذي أغلق أبوابه منذ لحظة قريبة. كنت أنتظر مجيء صديقتي ذات الشعر الذهبي والعينين الزرقاوين، لأصحبها إلى السينما لمشاهدة فيلم _غاندي_ الذي كان لحظتها قد أحدث دويا كبيرا في مجال الفن السابع، وبما أن الحبيبة اللعينة لم تأت، كعادتها دائما معي، خصوصا في هذه الأيام الأخيرة من علاقتنا الملتهبة، حيث بدأت عيون الطلبة المغاربة تطاردها في كل ذهاب وإياب، من غرفتها في الحي الجامعي إلى مقعدها في المدرجات التي تلجها مزهوة بجمالها الأخاذ، وكل واحد منهم يمني نفسه بسرقتها مني بأي شكل من الأشكال، دون مراعاة لا للصداقة ولا للزمالة ولا حتى للانتماء إلى نفس البلد. وحذار ثم حذار، من الحاسد إذ هو حسد وتمادى في حسده. كنت أعرف كل هذا، وكانت العيون الحسودة تطاردني أنا الآخر، ورغم أن في عين الحسود عود، كما يقول المثل العربي، فإن هذه العيون قد أثرت سلبا على علاقتي بهذه الحبيبة. جعلتها تزداد غرورا على غرور، وجعلتها تمن علي بصداقتها، وتهددني بشكل غير صريح بإمكانية الابتعاد عني، وتركي أعاني الوحدة مثل أولائك الذين يسعون جاهدين لاصطيادها، كانت تردد على مسامعي كثيرا، جملتها التي من كثرة تكرارها حفظتها عن ظهر قلب، احذر يا ولدي، سأجعلك ذئبا جائعا مثل إخوتك. وكنت أجيبها متحديا، دفاعا عن كبريائي، كم أحب الذئاب يا ابنتي، فمهما جاع الذئب يظل محتفظا بجمالية الكبرياء وأنفة الوحشة المهيبة، هذا الأخذ والرد بيننا هو الذي جعلها تدعوني لمشاهدة فيلم _غاندي_ مساء اليوم، وهو الذي جعلها في آخر المطاف تعدل ربما عن موقفها، وتدعني أنتظر أمام المطعم الجامعي، كيتيم في يوم العيد، لكنها جاءت. الحبيبة اللعينة أخيرا جاءت، تتهادى في مشيتها بطريقة تشعل النار في القلب الميت، معيدة إليه دقاته الطبيعية، وتجعل القلب الطبيعي يرتعش من شدة الخفقان إلى حد الخوف من السكوت بشكل نهائي، جاءت لكنها لم تأت لوحدها، جاءت ومعها صديقتها فرانسواز التي كنت على معرفة سطحية بها، جمعتنا بعض اللحظات العابرة إما في كافتيريا الكلية أو في جنبات المدرجات، أو أحيانا كنا نتصادف جالسين في نفس المقهى أو مارين من نفس الشارع، جاءت إذن ومعها صديقتها. لا شيء يهم بعد الآن، المهم في هذه اللحظة بالذات أنها قد جاءت. جات جات العروسة جات، بالحبق والزعفران والسالوفان، كما تقول النسوة عندنا هناك في المغرب، لدى استقبالهن للعروس يوم دخلتها، فهل تكون هذه الليلة تجديدا نوعيا لعلاقتي بحبيبتي كرستين، انتبه يا عزيزي القارئ وأنت يا عزيزتي القارئة إلى اسم حبيبتي هاته، فقد أخلطه باسم آخر لحبيبة أخرى، فتحسبني كاذبا مثل ذلك الذي كان يحكي إحدى مغامرته لأصدقائه عن صيده في الغابة لإحدى الغزالات ولما نادى عليه أخوه ليخبره بشيء معين بعيدا عن سمع أصدقائه، نسي ما كان يحكيه لهم فسألهم لدى عودته إليهم، أين وقفت حكايته، فلما أخبروه، بكونه قد اصطاد غزالة، وأنه قد أجلسها بقربه، ظن المسكين أنه قد كان يتحدث لهم عن غزالة إنسانية، فقال لهم وماذا تنتظرون مني أن أفعل معها، ما يفعله