حقّقت سلسلة "لحبيبة مي"، التي تعرض قصصا واقعية ومؤثرة لأمهات قذف بهن إلى دور رعاية المسنين في خريف العمر، نسبة مشاهدة عالية للقناة الثانية، وجعلت المغاربة يتصالحون مع تلفزتهم، ويعودون إلى مشاهدتها بعدما هجروها نحو القنوات العربية لفترة. "اليوم24" اتصل بأحمد بوعروة، صاحب فكرة "لحبيبة مي"، وأجرى معه دردشة قصيرة حول نجاح برنامجه الإنساني وأكثر القصص، التي أثرت فيه، وأشياء أخرى. كيف جاءتك فكرة سلسلة تتحدث عن الأمهات المتخلى عنهن؟ فكرة "لحبيبة مي" نابعة من ذكرياتي، التي عشتها لمّا كنت طفلا في حي عين الشق، هناك حيث قضيت طفولتي كاملة معهن. ولازلت أتذكر جيدا كيف كنت رفقة أبناء حينا نستاء من الأبناء، الذين يتخلون عن أمهاتهم ويرحلون، إذ كنا نحاول ثنيهم عن الأمر بأي طريقة، ونطردهم من الحي ولو باستعمال الحجارة. وبواسطة هذا العمل، رغبت في إعادة الاعتبار إلى هؤلاء الأمهات لكي أقول "إنهن لسن سيدات يائسات، بل إن قلوبهن تنبض بالحياة، وعلينا زرع الأمل فيهن". كيف تلقيت نجاح العمل؟ أنا "ماشي مول الشكارة" ولكن عندما يكون العمل صادقا فإنه يصل بسرعة إلى قلوب المغاربة، وأعتبر أن فكرة "الحبيبة مي" تنهل من الواقع المُعاش، وتتحدث عن أمور مسكوت عنها، وهذا من بين أسباب نجاحها. آمنت بالفكرة واشتغلت عليها بصدق وأمانة، وأشعر بالارتياح لأني أزحت ثقلا جثم على صدور هؤلاء الأمهات لسنوات، إذ منهن من حقق لهن البرنامج زيارة الديار المقدسة، أو تصالحن مع أبنائهن بعد بث الحلقة، وهناك أيضا "لي خوات قلبها قبل ما تتوفى". وكنت محتارا بعد وفاة بعض الأمهات، نزيلات دور المسنين، اللائي شاركن في السلسلة، إذا ما كان عليّ إعلان وفاتهن أم لا، فاستشرت مع والدتي، التي اقترحت علي أن لا أحرمهن من دعوات المغاربة لهن بالرحمة"، وأجزم اليوم أن الملايين من المغاربة ترحموا بالفعل على مي ميلودة، ومي فاطمة الحضري. ما هي أكثر الحالات التي أثرت فيك؟ كل القصص تركت أثرا في نفسي، لكن حلقة، امس الاثنين "مي هيبة"، البالغة من العمر تسعين سنة أبكت الطاقم جميعا، لأنها حلقة صادمة تحكي قصة الأم المناضلة، التي كافحت مع ابنها البشير أثناء سجنه، وكانت تجلب له وجباته اليومية دون كلل أو ملل. لكن المفاجأة في القصة أن الأم والابن سيلتقيان في نهاية المطاف في الخيرية، فالبشير خرج من السجن وتنكر له المجتمع، وكان يعتقد بأن والدته هي في كنف أخوته، بينما عانت الأمرين مع حفيدها، الذي عنفها، كما تم طردها من طرف ابنتها، ليتستقر بها المقام في دار العجزة رفقة ابنها، البالغ من العمر 68 سنة. تردد كثيرا أن القناتين "ميدي 1 تي في" و"الأولى" رفضتا سلسلتك لتقبلها في النهاية "دوزيم"، ماذا عن الأمر؟ "هوما الخاسرين" وها نحن نقطف ثمار نجاح العمل اليوم، "أنا كنعرف المغاربة شكون هوما وآش كيبغيو" لذلك كنت واثقا من نجاح "مي لحبيبة"، ورفض فكرة السلسلة من طرف "الأولى"، التي سبق أن عملنا معها في "دموع الرجال"، و"أولادي" اللتين رفعتا نسبة المشاهدة، أعتبره إقصاءً واضحا، لكن أسبابه تبقى مجهولة. "الربح ديالي هو أن الجمهور، الذي بات ينتظر العمل كل اثنين بفارغ الصبر".