قال الروائي التونسي المعروف الحبيب السالمي، إن الكاتب المغربي محمد زفزفا يعتبر «أحد كبار الكتاب العرب، وليس المغاربة فقط». كما عبر عن اعتقاده أن صاحب «بيضة الديك» «تعرض للظلم، ويتعين رد الاعتبار له، لأنه، فعلا، كتب أعمالا رائعة ومتفردة»، مشيرا إلى أنه جمعته علاقة خاصة بزفزاف تمثلت في المراسلات التي جمعتهما قبل رحيله. وفي الآن ذاته، توقف السالمي عند العلاقة الأدبية التي تجمعه بأدباء مغاربة أمثال إدريس الخوري ومحمد بنيس ومحمد برادة. ونوّه برجالات الثقافة المغربية، قائلا إن «المغرب لديه عظماء في المجال الفكري والثقافي، من قامة المفكر عبدالله العروي». هذا، وذكر في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بعلاقته الثقافية مع المغرب في قوله: «أحب المغرب الذي يعد أكبر بلد أقيم معه علاقة ثقافية وإبداعية، وفيه يباع أكبر عدد من كتبي». من جهة أخرى، أكد الروائي الذي رشحت روايتاه الشهيرتان «نساء البساتين» و»روائح ماري كلير» ضمن اللائحة القصيرة لجائزة البوكر عامي 2009 و2012، أن «دور الكاتب هو أن يصغي بذكاء إلى ما يعتمل داخل المجتمع. هذا هو دوره الوحيد». وفي هذا السياق أوضح أنه عند صدور روايته «نساء البساتين» قبل عدة أشهر من سقوط بنعلي رأى فيها عدد من الناس، حتى في فرنسا، نبوءة بما سيحدث»، مضيفا «كنت أبدي رفضي لهذا الأمر الذي سئلت عنه كثيرا من قبل الصحافيين. والسبب هو أني لست نبيا ولا عرّافا. ما فعلته فقط، هو أني أصغيت لحركة الواقع». وسجل في هذا الاتجاه أن الثقافة الغربية تتجدد باستمرار «لأنها تعيد طرح الأسئلة نفسها باستمرار». إذ قال إنها مازالت تطرح مثلا: «ما هو الإنسان؟ ماذا يعني أن تعيش؟ ماذا يعني أن تسكن العالم؟ «، ملاحظا أن الفيلسوف الألماني هايدغر، على سبيل المثال، أعاد للفلسفة والفكر والثقافة الغربية عموما تقليد السؤال. لكنه سؤال متحرر من البنية العقلانية التي وسمت الأسئلة التي طرحها سقراط. ولقد حرر بفعله هذا الفلسفة الغربية من نظام البنية السقراطي وأعادها إلى طفولتها حيث كانت تطرح أسئلة تقترب من الشعر الآن: ما معنى الماء؟ ما الحياة؟ ما معنى أن نسكن العالم؟ ما معنى أن نحب؟ أن نكره؟ إنها أسئلة جد بسيطة وساذجة، ولكنها تقودنا إلى معرفة كنه الحياة»، كما يوضح السالمي.