بالطبع الرجل مع زوجته، فانتفض الجمع ضاحكا وهو يضحك معهم دون أن يعرف السبب، يا للمسكين. أعود الآن إلى حكايتي، والعود المقصود هنا الرجوع وليس الحصان بالطبع، والعود أحمد،كما كانت تقول العرب قديما ، قلت لما رأيت حبيبتي كرستين آتية، ابتسمت وفتحت لها ذراعي، فاستقبلتني باسمة وقدمت لي صفحتي خديها لأطبع قبلة نارية على كل خد منهما، كما قدمت لي صديقتها فرانسواز خدها الأيمن هي الأخرى فطبعت قبلة هادئة عليه كعربون صداقة، مسألة القبل هنا مسألة حضارية. المرأة الفرنسية تحديدا والغربية على وجه التعميم، أتحدث هنا عن الطالبات الجامعيات لأني لم اعرف سواهن من النساء هنا، حين تتعرف عليها كصديق، من التحضر والنبل أن تسلم عليها في وجنتيها، وحين لا تفعل ذلك تظن هي أنك قد أسأت الأدب معها وأنك لم تعرها الاحترام اللائق بها، وآه من كثرة القبل التي كنا نهبها مجانا لهؤلاء الفاتنات، ونحن أكثر سعادة منهن، فكل واحد منا في نظرهن الألطف بين الرجال، ونال كذلك عن استحقاق وبامتياز لقب الجنتلمان، الرجل المتحضر الذي يقدر الجمال الأنثوي ويعرف قيمته، بعد تبادل القبل، اقترحت اللعينة كرستين أن ندع مشاهدة الفيلم لمرة أخرى، وأن نذهب لتناول عشاء فاخر على حسابها، في مطعم إيطالي راق، ينسينا أكل المطاعم الجامعية الذي كان يبدو لها بئيسا، في حين والحق أقول لكم، كان يبدو لي غاية في التنوع والغنى. عجنا نحن الثلاثة الذين ملأت السعادة قلوبهم كما كان يخيل لي أو كما كنت أريد بالفعل رؤية الأمور في تلك اللحظة الذاهبة في الزمن الشخصي، على مطعم إيطالي غاية في الجمال التأثيثي، في حين عاج أصدقائي الأشقياء الحسد، كما كان يقول أبو نواس على رسوم بالية يسائلونها متلهفين، علها تمنحهم دفء الحنين وترسل إليهم أطياف نساء وهميات يؤنسن وحدتهم في الليل البارد القارص. ولجنا باب المطعم الإيطالي، تذكرت لحظتها بعض أصدقاء طفولتي، الذين يعيشون الآن في إيطاليا بدون أوراق تسندهم، يبيعون الزرابي، أو يجوبون الشوارع بحثا عن عجوز إيطالية ترأف بغربتهم فتهبهم أوراقا مقابل شبابهم، كما الشيطان وفاوست، في مسرحية غوته الشهيرة. قلت في نفسي باسما لكن في الداخل: دارتها لي قرايتي، واستحضرت نكتة رائعة كنا نحكيها في الدرب، عن ذلك الشاب البدوي، الذي لم ير حماما في حياته، فلما نجح في امتحان الولوج إلى أحد المراكز الوظيفية، وكان مجدا في دراسته، وحصل على غرفة في الحي الداخلي، ولما ولج إلى الحمام لأول مرة، أعجبه تدفق الماء الدافئ على جسده، فظل يصيح وهو في غاية الانشراح، ميّ يا ميّ دارتها لي قرايتي، ولم يدر الشقي _ السعيد أن صوته قد وصل إلى سمع أصدقائه في الغرف الأخرى، فما أن انتهى وارتدى ثيابه، وخرج إلى كافيتريا الحي الداخلي، حتى وجد أن صيحته في الحمام قد تحولت إلى أغنية شعبية ذائعة الصيت. ولجنا كما قلت، أو كما قال سارد الحكاية الذي هو أنا وليس أنا، إلى المطعم. اختارت كرستين مكانا قصيا، فهي صاحبة الدعوة، وما نحن أنا وصديقتها فرانسواز إلا ضيفان. جاء النادل