يتجه حزب الاستقلال إلى إنهاء خلافاته التي عمّرت لأزيد من ثلاث سنوات، عقب المؤتمر الأخير الذي انتخب الأمين العام الحالي حميد شباط، الأمر الذي أغضب خصومه وفي مقدمته تيار "لا هوادة للدفاع عن الثوابت" داخل الحزب. وعقد الأمين العام، حميد شباط، ثاني لقاء له، قبل يومين، مع خصمه الرئيس داخل حزب "سيدي علال"، عبد الواحد الفاسي، وذلك لوضع برنامج للمصالحة التي تم الاتفاق بينهما على أن تتم يوم 11 يناير المقبل. ولأول مرة منذ الخصومة الشهيرة بين الطرفين، والتي وصلت إلى المحاكم للطعن في رئاسة شباط للحزب، تم تشكيل لجنة مشتركة مكونة من أعضاء في اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، وأعضاء من المكتب المسير لجمعية "لا هوادة للدفاع عن الثوابت"، وذلك لوضع البرنامج النهائي للمصالحة. في هذا الإطار، تم الاتفاق بين شباط وخصومه على عقد مهرجان خطابي بمدينة الرباط، بالتزامن مع تقديم وثيقة الاستقلال، سيؤطره كل من الأمين العام الأسبق للحزب امحمد بوستة، والأمين الحالي حميد شباط، ومتزعم تيار "لا هوادة" عبد الواحد الفاسي، نجل الراحل علال الفاسي. ورغم أن اللقاء كان تقنيا، بحسب ما صرح بذلك مصدر استقلالي حضره، إلا أن التوجه العام بين الطرفين هو ضرورة "طي صفحة الماضي والنظر إلى مستقبل الحزب، بما يضمن وحدته رغم الاختلاف في وجهات النظر"، موضحا أنه "لم تتم مناقشة التفاصيل التي أدت إلى الخلاف، بقدر ما تم التأكيد على ضرورة جعل المؤسسات تسمو، وأن الحزب يجب أن يبقى حاضنا لجميع الاستقلاليين". وتم الاتفاق على مُدارسة جميع الإشكالات التي اعترضت عمل الحزب في المرحلة الماضية، واعتبار لقاء 11 يناير ممهدا لمجموعة من اللقاءات المستقبلية، التي ستتم خلالها مناقشة استعدادات حزب "الميزان" للانتخابات التشريعية الثانية بعد دستور 2011، والمؤتمر الوطني المقبل خلال سنة 2016. هذه المستجدات تأتي بعدما صادق المجلس الوطني للحزب على اقتراح اللجنة التنفيذية تموقع الحزب ضمن ما أسماها "المعارضة الوطنية الاستقلالية"، مع تقديم المساندة النقدية للحكومة كلما اقتضى الأمر ذلك، كما تمت المصادقة بالإجماع على اقتراح الأمين العام السعي لتحقيق المصالحة مع الاستقلاليين الذين غادروا الحزب أو جمدت عضويتهم أو تم توقيفهم بعد المؤتمر السادس عشر، الذين لم يغيروا الحزب في الانتخابات الأخيرة.