يونس مسكين واسماعيل حمودي خمسة أشهر قبل حلول يوم 7 أكتوبر الحاسم، حيث تدور جلّ التحركات والمناورات والتسخينات السياسية، التي تقوم بها الأحزاب السياسية وأذرع السلطة، حول سيناريوهات ما سيكون عليه المغرب صبيحة اليوم الموالي لهذا الاستحقاق الانتخابي. تعديلات في القوانين، ولقاءات مع الشباب والنساء، وتأسيس فروع ومكاتب الأحزاب، وحملات استقطاب للأعيان والكائنات الانتخابية… استعدادات من بين أخرى تستبق هذا التاريخ الأهم في المسار السياسي للمغرب منذ العام 2011. فهل يعود إخوان عبد الإله بنكيران إلى مواقع الوزارات والتعيينات محمولين فوق موجة شعبيتهم الواسعة، أم إن ساعة الجرار قد حانت؟ هل بات الحزبان فعلا الخيارين الحتميين وهما اللذان لم يتأسسا إلا حديثا؟ ألا يمكن لحزب الاستقلال أن يوقّع على مفاجأة احتلال الرتبة الأولى مستفيدا من تطاحن الغريمين؟ جلّ القراءات والتحليلات، التي استقتها «أخبار اليوم» من خبراء ومراقبين وسياسيين، تصبّ في اتّجاه تكريس ثنائية قطبية، غير مسبوقة من نوعها، بين حزبين أحدهما يحمل «تكيت» المرجعية الإسلامية، فيما ينطبع الآخر بختم القرب من السلطة، أي حزبي البام والبيجيدي. التقاطب الأولي، الذي تكشفه الوقائع السياسية الحالية، يوحي بحدوث تقارب بين كل من حزب العدالة والتنمية وحزب الاستقلال المعارض، بالإضافة إلى حزبي الحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية المشاركين في الحكومة. في المقابل، يبدو حزب التجمع الوطني للأحرار فرعا واضح الارتباط بجذع الأصالة والمعاصرة، ويقف حزب الاتحاد الاشتراكي إلى جانبهما حتى الآن، إضافة إلى الاتحاد الدستوري الذي بات هامشيا من الناحيتين السياسية والانتخابية. «أتوقع أن يتجاوز البيجيدي عتبة 107 مقاعد التي حصل عليها في 2011، أما بالنسبة إلى البام، الذي حصل على 47 مقعدا في 2011، فإنه بالنظر إلى حصوله على معدل 20 في المائة من المقاعد في الانتخابات الجهوية والمحلية، وسعيه إلى ترشيح نخب لها حظوظ في النجاح، فإنه بلا شك سيحسن نتائجه البرلمانية»، يقول الأستاذ الجامعي عبد المغيت طريدانو. «في 2011 كان حزب العدالة والتنمية يجسد التغيير في سياق روح الربيع العربي، أما اليوم فقد بات عبد الإله بنكيران مطالبا بتقديم الحساب عن حصيلته الحكومية»، يردّ مخضرم آخر هو مصطفى السحيمي، مرجحا كفة صعود قوي لحزب الجرار. تفاصيل أكثر في عدد نهاية الأسبوع من أخبار اليوم