مسرعا، قدم التحية المعتادة، ومنحها ورقة الاختيار، الموني، لم أدر ماذا أفعل، المأكولات المقدمة في هذا المطعم شديدة التنوع، نظرت إلى كريستين وجدتها تنظر إلي بخبث، هل أدركت اللعينة الحيرة التي استولت علي لحظة الاختيار، لماذا يا ربي تكشفنا ملامحنا في مثل هذه اللحظات التي نسعى جاهدين لإظهار قوتنا فيها. قلت لها مبتسما مخفيا من خلال ابتسامتي الارتباك الطبيعي الذي استولى علي، بيتزا مكتملة العناصر، قالت لي كرستين ضاحكة، نعم الاختيار هو، سأفعل مثلك أنا أيضا، إذ إني ما أتيت إلى هنا إلا من أجلها، فعلت فرانسواز مثلما فعلنا. لقد انتصرت. تحول الارتباك إلى زهو، والفضل هنا يعود إلى السينما. لماذا السينما، لأنني لم لو أكن متابعا دقيقا للأفلام السينمائية، لما عرفت البيتزا أصلا، ولا عرفت كيفية الولوج إلى المطاعم الراقية، بل لما عرفت كيف أخاطب المرأة، وأحافظ في مخاطبتي لها على شعورها. ذلك أن السينما هي مرآة الحياة، والذي يعرف كيفية التعامل مع هذه المرآة يختصر في عملية تعليمه مراحل كثيرة، قد تبدو لغيره بعيدة المنال. هكذا فبمشاهدتي لأبطال السينما ولبطلاتها، وهم يلجون أو يلجن إلى المطاعم الراقية، تعلمت كيف ألج دون شعور مني، وكيف أختار ما يلذ لي من طعام دون أن أعي ذلك، آه الآن فقط في هذه اللحظة استرجعت كل الأفلام الجميلة التي شاهدتها وأعدت رؤيتها داخل شاشة رأسي. وكدت أنسى الفرنسيتين الجميلتين الجالستين معي على نفس المائدة، لولا انتباه كريستين إلى شرودي، حيث نبهتني بضربة من قدمها، فصحت دون شعور مني. ابتسمنا نحن الثلاثة، ونبهت كرستين على عدم إعادة ذلك، فقالت لي ساخرة، أيها الرومانسي، كيف تسمح لك نفسك بالتحليق بعيدا بحثا عن الحمائم، والحمائم تجلس بالقرب منك، ألا تريد أكل الحمائم أيها الفتى ؟ أم فقط ستكتفي بأكل البيتزا وحدها؟ انفجرت ضاحكا من كل قلبي، ونظرت نحو صديقتها أستطلع رأيها فيما قالت صديقتها كرستين، وجدتها تنظر إلي بخبث، فسرته بأن الأمر يعود حتما إلى الكؤوس التي شربناها صحبة الطعام. تذكرت قول ابن الفارض، سلطان العاشقين، وهو يصف الشراب الروحي ويربطه بذكر الحبيب. حكيت لهما ذلك، طلبتا مني ترجمة شعر ابن الفارض هذا فورا، وبدون أدنى نقاش، بل هددتني كرستين إن لم أفعل بالتخلي عني وعدم دفع الحساب. بدأت أترجم وأعتقد أنني نجحت في ذلك، إذ نجم سكون هادئ على جلستنا وكيف لا يخيم وابن الفارض يقول في مطلع قصيدته هاته هذا البيت الرائع: شربنا على ذكر الحبيب مدامة سكرنا بها قبل أن يخلق الكرم هكذا امتدت جلستنا بين أكل وشرب وحديث ممتع، غاية في الرومانسية، خيل لي أنني قد استطعت إعادة الحبيبة كرستين إلى عريني، بعد أن كادت الذئاب أن تنتزعها مني مستعملة في ذلك شتى الطرق ومختلف الوسائل، ولم أكن أدري ما يخبئه الدهر لي من مفاجآت. أدينا ثمن ما أكلنا وما شربنا، وانصرفنا متجهين صوب الحي الجامعي. في الطريق ودعتنا فراسواز متمنية لنا قضاء ليلة ممتعة، مشجعة لي على اغتنام الفرصة، فالفرص لا تأتي دائما