نجيم ومراد شقيقان مغربيان، يبلغان من العمر 25 و21 ربيعا على التوالي، الأول أبكى فرنساوبلجيكا بعد الاشتباه في مشاركته في الاعتداءات الإرهابية، التي هزت العاصمة الفرنسية، في نونبر 2015، والعاصمة البلجيكية بروكسيل، أول أمس الثلاثاء، فيما الثاني أدخل الفرحة إلى قلوب البلجيكيين بعد حمل العلم البلجيكي في أكثر من محفل دولي كبطل في رياضة التيكوانو. مراد العشراوي بطل رياضي على عكس المغربي نجيم العشراوي، الذي أبكى البلجيكيين، فإن شقيقة مراد العشراوي، المزداد في 31 مارس 1995، أدخل الفرحة إلى قلوب البلجيكيين في أكثر من مرة. ويعتبر مراد، لاعب المنتخب البلجيكي للتيكواندو، ذي الأصول المغربية، بطل بلجيكا وأوربا في وزن 54 كيلو غراما، إذ حصل العام الماضي على الميدالية الفضية للجامعة الدولية في الوزن نفسه. هذا الملاكم، الذي يجد نفسه بعيدا كل البعد عن شقيقه نجيم، الذي فضل الارتماء في أحضان أبوبكر البغدادي، مثل المنتخب البلجيكي "لتيكواندو في 21 محفلا دوليا، إذ شارك للأول مرة كرياضي دولي عام 2013، سواء مع كبار أو شبان المنتخب البلجيكي، كما أنه أحرز هذه السنة الميدالية النحاسية في البطولتين، اللتين نظمتا في كل من هولنداوبلجيكا، وشارك في البطولة الأوربية للتيكواندو، بالإضافة إلى تمثيله للمنتخب البلجيكي في بطولة العالم في مدينة بويبلا في المكسيك صيف عام 2013. غير أن عام 2015، كان عاما مميزا لمراد، إذ فاز بالميدالية الذهبية في إسرائيل، وأحرز الميدالية الفضية في دورة ألعاب الجامعة العالمية في "غوانغوا"، في كوريا الجنوبية، إلى جانب حصوله على الميدالية النحاسية في كل من دورات البوسنة، وألمانيا، وسويسرا. وخلال الأشهر الثلاثة من العام الجاري 2016، شارك مراد في أربع دورات: فاز بميداليتين نحاسيتين في كندا، ودورة الفجيرة (Fujairah)، بالإضافة إلى الميداليتين الذهبيتين، اللتين حصل عليهما في كل من أمريكا وألمانيا. كما أن مراد العشراوي مرشح بقوة لتمثيل المنتخب البلجيكي في وزن 54 كيلو غراما خلال الألعاب الأولمبية، التي ستحتضنها البرازيل خلال الصيف المقبل. نجيم العشراوي.. العقل المدبر لهجمات بروكسيل ولد نجيم العشراوي في مدينة آجدير المغربية في 18 ماي 1991، قبل أن يقرر والديه إدريس العشراوي ووردية صنهاجي مغادرة المغرب صوب الديار البلجيكية بحثا عن حياة أفضل. تابع نجيم دراسته بشكل عاد في التعليم الأساسي في بروكسيل، إلى أن قرر بشكل فجائي الانقطاع عن دراسته في الإلكتروميكانيك عام 2013، وبعد أن توارى عن الأنظار، تبين للأجهزة الأمنية أنه سافر نحو سوريا في فبراير من ذاك العام. حوكم العشراوي غيابيا من لدن القضاء البلجيكي بتهم الاستقطاب والتجنيد لصالح داعش، والقتال في صفوف تنظيم إرهابي، وأدين بالسجن 15 سنة. وتصنفه السلطات البلجيكية واحدا من الخبراء البارزين ل"داعش". كما ترشح مصادر استخباراتية أوربية أن يكون نجيم العشراوي واحدا من العديد من أمراء الخلايا الجهادية والانتحارية، المتكونة من أكثر من 400 جهادي، نقلهم المغربي أباعوظ من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للقيام بهجمات إرهابية في مختلف العواصم الأوربية. وبرز اسم نجيم العشراوي في بداية التحقيقات حول هجمات باريس في نونبر الماضي، فتبين أن الشخص الذي قام بإرجاع صلاح عبد السلام بعد رحلة عودته من سوريا إلى بلجيكا في شتنبر 2015، كان هو العشراوي نفسه عندما ذهب إلى ملاقاته في هنغاريا، وبعدما جرت مراقبتهما على الحدود النمساوية في سيارة ميرسيديس مكتراة، قدم العشراوي بطاقة هوية بلجيكية مزورة باسم سفيان كيال، ونجح في المرور. وكان داخل الميرسيديس نفسها محمد بلقايد، البلجيكي من أصل جزائري، الذي سيقتل لاحقا على أيدي قوى الأمن في مداهمة في بروكسيل. وكشفت التحقيقات الفرنسية والبلجيكية أن الأحزمة الناسفة، التي استعملت في كل من هجمات باريسوبروكسيل مرت على يد نجيم بعد العثور على بصماته في الأحزمة الناسفة المستعملة في تنفيذ الهجمات، مما يرجح إمكانية أن يكون "صانع" و"مركب" تلك الأحزمة. وستظهر أول صورة للعشراوي في 17 نونبر عبر كاميرا مراقبة في وكالة لتحويل الأموال في بروكسيل، عندما بعث العشراوي بهويته المزورة 750 أورو إلى حسناء آيت بولحسن، قريبة أباعوض، قبيل العثور عليها وقتلها في شقة بضاحية باريسية.