استنفرت رسومات وكتابات حائطية، صبيحة يوم الثلاثاء، السلطات بمختلف تشكيلاتها بمدينة فاس، والتي أعلنت حالة استنفار قصوى، عقب اكتشاف كتابات حائطية تسيء للملك وتمجد «داعش»، وجدت على جدران أربعة مقار لمصالح إدارية عمومية، وهي مقر ولاية جهة فاسمكناس، وقصر المؤتمرات المحاذي لها، والمجلس الجهوي للحسابات، ومندوبية المياه والغابات ومحاربة التصحر بقلب شارع الحسن الثاني. وعلمت «اليوم24» من مصادرها، أن حالة الاستنفار التي فرضتها هذه الرسومات والكتابات الحائطية في صفوف عناصر الأمن والاستعلامات والاستخبارات، قادتهم صبيحةاول أمس الأربعاء، إلى اعتقال أربعيني أعزب، يشتبه في وقوفه وراءها، والذي أحدث زلزالا كبيرا في صفوف مسؤولي مدينة فاس، حيث دخلت مصالح وزارة الداخلية بالرباط وعناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية بسلا، على الخط، لتعميق أبحاثهم مع الشخص المعتقل، وفك لغز إقدامه على استهداف أربعة مقار تابعة للدولة، وما إن كانت له علاقة بجهة متطرفة أو بفعل مدبر. وأضافت المصادر ذاتها، أن ما أربك الأبحاث الأولية للمحققين، هو أن الأربعيني المعتقل، والذي ينحدر من حي شعبي بفاس، شهد في السابق اعتقالات واسعة نفذتها «FBI المغرب» في صفوف متطرفين أعلنوا ولاءهم للتنظيم الإرهابي «داعش»، يعتبر من ذوي السوابق العدلية في الإجرام كاعتراض سبيل المارة والسرقة تحت التهديد بالسلاح واستهلاك وترويج المخدرات وغيرها، وهو ما فرض على المحققين التركيز على فرضيات عديدة للوصول إلى الأسباب التي دفعت صاحب السوابق في الإجرام، إلى استهداف أماكن إدارية حساسة ووضع رسومات على جدرانها. وقد أثار الحادث، بحسب مصادر الموقع، غضبة مسؤولي وزارة الداخلية بالرباط ضد سلطات فاس، بسبب إقدام الشخص المعتقل، ليلة الاثنين – الثلاثاء على وضع كتاباته ورسوماته على جدران الباب الرئيسي لمقر ولاية جهة فاسمكناس، والذي يخضع لمراقبة صارمة من قبل عناصر القوات المساعدة والشرطة، إضافة إلى مقر قصر المؤتمرات القريب من ولاية الأمن بفاس، ومقري المجلس الجهوي للحسابات ومندوبية المياه والغابات، واللذين تمر أمامهما على امتداد ال 24ساعة، دوريتان من عناصر «حذر». وعلى الرغم من كل هذا، نجح الأربعيني المعتقل، يقول مصدر قريب من التحقيقات، في استخدام قارورات للصباغة، واستعملها لتثبيت كتابات مسيئة للملك ورسومات تمجد «داعش» على جدران الإدارات العمومية المستهدفة، قبل أن يتوصل إليه المحققون، عن طريق كاميرات مراقبة مثبتة بشارع علال بن عبد الله والحسن الثاني، والتي مكنتهم من تحديد هويته، تقول مصادر الموقع.