طيبة كما الليلة. والرياح لا تجري كل يوم بما تشتهيه السفن، كما يقول المتنبي. هكذا لم أدر متى رميت يدي على كتفي حبيبتي كرستين ولا كيف استسلم كل واحد منا للآخر، ولا كيف غرقنا في جحيم من القبل. لقد ضربت الحديد إذن وهو ساخن. حين وصولنا إلى غرفتها، بما أنها أصرت على عدم الذهاب معي إلى غرفتي، أشعلنا ضوءا خافتا وموسيقى هادئة وارتمينا فوق السرير. ثم انقطع حبل الحكي فجأة. وتوقفت عن سرد قصتي تاركا لكما أيها القارئ المنافق وأنت أيتها القارئة المنافقة مثله، على حد تعبير اللعين شارل بودلير، متابعة حكي مقاطعها الساخنة كما يحلو لكل واحد منكما، حسب تقاليده وثقافته. في صباح الغد، حين استيقظت، ولم أجد كرستين بالقرب مني، نهضت باحثا عنها في أرجاء الغربة، لم أجدها، وكما في الأفلام السينمائية تماما، وجدت رسالة موضوعة قرب الطاولة، في وضعية ظاهرة للعيان، وكأنها تدعوني لقراءتها. أخذتها وفتحتها بيد مرتجفة، بدأت في القراءة، شعرت بانقباض داخلي يعصرني عصرا، أعدت القراءة من جديد وأنا غير مصدق. كانت الكلمات تتراقص أمام عيني:_حبيبي، أقولها للمرة الأخيرة، لقد قضيت معك فترة سأعدها من بين أروع لحظات حياتي، ولكي تظل هكذا في نظري، أقول لك وداعا، بل أقول لك وداعا وأنا أبكي، أبكي لابتعادي عنك مرغمة، لم يرغمني أحد على ذلك، ولكنها رغبة دفينة استفاقت دون وعي مني، تدفعني لمفارقتك، أعلم أنك غير قادر على حب امرأة واحدة. وأعلم أني لا أستطيع أن أحب رجلا لا يحبني لوحدي، مهما كان لطيفا وجميلا ومثقفا. حبيبي، هكذا خططت صحبة صديقتي فرانسواز ليكون لقاؤنا وداعا. دع إذن مفتاح غرفتي بعد أن تغادرها لدى فرانسواز. ولا تبحث عني، دع الأمور تسير هكذا، ودع حبنا ينطفئ بهدوء، ليتحول إلى صداقة رائعة .....وداعا حبيبي، عفوا وداعا يا من كنت حبيبي».تماسكت بعد أن انتهيت من قراءة رسالة كرستين التي لم تعد حبيبتي، لكنها ظلت حاضرة في قلبي كما في عقلي، باعتبارها من أجمل النساء اللواتي صادفتهن وأنا راكب في قطار الحياة، والآن حينما يلفظ اسم كرستين أمامي، أو حينما أصادفه في قصة أو كتاب أو فيلم، أشعر بدقات قلبي تعلو رويدا رويدا، وبطيف فتاة رائعة الجسد ونقية الروح تأتي إلي ضاحكة وتغرقني هذه المرة في نعيم من القبل..... *هذا الفصل هو من رواية « الحياة في غرب المتوسط» وهي امتداد بشكل من الأشكال للرواية السابقة للكاتب أي رواية « وقت الرحيل» التي صدرت ضمن منشورات وزارة الثقافة المغربية ، سلسلة إبداع، سنة 2007، وهي رواية تنتمي إلى نوع الروايات الحضارية التي تطرح علاقة الشرق بالغرب ،من منظور إنساني تكاملي مبني على المحبة والتسامح والتآخي ،عن طريق تتبع حياة شاب في علاقاته المتشعبة مع الحياة الثقافية هناك .إنها رواية تعيد التفكير من جديد في روايات عربية سابقة من أهمها، عصفور من الشرق ،لتوفيق الحكيم ،و، قنديل أم هاشم ،ليحيى حقي،و،الحي اللاتيني ،لسهيل إدريس، وموسم الهجرة إلى الشمال ، للطيب صالح، لكن هذا التفكير يأخذ طابعا حداثيا بامتياز ...