بحضور قيادات تاريخية من حزب الاستقلال يتقدمهم امحمد بوستة، وعبد الكريم غلاب، أعلن الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط نهاية الصراع بينه وتيار بلا هوادة، الذي استمر طوال 3 سنوات، وكاد يعصف بوحدة الحزب، وذلك في حفل للمصالحة بالرباط، أقامه الحزب تزامنا مع إحياء ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال. حميد شباط، الذي أصر أن لا يتدخل إلا بعد كلمة كل من امحمد بوستة، وعبد الكريم غلاب، وعباس الفاسي، قال إنه لن يتحدث عن التاريخ لأن زعماء حزب الاستقلال سبقوه إلى ذلك، في إشارة إلى الذين تحدثوا قبله، "وإنما سأتحدث عن ذكرى 11 لعام 2016 ، التي ستبقى محطة مضيئة في تاريخ حزب الاستقلال"، مضيفا أن التاريخ سيجل بمداد الفخر هذه المناسبة الجليلة، التي اختار فيها الاستقلاليون توقيع شهادة ميلاد جديدة للحزب، وكتابة صفحة مضيئة في تاريخ سجله الحديث. وتابع شباط "لقد اختير هذا اليوم بدلالته الرمزية الكبيرة لتنزيل قرارات المجلس الوطني الحكيمة، الذي أوصى بوحدة الصف، وإعادة اللحمة للحزب، وجعل مصلحة الوطن والحزب فوق أي اعتبار، وأعطى توجيهاته للقيادة بتفعيل آليات المصالحة، وتقوية الجبهة الداخلية والعمل على تخطي المشاكل بالحكمة وسعة الصدر". وتحدث شباط عن استجابته لقرارات المجلس الوطني لحزبه "إنها لتوجيهات نقدرها حق قدرها، لأنها نابعة عن مؤسسات الحزب، وكذلك أمانة تدخل في صميم مسؤوليتنا، وتجسيد للقيم الإسلامية السمحة، التي تربينا عليها، واحترامها كما علمونا زعماؤنا الأفداد"، يقول شباط. وأضاف شباط أنه من نبل المقاصد ونقاء السريرة، اللذين يتمتع بهما كل الاستقلاليين والاستقلاليات لن يستطيع أي خلاف، مهما بلغت حدته، أن يعمر طويلا في هذا الفضاء النقي الشفاف، مؤكدا أن حزب الاستقلال مدرسة عريقة في النقد الذاتي البناء، وتتوفر على رصيد غني من الأعراف في النقد الذاتي والحوار الهادف، وهي فضاء رحب للتفتح والإبداع والتعايش والتسامح. الأمين العام لحزب الاستقلال، قال أيضا إن حزبه بتمسكه بمنهجية النقد الذاتي، يريد أن يبقى كيانا حيا ومتفاعلا مع تحولات الذات والمحيط، ويجدد باستمرار مواقفه، ويراجع بكل مسؤولية حساباته، ويعبر عن أرائه بكل استقلالية عبر مؤسساته. وفي رسالة لخصوم حزبه، قال شباط، إنه ليس في مقدور أي كان، مهما كان دهاؤه أن يغرر به، وليس في متناول أي سلطة كيفما كانت أن تفعل ذلك، بعد أن حسم خياراته بصفة نهائية، وقرر أن يكون دائما في صف الشعب، وإلى جانبه وضد كل الأمزجة التحكمية، قبل أن يبدي استعداده للتعاون مع الذين يشتركون القناعات نفسها مع الاستقلال".