طوت قيادة حزب الاستقلال و"تيار بلا هوادة" صفحة الخلاف، الذي طبع مرحلة ما بعد تولي حميد شباط قيادة الحزب، أمام قبر الزعيم الروحي لحزب الاستقلال، علال الفاسي، بعد أن تمكن شباط، الأمين العام للحزب، وعبد الواحد الفاسي من إبرام مصالحة تلم شمل الاستقلاليين. وعلمت "المغربية" أن اتفاق الصلح حصل، أول أمس الاثنين بالرباط بين شباط والفاسي بحضور شهود قياديين، لهم مكانة اعتبارية لدى أعضاء حزب الاستقلال، أبرزهم امحمد بوستة، عضو مجلس الرئاسة بالحزب، وعبد الكريم غلاب، وعباس الفاسي، الأمين العام السابق. وأكد قيادي بالحزب أن اتفاق الصلح بين الطرفين يقضي بعودة أعضاء "جمعية بلا هوادة"، الذين جمدت عضويتهم بعد طعنهم في انتخاب شباط أمينا عاما للحزب، والتحاقهم بمواقعهم التنظيمية في الحزب. واعتبر شباط أن المصالحة تفعيل لتوصيات المجلس الوطني الأخير، بهدف تقوية الجبهة الداخلية، والعمل على تخطي الخلافات والمشاكل بالحكمة وسعة الصدر، مبرزا "تمسك الحزب بمنهجية النقد الذاتي". وقال إن "الحزب يريد أن يبقى كيانا حيا ومتفاعلا مع تحولات الذات والمحيط، ومواكبا لتطور الأفكار والأحداث، ليجدد باستمرار مواقفه، ويراجع بكل مسؤولية حساباته، ويأخذ بكل قناعة قراراته في إطار التشاور بين كل المؤسسات الحزبية التابعة له". وأعلن شباط طي صفحة الخلافات، ودعا إلى الاهتمام بتقوية البناء الداخلي للحزب، استعدادا للانتخابات التشريعية المقررة في خريف 2016. وأضاف أن "هذا اللقاء سيظل محطة مضيئة في تاريخ الحزب، الذي قررت فيه القيادة النقد الذاتي، وإعادة لحمة الحزب، وتوحيد صفوفه، ولم شمله". من جهته، أبان عبد الواحد الفاسي عن نيته في طي صفحة الماضي، بعدما رفض تناول الكلمة باسم جمعية بلا هوادة، في إشارة منه إلى حلها خلال الأيام القليلة المقبلة بعد استكمال شروط المصالحة، وقال إن "الالتقاء برموز الحزب، بعد الغياب الذي فرضته ظروف الماضي، أمر إيجابي، خاصة أن حزب الاستقلال كان معروفا مند عقود باسم الحزب الموحد". وثمن البيان العام للمجلس الوطني الأخير، الذي أعاد الغاضبين إلى مواقعهم في الحزب، وأضاف أن "كل أعضاء الحزب عليهم أن يكونوا مجندين لتصحيح المسار، والانتقال إلى المرحلة المقبلة في أحسن الظروف، وأكثر قوة وصلابة من الماضي، وسنعمل يدا في يد لتحقيق ما ينتظره منا حزبنا وما ينتظره منا الوطن أولا"، معتبرا أن الخلاف الذي وقع، والأخطاء التي ارتكبت، كانت "اختبارا لمناعة الحزب وصلابته، ومدى قدرته على الحفاظ على وحدته". ونوه محمد بوستة بمجهودات شباط والفاسي لإعادة لم شمل الاستقلاليين والمصالحة بين كافة مؤسسات الحزب، وقال إن "وحدة الصف تشكل أساس وقوة الحزب على الساحة السياسية منذ عقود"، متوقعا أن يحتل الحزب مواقع متقدمة في الانتخابات التشريعية المقبلة. من جانبه، قال عبد الكريم غلاب إن "الوحدة الوطنية في صفوف الحزب هي السر الظاهر في نجاحه وبقائه منذ ما قبل الاستقلال إلى اليوم"، معتبرا أن حزب الاستقلال من أكثر الأحزاب التي تعرضت ل"النكسات والضربات من جميع الجهات المعادية"، وأن "الوحدة التي يدعو إليها الحزب لتوحيد صفوفه، هي جوهر الاستمرارية والمضي قدما نحو طموحات و0فاق جديدة". وأهم ما ميز أجواء المصالحة هو قول عباس الفاسي إن الخلافات التي كانت بين الأمين العام وأنصار عبد الواحد الفاسي "لا أساس لها ولا سبب يبررها"، مبرزا أن الاحتفاء بالذكرى 72 لتقديم وثيقة الاستقلال "مناسبة لإعادة الوحدة واللحمة بين كافة مؤسسات الحزب التي افتقدها مند ثلاث سنوات بسبب تلك الخلافات التي لا سبب لها"، ومنوها بقرار المجلس الوطني الأخير الداعي إلى المصالحة بين كافة الاستقلاليين.