تخطط شركة فيسبوك بعد نجاحها في بناء الطائرة الأولى من دون طيار، التي تعمل بالطاقة الشمسية، لبناء أسطول كامل من هذه الطائرات لإيصال خدمة الإنترنت إلى مئات ملايين الأشخاص الموجودين خارج نطاق تغطية شبكات الاتصالات الأرضية. الطائرة المسماة "أكيلا Aquila" بمعنى النسر، مصنوعة من ألياف الكربون على شكل حرف "V" حتى تكون خفيفة وتؤدي مهمتها بكفاءة. يصل طول أجنحتها حسب موقع "ارقام ديجيتال"، إلى 42 مترًا تقريبًا أي ما يوازي طول أجنحة طائرة بوينج 737 Boeing، ومزوّدة بمروحتين دافعتين. بعد أن تُغطى بألواح الطاقة الشمسية ويتم تزويدها بعدّة الاتصالات اللازمة لإيصال خدمة الإنترنت لاسلكيًا، يفترض أن يصل وزنها إلى 400 كيلوجرام تقريبًا. تم إجراء أول اختبار على طائرات أصغر عشر مرات من حجم الطائرة الأصلية "أكيلا" فوق سماء المملكة المتحدة بنهاية شهر مارس 2015. ويتم أثناء هذه الأيام إجراء اختبارات على هيكلية "أكيلا" بحجمها الفعلي ويفترض أن تبدأ اختبارات الطيران قبل نهاية العام. خلال إحدى الفعاليات المنظمة داخل المركز الرئيسي للشركة في مينلو بارك بمدينة كاليفورنيا، قدّم "جاي باريخ" نائب رئيس قسم الهندسة العالمية والبنية التحتية لدى شركة فيسبوك. وأثناء خطابه، قال باريخ إن ما يقارب عُشر سكان الأرض، لاسيما في المناطق الريفية، لا يتمتعون بخدمة الإنترنت وذلك بسبب سوء تكنولوجيات توصيل الإنترنت الحالية. لتأتي هذه الطائرات من دون طيار لتضيف بعداً جديداً لتوصيل الإنترنت اللاسلكي من الهواء؛ فعلى حد تعبير باريخ: "مهمتنا في الشركة هي توصيل كل الناس ببعضهم البعض". تم تصميم "أكيلا" بحيث تُحلّق في الجزء الأعلى من الغلاف الجوي بواسطة بالون مملوء بغاز الهيليوم، ثمّ يتم إطلاقها لتحلّق في دوائر من خمسة كيلومترات على ارتفاع يتراوح بين 18 و27 كيلومترًا (60 إلى 90 ألف قدم)، أي في مستوى أعلى من التي تحلق بها رحلات الطيران المدني التجاري وأعلى من الغيوم وأحوال الطقس. كما تحمل كل طائرة من طراز "أكيلا" معدات راديو لاسلكية لبث ترددات الإنترنت لأقمار اصطناعية موجودة ضمن دائرة يبلغ شعاعها 50 ميلاً عن الأرض. ستحمل هذه الطائرات أيضًا معدات قادرة على بث الإنترنت عن طريق أشعة الليزر. وقد تم تصميم هذا المشروع من أجل أن تتمكّن شركة فيسبوك من إنشاء حلقات جوية بواسطة الطائرات بحيث يتم ربط مناطق ريفية عدّة بشبكة الإنترنت. وبحسب مخطط المشروع، تقوم الطائرة الأقرب من منطقة مُدنية ما باستخدام شعاع الليزر الخاص بها للارتباط بشبكة الإنترنت العالمية ويتم نقلها من طائرة إلى أخرى عن طريق تشكيل روابط باستخدام الليزر، حتى تصل إلى المناطق الريفية. وفي حال كان الجو غائمًا، يتم إنشاء الرابط بين الأرض والطائرة هذه بواسطة ذبذبات الراديو عوضًا عن الليزر، على حساب تقلّص طفيف في نسبة انتقال البيانات. لكن سيتوجب على فيسبوك العمل لإيجاد طرق لجعلها تحلق في الجزء الأعلى من الغلاف الجوي لمدّة ثلاثة أشهر تقريبًا على التوالي فتصبح وسيلة سهلة مستخدمة لإيصال خدمة الإنترنت. فالمدة الأطول التي توصلوا إليها تقارب الأسبوعين. هذا وتقول شركة فيسبوك إن مهندسيها حققوا مؤخرًا رقمًا قياسيًا في سرعة انتقال البيانات بواسطة الليزر. قاربت هذه السرعة عشرات الجيجابايت في الثانية وهي تفوق السرعة التي توصّلوا إليها قبل ذلك بعشرة أضعاف. من حيث التصميم التجاري لطائراتها، لم تتفوق فيسبوك بعد على منافستها جوجل التي بدأت العمل على مشروع البالونات الطائرة "لوون" في هذا التحدي، حيث إن فكرة الطائرات كانت لدى جوجل أيضاً. وفي هذا السياق، يؤكد "مايك كاسيدي" المسؤول عن مشروع لوون، أن الطائرات من دون طيار لن تتمكّن من منافسة البالونات لفترة لا بأس بها من حيث سهولة الاستخدام، بسبب بعض الصعوبات التقنية في تصميم الطائرات وتشغيلها. ويرجّح أن تبيع شركة فيسبوك حقوق هذه التكنولوجيا إلى حكومات أو شركات أخرى، إلا أن هذا الاحتمال ما زال قيد البحث بحسب ما قاله "باريخ"، والذي أضاف: "لن نشغّل هذه المعدات بأنفسنا". ومن المعروف أن فيسبوك تسعى منذ عام 2013 إلى جلب عدد أكبر من الناس إلى شبكة الإنترنت من خلال مشروع يعرف باسم internet.org، وقوام هذا المشروع إبرام الصفقات مع شركات نقل خدمة الإنترنت اللاسلكية في 17 دولة حول العالم لإتاحة استخدام بعض خدمات الإنترنت من خلال تطبيق للجوال ومن دون تكبّد أي رسوم على البيانات. وعلى الرغم من تأكيد "مارك زوكربرغ" المؤسس لفيسبوك أنّ أهداف هذا المشروع إنسانية، إلا أنه من المؤكد أنه سيعود بالفائدة على شركته، فاستخدام عدد أكبر من الناس لشبكة الإنترنت يعني المزيد من الزبائن المحتملين لموقعه.