كشف رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران أن جهات لم يحددها نصحته بعدم تخفيض أسعار المحروقات لأن الدولة قد تربح من وراء ذلك ما تغطي به بعض العجز في الميزانية لكنه رفض ذلك على إثر إعلان الحكومة تخفيضها أسعار المحروقات للمرة الثانية خلال شهر منذ اعتماد نظام المقايسة، كشف عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة وأمين عام حزب العدالة والتنمية، أن جهات، لم يُفصح عنها، نصحته بعدم تخفيض أسعار البنزين والغازوال، لأن ميزانية الدولة قد تربح من وراء ذلك ما تسد به بعض العجز. وكانت وزارة الشؤون العامة والحكامة قد أعلنت قبل يومين عن انخفاض جديد في أسعار اللتر الواحد من البنزين الممتاز بقيمة 43 سنتيما ابتداء من الساعة الأولى ليوم السبت الماضي، وانخفاض سعر اللتر الواحد من الغازوال ب30 سنتيما، وانخفاض الفيول الصناعي ب252 درهما. وهو ثاني انخفاض له خلال شهر، منذ اعتماد نظام المقايسة في شتنبر الماضي. بنكيران قال ذلك في لقاء تواصلي مغلق مع مناضلي حزبه بمدينة سلا، أول أمس الأحد، وكشف أنه رفض نصيحة تلك الجهات، مشددا بالقول:»والله حتى لو نزل السعر لدرهم واحد، سنبيعوه بدرهم للمواطن»، لأن «السياسة هي الكلمة». رئيس الحكومة الذي اعتبر ذلك مسيئا لمصداقيته في علاقته بالمواطنين، كشف أن «الخطأ الذي ارتكبته حكومة التناوب من قبل»، والتي كانت سبّاقة إلى اعتماد نظام المقايسة في أسعار المحروقات، هي أنه حين كان «يرتفع سعر البنزين والغازوال كانت ترفع الأسعار، لكن حين كان ينخفض كان تمتنع عن تخفيضها». وأردف بنكيران موضحا «قلت لهم الكلمة هي الكلمة»، منتهزا الفرصة لتسجيل مزيدا من الأهداف في شباك حميد شباط، أمين عام حزب الاستقلال، حيث قال إن جريدة «العلم» كذبت حين ادعت أن وزراء الاستقلال لم يوقعوا على نظام المقايسة «هذا غير صحيح» يقول رئيس الحكومة الذي أكد أن جميع وزراء الاستقلال وقعوا على القرار في الرسائل المتبادلة بين الوزراء، «لكنه من المعلوم أن المرسوم الذي يصدر في الجريدة الرسمية يوقعه رئيس الحكومة فقط». واعتبر المتحدث نفسه أن «السياسة هي أخلاق والتزام»، لأنها بدون ذلك «تبقى مجرد كلام»، ولكن «الكلام خاصو المصداقية». وأثار في هذا السياق التطرق إلى حزب الاستقلال «الذي كان معروفا بزعماء كبار من أمثال علال الفاسي»، دون أن يذكر أمينه العام الجديد شباط بالاسم، حيث أردف بنكيران بالقول «حزب الاستقلال كان كبيرا ويجب أن يبقى كبيرا». وأثار بنكيران أيضا علاقته برفيق دربه عبد الله بها، وزير الدولة ونائبه الأول في الحزب، وقال إن «الله اصطفاه له ليكون رفيقه في النضال». مثيرا في وجه الحضور أن «جلالة الملك سألني يوما عن عمر صداقتي وعلاقتي بالسي بها.. فقلت له منذ 1976 ولكن منين توصل 40 عام صافي»، دون أن يُفصح عن باقي المحادثة التي جرت بينه وبين الملك، وعن مكانها. واسترجع بنكيران ذكريات له في علاقته بمدينة سلا، التي تعود إلى ثلاثين عاما على حد قوله، كاشفا أنه فقد فيها أسنانه بسبب حادثة سير تعرض لها بمعية صديق له نتيجة انفجار في عجلة دراجته البخارية. ونهج بنكيران أسلوب الوعظ أحيانا في كلمته للتذكير بأن الحرص على المبادئ والمنطلقات هو رأسمال مناضلي حزبه، أما المواقف فهي تتغير لأن المعطيات تتغير بدورها بتغير المواقع والمسؤوليات. لكنه جدد التأكيد أن الإكراهات والصعوبات قد تؤجل ما نسعى إليه، لكنها لن تلغيه، لأن «بنكيران هو بنكيران ولم تُغيّر فيه المسؤولية أي شيء». وعن مفاوضات الحكومة الثانية، اعتبر أن مناضلي حزبه تفهموا الصعوبات والإكراهات التي حصلت، لكنهم فهموا أيضا أن الفوز بالمرتبة الأولى لا يعني بالضرورة فرض ما تشاء على الآخرين. وأكد مرة أخرى أن تشكيل الحكومة الثانية برئاسته هو نجاح في حد ذاته، ونجاح أيضا للحكومة الأولى، إذ «لولا نجاح الحكومة في نسختها الأولى لما خرجت الثانية»، مذكرا ببعض ما يعتبره إنجازات لها مثل الزيادة في الحد الأدنى للتقاعد، والزيادة في منح الطلبة، والرفع من اعتمادات برنامج تيسير، والشروع في تنزيل برنامج «راميد» للتغطية الصحية، وقرار التعويض عن فقدان الشغل الذي طالبت به النقابات لسنوات طويلة، وضمان التقاعد للأجير الذي لم يكمل 3240 يوم عمل، وغير من القرارات.