تابع أكثر من خمسة ملايين مشاهد الحلقة الأولى من البرنامج الاجتماعي الجديد "لحبيبة مي" الذي عرضته القناة الثانية ليلة الإثنين 12 أكتوبر الجاري. وتفاعل المشاهدون مع قصة " لحبيبة مي" في جانبها الإنساني الواقعي وجانبها التخيلي التشخيصي، في برنامج تلفزيون الواقع وبشكل مؤثر وتفاعلي مع تفاصيل معاناتها بعد أن وجدت نفسها في الشارع عرضة للضياع والتشرد لولا حضن دار المسنين التي آوتها. وبرنامج "لحبيبة مي" الذي تبث القناة الثانية حلقاته أسبوعيا كل يوم اثنين على الساعة 9 و45 دقيقة ليلا، ينقل قصصا واقعية ومؤثرة لنماذج وحالات من حياة عدد من الأمهات المغربيات لم ينصفهن المجتمع ولا أسرهن. "لحبيبة مي" عن فكرة لأحمد بوعروة، وسيناريو وحوار: أحمد بوعروة، ديهية ومحمد نجدي، إخراج: جميلة البرجي بنعيسى، وإنتاج: شركة "كود نيو كوم" للإنتاج السمعي البصري. بثت القناة الثانية مساء يوم الإثنين الماضي أول حلقة من البرنامج الأسبوعي الاجتماعي "لحبيبة امي" وحسب الإحصائيات الرسمية فقد شاهد الحلقة 5 ملايين مشاهد ،وحلقات البرنامج الاجتماعي التفاعلي الجديد "لحبيبة مي"، يدرج عبر كل حلقة المقاربة النفسية والاجتماعية من خلال متخصصين يمثلون المجال النفسي والاجتماعي والقانوني. البرنامج الجديد "لحبيبة امي" يستند إلى دلالة بأن الأم "ست الحبايب" لا يمكن أن يتم التعامل معها إلا من خلال هذا المعطى والمنظور، إذ أن إسمها "الأم" يحمل معاني الرحمة والرعاية . استحضر البرنامج "لحبيبة أمي" قصص واقعية من مجتمعنا تحمل همها وقضيتها أمهات بحالات وملابسات متعددة ومختلفة في مفارقاتها ودوافعها وأسبابها التي تجتمع في تيمة واحدة النكران للجميل من طرف الأبناء، والوفاء المستمر من طرف الأمهات بصفتهن الحاضنات والمحبات دوما. المقاربة الاجتماعية تتطلب عدة لقطات فنية وتقنية وأدبية، ويشيرالبرنامج بأن مهمة الإخراج موكلة إلى المخرجة المقتدرة جميلة بن عيسى البرجي، التي تتبعنا سيرها وتجاربها السابقة المعلنة بأن العين اللاقطة للمواضيع الاجتماعية برؤية درامية تختلف عن الدراما العادية وقد أكدت المخرجة بعدتها الفنية والتقنية أنها الأقرب إلى مثل هذه المواضيع التي تلامس الواقعي بآليات الوثائقي فتخلق الفرجة في بعدها العلاجي وبعدها الحواري مع الذات ولعله المسار الذي تطمح إليه كل دراما صادقة وواقعية واجتماعية. "لحبيبة مي " جرد لنماذج وصور من الواقع لأمهات مغربيات داخل خيريات ودور للعجزة أو في الشارع، وداخل مصحات عقلية، أمهات يئسن من هذه الحياة، فارقنها وهن ما زلن على قيد الحياة، انكسرت طموحاتهن وانهارت كل دوافع العيش، ليلفظهن المجتمع بجروح لا يستطيع الزمن أن يمحوها. "لحبيبة مي " برنامج يعرض بالكلمة والصورة لقصص واقعية مثيرة، ونماذج حية من صميم الحياة اليومية لأحداث مشوقة في حياة أمهات يعشن الوحدة والانكسار النفسي، خارج أسوار هذا المجتمع، وخارج حياة لم تنصفهن. الأمهات وحكاياتهن في المجتمع المغربي، أمهات يسردن واقعهن ومعاناتهن، يفتحن صدورهن لقول ما كتمنه طيلة حياتهن... من المسؤول عن أمهات منسيات؟ تلفزيون الواقع يكشف عن معاناة هذه الفئة، ويرصد تجلياتها ويحاول رد الاعتبار لها وللأسرة الصغيرة باعتبارها النواة الصلبة للمجتمع، ويحاول ترسيخ ثقافة الامتنان والاعتراف بالجميل من خلال رد الاعتبار لأم التي ضاعت صورتها وسط هموم وانشغالات الأبناء. "لحبيبة مي " برنامج تفاعلي يجعل من الأم محور موضوعه بحضور محللين نفسانيين واجتماعيين ورجال قانون لرد الاعتبار لهذا العنصر المهم في حياتنا الشخصية والاجتماعية والتربوية. قصص واقعية... وحكايات نسائية... ضحيتها إنسانة يعدها الإسلام بأن الجنة تحت قدميها. حالات ومفارقات... مد وجزر... ردود أفعال صادمة لعظمة الأم خارج أسوار الحياة. شهادات موثقة صوتا وصورة، ربورطاجات، أماكن وفضاءات متنوعة ووجهات مختلفة تسلط الضوء على هذا المكون الفاعل والمتفاعل داخل هذا المجتمع. ماهي الضمانات التي قدمها الأبناء والأسرة والمجتمع والقائمون عليه، لتعيش الأم حياة كريمة وتتوفر لها شروط الحياة؟ ماذا قدمت لها المدونة الجديدة ؟ هل ضمنت لها حقها في العيش الكريم بعد أن تنكر لها الجميع؟ "لحبيبة مي " يتميز بفكرة جريئة تتأسس على سرد قصص واقعية مثيرة قريبة من نبض المواطن العادي، دون فضح لأسراره الشخصية حيث سيحترم البرنامج خصوصية كل أسرة والجوانب التي تتحفظ في الكشف عنها. وللإشارة، فإن البرنامج لا يقدم حلولا لمشكلات وقضايا اجتماعية بقدر ما يحرك القيم الإنسانية داخل كل إنسان يجد نفسه في قلب وضعية تواصلية عنوانها العريض الأم.