أوردت مصادر في الشرطة البلجيكية أن الانتحاري الثاني الذي فجر نفسه في مطار بروكسل هو نجيم العشراوي، المشتبه به أيضا في اعتداءات باريس في 13 نوفمبر. ولد نجيم العشراوي في مدينة آجدير في 18 ماي 1991، قبل أن يقرر والداه إدريس العشراوي ووردية صنهاجي مغادرة المغرب صوب الديار البلجيكية بحثا عن حياة أفضل. تابع نجيم دراسته بشكل عادي في التعليم الأساسي في بروكسيل، إلى أن قرر بشكل فجائي الانقطاع عن دراسته في الإلكتروميكانيك عام 2013، وبعد أن توارى عن الأنظار، تبين للأجهزة الأمنية أنه سافر نحو سوريا في فبراير من ذاك العام. حوكم العشراوي غيابيا من لدن القضاء البلجيكي بتهم الاستقطاب والتجنيد لصالح داعش، والقتال في صفوف تنظيم إرهابي، وأدين بالسجن 15 سنة. وتصنفه السلطات البلجيكية واحدا من الخبراء البارزين ل"داعش". كما ترشح مصادر استخباراتية أوربية أن يكون نجيم العشراوي واحدا من العديد من أمراء الخلايا الجهادية والانتحارية، المتكونة من أكثر من 400 جهادي، نقلهم المغربي أباعوظ من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للقيام بهجمات إرهابية في مختلف العواصم الأوربية. وبرز اسم نجيم العشراوي في بداية التحقيقات حول هجمات باريس في نونبر الماضي، فتبين أن الشخص الذي قام بإرجاع صلاح عبد السلام بعد رحلة عودته من سوريا إلى بلجيكا في شتنبر 2015، كان هو العشراوي نفسه عندما ذهب إلى ملاقاته في هنغاريا، وبعدما جرت مراقبتهما على الحدود النمساوية في سيارة ميرسيديس مكتراة، قدم العشراوي بطاقة هوية بلجيكية مزورة باسم سفيان كيال، ونجح في المرور. وكان داخل الميرسيديس نفسها محمد بلقايد، البلجيكي من أصل جزائري، الذي سيقتل لاحقا على أيدي قوى الأمن في مداهمة في بروكسيل. وكشفت التحقيقات الفرنسية والبلجيكية أن الأحزمة الناسفة، التي استعملت في كل من هجمات باريسوبروكسيل مرت على يد نجيم بعد العثور على بصماته في الأحزمة الناسفة المستعملة في تنفيذ الهجمات، مما يرجح إمكانية أن يكون "صانع" و"مركب" تلك الأحزمة. وستظهر أول صورة للعشراوي في 17 نونبر عبر كاميرا مراقبة في وكالة لتحويل الأموال في بروكسيل، عندما بعث العشراوي بهويته المزورة 750 أورو إلى حسناء آيت بولحسن، قريبة أباعوض، قبيل العثور عليها وقتلها في شقة بضاحية باريسية.